ليبيا.. عجز حكومة الوفاق الوطني

14 سبتمبر 2019
+ الخط -
أسئلة كثير تُسأل لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا، ورئيسها فايز السرّاج، إذ نحن أمام أداء باهت لا يصلح لمرحلة صعبة تمرّ بها ليبيا والمنطقة برمتها. نحترم هذه الحكومة، ونعترف بها شرعية، ونعترف أيضا بكل مخرجات اتفاق الصخيرات في المغرب. ولكن من الضروري أيضا أن يستفيق السرّاج من غفوته التي طالت، وكل الخوف من تبعات إطالتها، فهي ليست في مصلحة ليبيا، وليست في مصلحة الصراع الآن. عجزك سيدي السرّاج، وعجز خارجيتك في سحب البساط من تحت أقدام المجرم خليفة حفتر، أصبح أمرا مقلقا للغاية. لقد اجتمعت مع حفتر في إيطاليا، وبعدها غزا هذا الجنوب، واحتل غريان، ثم اجتمعت معه في أبوظبي، وبعدها أقدم على العدوان على طرابلس، بضوء أخضر من رباعي الشرّ، وضوء أخضر عربي وغربي فرنسي أميركي وغيرهم. 
تخادع فرنسا وتنافق، وبالتالي لا بد من الخروج بمظاهرات في قلب باريس لتوضيح صورة الصراع ودور فرنسا في هذه المذبحة في ليبيا. كما لا بد من إثارة الرأي العام الفرنسي والإعلام أيضا، إذ لماذا لا يكون هناك ملتقيات أو ندوات، تشرح للعالم ماذا تفعل فرنسا في ليبيا؟ مع العلم أنه لولا الضوء الأخضر، الأميركي والأوروبي، لما تجرأ على العدوان على طرابلس، والدليل أنّه وجد على أرض الميدان أسلحة أميركية وفرنسية، والخبراء الأميركيون أيضا موجودون من شرق ليبيا إلى غربها، ولولا صمود طرابلس وجنودها لما شهدنا تراجعا في مواقف الداعمين لحفتر والمجتمع الدولي. ثمة أسئلة موجهة إلى السراج: هل البعثة الأممية، ومن ورائها أميركا لا تستطيع إصدار قرار يمنع الطيران في الأجواء الليبية؟ ولماذا لم تتجرأ حكومة الوفاق الوطني على اتخاذ قرار يطرد السفيرين، الإماراتي والسعودي، وكل الدول الداعمة لحفتر في ليبيا؟ وهل هناك ما يمنع ذلك؟
تجب مصارحة الشعب الليبي بالأسباب، وعلى حكومة الوفاق توضيح الأمر للرأي العام. وعلى السراج أيضا أن يدرك أن الشرعية الحقيقية هي المأخوذة من الشعب، وإذا طال أمد الحرب، لا قدر الله، ستسحب هذه الشرعية منك. حذارِ، فهذا مخطط لدول داعمة عديدة لحفتر، حيث إنه كلما تأخرت حكومة الوفاق في الحسم، تراجعت شرعيتها. وهنا أحيل السرّاج وحكومته، لكي يستفيدوا من دروس اليمن وما تفعله في وجه العبث الإماراتي.
72C9A82E-E6AE-4A2E-8BAC-B8DD352326AD
72C9A82E-E6AE-4A2E-8BAC-B8DD352326AD
أحلام رحومة (تونس)
أحلام رحومة (تونس)