وأفاد مصدر عسكري من مليشيا "فجر ليبيا"، تحدث شرط عدم ذكر اسمه، أن "قوات فجر ليبيا نجحت في السيطرة على ما يقارب 90 في المئة من مطار طرابلس الدولي ومعسكر النقلية القريب منه مساء الأحد"، مشيراً الى أن "بعض الجيوب والقناصة تم التعامل معهم بالأسلحة الثقيلة ومنها الدبابات".
ويحوي خزان الوقود حوالي 6 ملايين لتر مكعب من البنزين، وهو ما يهدد بكارثة بيئية وإنسانية نتيجة اكتظاظ محيط الخزانات بكثافة سكانية عالية، وتقع قربه خزانات غاز يُحتمل انفجارها بسبب عرقلة جهود الدفاع المدني ورجال الإطفاء بعد إطلاق النار عليهم أثناء محاولاتهم السيطرة على الحريق المندلع، بحسب المصدر العسكري.
وفي السياق، أفادت وكالة "فرانس برس" عن اشتعال خزان ثان للوقود في طرابلس، فيما أكدت الحكومة الليبية أن الوضع "خطر جداً". وطالبت الحكومة الليبية مساعدة دولية لإخماد حريق الغاز والنفط في طريق مطار العاصمة طرابلس.
وسبق أن أكد أحد قيادي من "فجر ليبيا" السيطرة على معظم أجزاء مطار طرابلس الدولي بعد الاشتباكات التي شهدها المطار ومحيطه، أمس الأحد، إضافة إلى سيطرتهم التامة على معسكر النقلية في طرابلس، مبيناً أن عدد القتلى في صفوفهم بلغ أربعة، إضافة إلى 46 جريحاً معظمهم إصاباتهم طفيفة.
في المقابل، أعلنت وزارة الصحة الليبية أن عدد القتلى في المعارك الدائرة في طرابلس بدءاً من الثاني عشر من يوليو/تموز الجاري ارتفع إلى 97 قتيلاً بينما فاق عدد الجرحى 404 جرحى. كما نفت وزارة الداخلية مقتل 23 مصرياً في منطقة الكريمية، بالعاصمة طرابلس.
وفي بنغازي، تجدّدت الاشتباكات بعد صلاة العيد مباشرة، بين قوات ما يعرف بـ"مجلس شورى ثوار بنغازي" و"قوات الصاعقة"، التي فقدت معظم معسكراتها، كان آخرها المقر الرئيسي للقيادة العامة، بقيادة العقيد ونيس بوخماده، والذي اتهم حفتر بالتخاذل في الدفاع عن قوات "الصاعقة" المؤيدة له. وقال مسؤول في وزارة الصحة: إن حصيلة الاشتباكات التي تتواصل منذ مساء يوم السبت في مدينة بنغازي ارتفعت إلى 34 قتيلاً و87 جريحاً. وأكد المسؤول الذي تحدث شرط عدم ذكر اسمه، أن جل الضحايا من المدنيين، لافتاً إلى أن من بين الجرحى حالات حرجة وحروق نتيجة القصف الذي تخلل الاشتباكات.
في سياق متصل، كشفت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن "التيار المدني" وحزب "تحالف القوى الوطنية" بقيادة محمود جبريل، المقيم في دولة الإمارات منذ عام، دعيا إلى الحوار الوطني الشامل بين مختلف التيارات السياسية في ليبيا، وذلك بعد التراجع الكبير لـ"الأجنحة العسكرية" لهذين التيارين في العاصمة طرابلس وبنغازي.
وعلق محللون على الدعوة الى الحوار، إنها لا تحمل من الجدية الكافية، معتبرين أن هذه الخطوة هي محاولة لإحراج قوات "فجر ليبيا" في طرابلس ومجلس "شورى ثوار بنغازي"، كذلك محاولة لشق صف هذين الكيانين المسلحين عبر دعوات الحوار في هذا التوقيت. وعن دعوة العديد من الدول الغربية رعاياها إلى مغادرة ليبيا، يرى محللون أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية "في مأزق"، الأمر الذي سيدفعهما إلى البحث عن حلول لضمان الاستقرار في ليبيا في أقرب وقت ممكن، بعودة التوازن في إنتاج الطاقة وتأمين وصولها إلى دولهم، خصوصاً بعد الأزمة الأوكرانية الحالية.