ليبيا: سيارات مصرية تنقل أسلحة وذخائر لقوات حفتر

03 سبتمبر 2014
قوات "فجر ليبيا" في طرابلس (حازم تركية/الأناضول/Getty)
+ الخط -

كشف مصدر عسكري ليبي لـ"العربي الجديد" أنه "خلال الأسبوعين الماضيين دخلت نحو عشرين سيارة مصرية محملة بذخائر أسلحة ثقيلة متنوعة، كان قد طلبها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، من مسؤولين أمنيين مصريين رفعوا الطلب للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووافق عليه".

وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، أن "الشاحنات المصرية أفرغت حمولتها في مدينة طبرق شرقي ليبيا، أحد أهم معاقل مؤيدي عملية الكرامة التي يتزعمها حفتر، تحت إشراف رجال مخابرات مصريين وليبيين، على أن يتم نقلها على دفعات إلى القوات الموالية لحفتر في مطار بنينا والقاعدة الجوية بها، ومعسكر الرجمة آخر المناطق التي تسيطر عليها تلك القوات".

وفي سياق متصل، قالت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد"، إن "ميليشيات الزنتان والصواعق والمدني التي أخلت مواقعها في طرابلس إلى مواقع في مدينة الزنتان بالجبل الغربي، من المحتمل أن تشن هجوماً على قوات فجر ليبيا، خلال الأيام المقبلة مدعومة بغطاء جوي غير ليبي".

وأشار مصدر عسكري من مدينة الزاوية إلى أن "القوات التي دخلت منطقة ورشفانة في الأيام الماضية لم تلق مقاومة عنيفة". وكشف أن "الميليشيات انسحبت إلى مناطق أخرى"، مرجحاً أن "تكون الزنتان هي مراكز تجمعها لمحاولة شنّ هجوم قريب"، خصوصاً بعد توافر معلومات عن وصول شحنات أسلحة من روسيا البيضاء إلى مطار غدامس جنوبي ليبيا، والذي تسيطر عليه عناصر من "الصواعق" و"القعقاع" و"المدني".

وجاء ذلك وسط دعوات دولية وإقليمية لوقف القتال الدائر في ليبيا بين الأطراف المتصارعة، وهو ما يعني حسب مراقبين عدم جدية هذه الطلبات وجدية قرار مجلس الأمن الأخير، بعدم توريد أسلحة إلى ليبيا، ومحاولة الدول الكبرى، تحديداً الولايات المتحدة، عدم حسم الصراع واستنزاف جميع الأطراف حتى تستجيب للرغبات الغربية، المتمثلة في "حماية مصادر الطاقة وضرب بؤر ما تعتقده جماعات إرهابية مسيطرة على مدينتي بنغازي ودرنة".

على صعيد آخر، دشنت هيئة الستين لكتابة الدستور موقعاً إلكترونياً جديداً على شبكة الإنترنت، وأعلنت الهيئة عبر الموقع أنها ستجري استفتاء حول نظام الحكم في ليبيا الذي تنّوع ما بين رئاسي وبرلماني وملكي.

لكن مصدراً من هيئة الستين، قال لـ"العربي الجديد"، إن "إعلانات قرب نشر مسودة الدستور غير صحيحة، فلجان الهيئة الثماني لم تنجز عملها حتى الآن، عدا لجنة الجيش والشرطة التي قدمت تصوّرات لا ترقى إلى مستوى مشروع مسودة دستور".

وأضاف المصدر أن "هيئة الستين ستطلب تمديداً حتى نهاية العام الحالي لإنجاز مسودة الدستور، والتي انتهت مدة عملها في العشرين من أغسطس/آب الماضي، إذ من المقرر أن تنتهي الهيئة من تقديم مشروع الدستور للاستفتاء الشعبي خلال أربعة أشهر".

وأشار إلى أن "هناك من يدفع في اتجاه بقاء الهيئة؛ نظراً للمرتب الشهري الذي يحصل عليه الأعضاء، والمقدّر بثمانية آلاف دولار أميركي". ولفت إلى أن "عدد أعضاء الهيئة الموجودين في مدينة البيضاء، مقرّ الهيئة، أربعون عضواً فقط من أصل ستة وخمسين منتخبين".

وفي هذه الأثناء، جرى تكليف العقيد الطيار صالح جودة، كآمر لقاعدة جمال عبد الناصر الجوية، في مدينة طبرق بعد وفاة آمرها السابق إبراهيم المنفي، إثر سقوط طائرته الحربية "ميغ 21" بمدينة البيضاء، أثناء عرض جوي أُقيم لتأبين المنفي، مما أسفر عن وفاة قائدها رافع الفراوي ومقتل أربعة أخرين وإصابة عشرة بجروح.

من جهة أخرى، شكل مجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق لجنة برلمانية تتولى إدارة مصرف ليبيا المركزي، في خطوة تهدف إلى إقالة محافظ المصرف، الصدّيق الكبير، المقيم في دولة مالطا بعد تلقيه تهديدا بالقتل.

وأشار اقتصاديون إلى أن "مجلس النواب عاجز عن إقالة الكبير، كون قانون المصارف ينصّ أن ولاية مدير مصرف ليبيا المركزي تمتدّ لخمس سنوات، والكبير لم ينهِ ولايته، إلا إذا أُقيل بسبب جريمة جنائية تفضي إلى فساد مالي". واعتبروا أن "من هنا يسعى مجلس النواب السيطرة على المصرف المركزي والذي يعني الهيمنة على القرار المالي".

وفي التطورات الميدانية في بنغازي، قال المتحدث الرسمي باسم قوات "فجر ليبيا" جلال المخزوم، لـ"العربي الجديد" إن "الاشتباكات بين قواته وقوات حفتر متوقفة اليوم، بعد معارك طاحنة الإثنين الماضي في محيط مطار بينيا".

وأضاف المخزوم أنهم "يحاصرون قوات حفتر من ثلاثة محاور، غربي وشرقي ووسط بنينا وكذلك معسكر صواريخ الرجمة الذي لا تفصلهم عنه إلا ثلاثة كليومترات فقط". وأشار إلى "التحضير لهجوم قريب على قاعدة بنينا الجوية"، مؤكداً "تكبد قوات حفتر خسائر بشرية وعسكرية كبيرة".