ليبيا: حكومة الحاسي تبدأ عملها على وقع هجوم "النواب"

08 سبتمبر 2014
"فجر ليبيا" تهاجم مقاتلي ورشفانة المدعومين من حفتر (Getty)
+ الخط -

واصل مجلس النواب الليبي المنتخب الهجوم على الحكومة التي أعلن عنها "المؤتمر الوطني العام" (وهو السلطة التشريعية التي انتُخبت عقب الثورة في يوليو/تموز 2012)، برئاسة عمر الحاسي، في وقت تشهد فيه مناطق، ورشفانة والطريق الساحلي الرابط بين طرابلس والزاوية، اشتباكات متقطعة بين ما يُعرف بالمجلس الأعلى لثوار المنطقة الغربية، ومجموعات مسلحة من ورشفانة، مؤيدة للواء المتقاعد خليفة حفتر.

وعلم "العربي الجديد"، من مصادر في حكومة الإنقاذ الوطني برئاسة عمر الحاسي، أن الحكومة ستبدأ في ممارسة مهامها، اليوم الإثنين، مرجّحاً أن يكون مقرّها المبدئي قصور الضيافة في العاصمة طرابلس، على أن تنتقل بعدها كل وزارة إلى مقرّها الدائم.

وكان مجلس النواب الليبي، قد أصدر أمس الأحد، بياناً يستنكر فيه الأعمال والتصرفات غير الشرعية لبعض أعضاء المؤتمر الوطني العام، واصفاً اختيار المؤتمر عمراً الحاسي رئيساً للحكومة المؤقتة، بأنه "غير شرعي"، استند إلى نهج الأمر الواقع وبقوة السلاح، بحسب البيان.

وأشار البيان إلى أن جميع القوانين الجنائية الليبية وقرارات مجلس الأمن، والذي كان آخرها قرار رقم 2174 لعام 2014، تنطبق على الأفراد والكيانات الذين شاركوا في أعمال تهدد السلام أو الاستقرار أو الأمن في ليبيا، أو تعرقل نجاح عملية تحولها الديمقراطي، محذراً الجميع من الاعتراف بالمؤتمر الوطني العام، وحكومته غير الشرعية.

في سياق متصل، قال رئيس "تحالف القوى الوطنية"، محمود جبريل، في لقاء متلفز، أجرته معه قناة "التحرير" المصرية، إن "ليبيا ستخضع لسيناريوهات ثلاث: الأول الصراع الدائم، أما الثاني فيتمثل في أن يستمع الجميع إلى صوت العقل ويركن إلى الحوار".

وأكد جبريل، المقيم بدولة الإمارات منذ أكثر من عام، على أن السيناريو الأخير هو الحرب الأهلية التي ستهلك مقدرات ليبيا، منوهاً بأن المجتمع الدولي لن يسمح بتدهور إنتاج ليبيا النفطي، خاصة دول أوروبا المتوسطية، كما أن دول جوار ليبيا ستتدخل إن شعرت بانتقال خطر الإرهاب الليبي إليها.

ميدانياً، تعرض آمر "كتيبة عمر المختار"، المنضوية تحت لواء "مجلس شورى ثوار بنغازي"، زياد بلعم، لمحاولة اغتيال في منطقة السلماني داخل مدينة بنغازي، إذ أطلق عليه مجهولون ثلاث رصاصات من سيارة. ويعتبر بلعم من أبرز قادة حرب التحرير أثناء اندلاع ثورة فبراير/شباط 2011.

وفي هذه الأثناء، تشهد مناطق ورشفانة والطريق الساحلي الرابط بين طرابلس والزاوية ومعسكر الـ 27، اشتباكات متقطعة بين ما يُعرف بالمجلس الأعلى لثوار المنطقة الغربية، والذي يضم مقاتلين من مدينة الزاوية غربي طرابلس، وجنزور، مع مجموعات مسلّحة من ورشفانة مؤيدة للواء المتقاعد خليفة حفتر.

وقال المتحدث الإعلامي باسم المجلس المؤقت لثوار المنطقة الغربية، رمضان زعميط، إنّ المحور الغربي الذي يتقدّم منه ثوار المنطقة الغربية شهد، ليلة البارحة، اشتباكات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة، مضيفاً أن ثوار المنطقة الغربية تمكّنوا من السيطرة على منطقتي الحشان وصياد، ومشيراً إلى أن حصيلة الاشتباكات بلغت قتيلين و12 جريح في صفوف ثوار المنطقة الغربية، في حين سقط 12 صاروخاً على مناطق مختلفة في مدينة الزاوية لم تسفر عن أية أضرار مادية.

ويعتبر بعض المراقبين العسكريين، أنّ مناطق ورشفانة تعتبر الجيب الأهم المناوئ لعملية ما يعرف بـ"فجر ليبيا"، باعتبار أن الفارين من قوات "القعقاع" و"الصواعق" و"المدني" في مدينة الزنتان، يحاولون مدّ مقاتلي ورشفانة بالأسلحة والجنود، لفتح عدّة جبهات قتالية على تخوم العاصمة الغربية، وأخرى قادمة من الجبل الغربي باتجاه طرابلس.