ليبيا: استمرار المعارك في بنغازي وطرابلس

27 يوليو 2014
خلال تظاهرات تطالب بوقف الاقتتال (محمد تركية/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

تتّسع دائرة التدهور الأمني في ليبيا، في ظل استمرار الاشتباكات بين الفصائل المتناحرة في العاصمة طرابلس وبنغازي. ودارت اشتباكات عنيفة، أمس السبت، بالمدفعية المتوسطة والدبابات، بين قوات "مجلس شورى ثوار بنغازي" من جهة، و"قوات الصاعقة" من جهة ثانية، في محيط معسكر "الصاعقة الرئيسي" في منطقة بوعطني تحت إمرة العقيد ونيس بوخماده، المؤيد لعملية "الكرامة" بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

وأعلن مقاتلو "مجلس شورى ثوار بنغازي" عن قرب سيطرتهم على المعسكر، وذلك بعدما سيطروا على المعسكر "21 صاعقة" وهدموا سوره الخارجي.

وحسب معلومات طبية، فإن قوات "الصاعقة" تكبّدت أكثر من عشرة قتلى و20 جريحاً في المعارك الدائرة منذ يوم الجمعة، واستمرت حتى يوم أمس، السبت، بينما سقط قتيلان من قوات "مجلس شورى ثوار بنغازي".

من جهتها، أفادت مصادر لـ"العربي الجديد"، عن قرب تشكيل مجلس اجتماعي جديد في مدينة بنغازي يتكوّن من مئتي عضو من المنتمين لتيار "ثورة فبراير". وسيعمل المجلس على التواصل بين "مجلس شورى الثوار" وجميع المكوّنات الاجتماعية في مدينة بنغازي وضواحيها، والعمل على وضع خطط تأمين المدينة ومرافقها الحيوية وتسهيل حركة مرور سكان المدينة. كما سيعمل على حصر الأضرار التي تعرضت لها الأحياء السكنية في المدينة، والتواصل مع الحكومة والبرلمان المقبل لتعويض المتضررين والجرحى وأسر القتلى.

من جهته، أعلن "اتحاد ثوار مدينة الخمس"، القريبة من طرابلس، عن رفضه لعملية "الكرامة" في بنغازي وتأييده لـ"مجلس شورى ثوار بنغازي"، عبر بيان أعلنه الاتحاد، وطالب فيه بتفكيك كتائب "الصواعق"، "القعقاع"، و"المدني"، مؤكداً أن المتهمين في قضية "شهداء الحاوية" هم حالياً أفراد هذه الكتائب.

وشدد الاتحاد على رفضه للإرهاب بجميع أنواعه، وأشار إلى "ضرورة بناء مؤسستي الجيش والشرطة، وأن يكون ولاؤهما لله ثم الوطن".

في غضون ذلك، يتواصل الاشتباك بين قوات "فجر ليبيا" وميليشيات: "القعقاع"، "الصواعق" و"المدني، على طول الطريق المؤدي لمطار طرابلس الدولي وفي محيطه. وأفاد شهود عيان أن قوات "فجر ليبيا" دخلت مزرعة العقيد الراحل معمر القذافي، وسيطرت عليها. وكانت تستخدمها ميليشيات "القعقاع" كمخزن للأسلحة وإقامة حفلات خاصة.

وتجري مفاوضات بين الكتائب، التي تخوض الاشتباكات، برعاية "مجلس ليبيا للمصالحة" لإقناعها بهدنة في فترة عيد الفطر، إلا أنه لم يعرف بعد رد أطراف النزاع حول هذه المبادرة.

وبالتزامن، شهدت طرابلس تظاهرات في ميدان "الجزائر" مطالبة بإيقاف العمليات العسكرية في المدينة. وكان معظم المتظاهرين، بحسب شهود عيان، ممّن تضررت ممتلكاتهم جراء العمليات العسكرية.

وعلّقت كلية الطب البشري في جامعة طرابلس الدراسة بسبب تردي الأوضاع الأمنية، مع احتمال استئنافها بعد عطلة عيد الفطر إذا توقفت الاشتباكات المسلحة. كما قررت الجامعة إعادة الامتحانات للطلبة العالقين في مناطق الاشتباك.

على الصعيد الإنساني، تعاني طرابلس من انقطاع في مياه الشرب والكهرباء وخدمات الانترنت، بالإضافة إلى النقص الحاد في الوقود وأسطوانات الغاز.

واتهم رئيس لجنة الأزمة في المجلس المحلي لطرابلس، ناصر الكريوي، مجموعات خارجة عن القانون بتخريب محطات الوقود والتسبّب بتعطيل تزوّد المحطات بالوقود، والذي يأتي للعاصمة من مدينة الزاوية (40 كيلومتراً غرب طرابلس) ومدينة مصراتة (200 كيلومتر شرق طرابلس). وأشار إلى أن المناطق التي تشهد اشتباكات في طرابلس يصعب تزويدها بالوقود، موضحاً أن اللجنة تعمل على وضع آلية لتوزيع الوقود على المستشفيات والجهات العامة. وطالب طرفي الصراع في طرابلس بإيقاف الاقتتال، لتتمكن فرق صيانة شبكات الكهرباء من الدخول إلى دائرة جنوب طرابلس لصيانتها.

وفيما يستمر التدهور الأمني، نفى المتحدث باسم مصلحة الطيران المدني، سند احبيش، أن تكون مصلحة الطيران المدني قد منحت أية طائرة إذناً بالهبوط في مطار غدامس، الخميس الماضي.
وأضاف أن مصلحة الطيران غير قادرة على التحقّق من هوية أية طائرة تدخل المجال الجوي في بعض المطارات هذه الأيام، معللاً ذلك بعدم إمكان تشغيل أجهزة الرادار في الظروف الحالية التي تمر بها البلاد. وأشار إلى أن أركان الدفاع الجوي هي التي تستطيع القيام بهذه المهمة في الوقت الراهن.

وفي السياق، قال شهود عيان في طرابلس إنهم شاهدوا طائرات حربية تطير على ارتفاع منخفض في ساعة متأخرة من ليل الجمعة، هبطت في محيط السفارة الأميركية في طريق المطار، أقلّت طاقم السفارة الذي جرى إجلاؤه، والذي كانت تحميه ميليشيات "الصواعق" و"القعقاع".

وبحسب محللين، فإن الدبلوماسيين الأميركيين والموظفين لا يستطيعون البقاء تحت حماية ميليشيات "الصواعق" و"القعقاع" في ظل اشتباكات مسلحة تتراجع فيها الميليشيات وتخسر كل يوم موقعاً من مواقعها. واعتبروا أن رحيل الأميركيين عن طرابلس مؤشر على قرب هزيمة الميليشيات.

 

المساهمون