ليبيا: شكوك حول جدوى دعوة ليون الأطراف المتنازعة للحوار

24 ديسمبر 2014
تواصل الاشتباكات في بنغازي (عبدالله دوما/فرانس برس)
+ الخط -
اعتبر عضو في "المؤتمر الوطني العام" الليبي، أنّ موعد الخامس من يناير/كانون الثاني، الذي حدّده الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، برناردينو ليون، "لا يستند إلى وقائع على الأرض، سياسية وميدانية".

وأضاف العضو، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، أنّ لجنة الحوار التي شكّلها المؤتمر الوطني العام بعضوية النائب الثاني لرئيس المؤتمر صالح المخزوم، ومحمد عماري زايد، ومحمد أمعزب، والناطق الرسمي عمر حميدان، خرجت من اجتماع مع أعضاء المؤتمر في ساعة متأخرة من ليلة أمس، مصرّة على التمسك بالإعلان الدستوري، وثوابت ثورة السابع عشر من فبراير/شباط، إضافة إلى التمسك بحكم الدائرة الدستورية في المحكمة العليا.

وفيما وضع ليون أجندة تتضمن وقف إطلاق النار، وانسحاب كافة القوى المسلّحة من المدن ونزع سلاحها، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، يرفض برلمانيو طبرق تشكيل حكومة وطنية مختلطة من حكومتي الإنقاذ الوطني برئاسة، عمر الحاسي، وحكومة "الأزمة" برئاسة، عبد الله الثني.

ولوّح رئيس بعثة الأمم المتحدة بفرض عقوبات اقتصادية ومالية على ليبيا، على الرغم من عدم تحديد أي من الحكومتين ستقع عليها هذه العقوبات، وهو ما جعل المراقبين يطرحون تساؤلات حول جدوى عقوبات اقتصادية ومالية على المتحاربين في ليبيا، لاسيما في ظل دعم إقليمي متنامٍ لأطراف الصّراع.

كما أن ليون، وبحسب مراقبين، لا يملك ضمانات لأطراف الصرّاع وفق الشروط أو السقف الذي وضعه للحوار، خصوصاً ما يتعلق بتسليم السلاح والخروج من المدن، إذ لم يحدّد ليون الطرف المحايد الذي سيقف بين الطرفين، ويتسلم سلاحهما ويتعهد بتسليمه للحكومة المقبلة والمنبثقة عن الحوار.

تعزيزات عسكرية

على الصعيد الميداني، قال مصدر عسكري في "فجر ليبيا"، إنّ "طائرات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر، قصفت منطقة العسة غربي العاصمة الليبية طرابلس، صباح اليوم، ومحيط معسكر شهوب جنوب منطقة زلطن، أمس، من دون وقوع أضرار"، منوّهاً إلى أنّ "جميع محاور القتال تشهد هدوءاً حذراً اليوم".

وتشهد مدينة بنغازي، (شرق البلاد)، اشتباكات بالأسلحة الثقيلة، بين قوات حفتر، وقوات "مجلس شورى ثوار بنغازي"، في منطقة سيدي فرج، وحي الصابري.

وفي موازاة ذلك، دفعت قوات حفتر بتعزيزات عسكرية قادمة من مدينة طبرق (شرقي ليبيا)، حيث يتم تدريب مدنيين على استخدام السلاح في دورات مكثّفة تستغرق ثلاثة أيام.

وأفاد مصدر محلّي لـ"العربي الجديد"، أنّ "خمسة وثلاثين جثة وصلت لطبرق منذ انطلاق العملية العسكرية في الخامس عشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي".

ومن جهة ثانية، أصدر "مجلس شورى ثوار بنغازي" تحذيراً سماه "الأخير"، إلى المدنيين الموالين لحفتر، في المدينة المصطلح على تسميتهم "بالصحوات"، وذلك للتراجع عن موقفهم المؤيد للواء المتقاعد، وذلك على خلفية نشر صور لمدنيين على مواقع تواصل اجتماعي مؤيدة لـ"مجلس شورى الثوار"، أُلقي القبض عليهم بحي الليثي أثناء قتالهم إلى جانب قوات حفتر.

وفي درنة، شرقي البلاد، اشتبكت مجموعة مسلّحة فجراً، مع قوات الأمن في محيط مطار الأبرق، شرقي مدينة البيضاء 25، ما أسفر عن مقتل اثنين من قوات الأمن.

وأكّد مصدر عسكري من مطار الأبرق، أنّ "بعض عناصر المجموعة المسلّحة تسلّلوا إلى داخل القاعدة وقاموا بزرع عبوات متفجّرة تستهدف طائرة حربية من طراز الميغ".

وأضاف المصدر، أنّ "وحدات الهندسة العسكرية قامت بتفكيك العبوة"، لافتاً إلى أنّ "القاعدة قد تعرضت بعد ذلك للقصف بثماني صواريخ غراد".

إلى ذلك، شنّت طائرة حربية تابعة لقوات حفتر غارة جويّة على منطقة رأس الهلال، غربي درنة، دون وقوع خسائر. وأكّد شهود عيان، أنّ "الصواريخ سقطت داخل المنطقة، دون أن تسفر عن أية أضرار".

المساهمون