قررت سلطات العاصمة الليبية طرابلس، اليوم الإثنين، تشديد الإجراءات الأمنية في المدينة غداة هجومين استهدفا سفارتي كوريا الجنوبية والمغرب وتبناهما تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، حسبما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وقال عضو "المؤتمر الوطني العام"، محمود عبد العزيز، إن "هناك قراراً بتشديد الإجراءات الأمنية والضرب بيد من حديد على معاقل الإرهاب وكل من يحاول المساس بأمن واستقرار العاصمة"، مضيفاً أن "اللجان المكلفة بالدفاع والأمن في اجتماع مستمر".
من جهته، أوضح مسؤول أمني في طرابلس، رفض الكشف عن اسمه، أن الإجراءات الأمنية الجديدة تشمل "زيادة الحواجز الأمنية في العاصمة"، مشيراً إلى أن "اجتماعات تعقد حالياً في هذا الخصوص لاتخاذ الخطوات المناسبة".
ويأتي القرار بتشديد الإجراءات الأمنية في طرابلس عقب هجومين استهدفا سفارتي كوريا الجنوبية والمغرب.
وقتل شخصان بينهما حارس أمن وأصيب شخص ثالث بجروح بعيد منتصف ليل السبت الأحد، عندما أطلق مسلحون النار على غرفة أمنية أمام سفارة كوريا الجنوبية، بينما انفجرت حقيبة وضعت بها متفجرات أمام مقر السفارة المغربية، بعيد منتصف ليل الأحد الإثنين.
وتبنى الهجومين تنظيم "داعش"، وقال في إعلانه الأول "قام جند الخلافة في مدينة طرابلس بتصفية عنصرين من حرس سفارة كوريا الجنوبية"، بينما أعلن التنظيم أيضاً أن عناصره "قاموا باستهداف مبنى السفارة المغربية بعبوات ناسفة".
وطالب عبد العزيز المجتمع الدولي "بمساعدتنا في مواجهة" هذا التنظيم الجهادي، وتابع "نحن وحدنا في مواجهة داعش، والعالم غير معترف بنا ونحن نحارب نيابة عن العالم (...) وندفع أثماناً كل يوم".
وطلب المغرب "من السلطات الليبية"، اليوم الإثنين، فتح تحقيق بعد التفجير الذي استهدف سفارته، وأعربت وزارة الخارجية المغربية في بيان نقلته وكالة أنباء المغرب العربي "عن قلقها العميق وإدانتها الشديدة لهذا العمل الإرهابي الذي يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والممارسة الدبلوماسية".
وأضافت الوزارة أنها "تدعو السلطات الليبية إلى إجراء تحقيق لتحديد ملابسات هذا العدوان الإجرامي الخسيس وفاعليه"، وفقاً لما ذكرته "فرانس برس".
ووفقاً لمصدر أمني، "تضررت بعض السيارات" خارج السفارة المغربية التي تقع في حي بن عاشور في وسط المدينة، وكانت أبوابها مقفلة في تلك الليلة.
وسمحت الفوضى الأمنية التي تعيشها ليبيا بصعود جماعات متطرفة، بينها تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يسيطر على الجزء الأكبر من مدينة سرت، وكثف التنظيم في الأسابيع الأخيرة هجماته في طرابلس، مستهدفاً سفارات ونقاط تفتيش ومراكز أمنية، علماً أن غالبية السفارات في طرابلس أغلقت أبوابها بسبب تدهور الوضع الأمني.
اقرأ أيضاً: انفجار عند بوابة السفارة المغربية في طرابلس