ودعا ليبرمان، الإسرائيليين إلى "مقاطعة منطقة وادي عارة"، قائلا: "يجب أن نشعرهم بأنهم غير مرغوب فيهم هنا".
وأضاف، في حديث لإذاعة الجيش، حول منطقة وادي عارة، الواقعة في المثلث الشمالي في الأراضي المحتلة عام 1948: "ما يزعجني هو العنف في منطقة وادي عارة. هذا أمر مقلق جدا. هاجموا عناصر من الشرطة وأحد الصحافيين. أنا أقول، منذ سنوات طويلة، إن هؤلاء الناس لا ينتمون إلى دولة إسرائيل، لا تربطهم أي صلة بها".
وواصل ليبرمان تحريضه على سكان المنطقة، بالقول: "رأيت الآلاف يشاركون في جنازة الأشخاص الثلاثة من أم الفحم، الذين قتلوا شرطيين في القدس. وسمعت التحريض في المساجد-على ما يبدو- من قياداتهم الروحية. يجب أن يكونوا جزءا من رام الله. لا يوجد لهم أي شيء هنا. يجب مقاطعتهم، ليشعروا بأنهم غير مرغوب فيهم هنا".
ودعا ليبرمان، جميع مواطني دولة إسرائيل، إلى التوقف عن دخول المحلات التجارية في وادي عارة، وعدم التسوق في أم الفحم، قائلا: "عليك أن تدعهم يشعرون بأنهم غير مرغوب فيهم هنا وعلينا مقاطعتهم، فمكانهم ليس هنا، بل في رام الله".
وفي السياق، قال رئيس مجلس عارة وعرعرة، مضر يونس، إن: "تصريحات ليبرمان قديمة وتعيد نفسها مرة بعد مرة كل يومي اثنين وخميس، وهي تصريحات لا توجد لها أي أرضية، ونتعامل معها كتصريحات جوفاء، والمجتمع الإسرائيلي أثبت ذلك".
من جهته، قال نائب بلدية أم الفحم، وسام القاسم: "نحن لم نُفاجأ من عنصرية ليبرمان واستغلاله أي ظرف لإظهار العنصرية وعدائه لمنطقة وادي عارة، فهذا عداء"، مضيفا "يتحدث ليبرمان بلغة المقاطعة، وهذا فيه إشكالية قانونية، حيث إن هناك قانونا للمقاطعة، لكن طبعا هو فوق القانون بالموضوع"، مرجحا إمكانية اللجوء إلى القضاء وتقديم دعوى ضد التحريض.
وأضاف القاسم أن "على ليبرمان أن يفهم أنه غير مرغوب فيه هنا بوادي عارة. أهل وادي عارة هم سكان البلاد الأصليون، هم من يقررون من مرغوب فيه ومن لا. وهو يعلم أنه غير مرغوب فيه، وهو ليس جزءا من هذه البلاد، لا شكله ولا لغته ولا لهجته ولا لونه لها علاقة بهذه البلاد".
وتابع: "هذه لغة استعمار، ولا نأخذ مأخذ الجد كل هذا الكلام، فهذا كلام يفضح عنصريته ليحصل على تأييد اليمين المتطرف. هكذا هو ليبرمان عندما يريد أن يصفقوا له يحرّض على أم الفحم".
من جانبها، عممت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني، بيانا، استنكرت فيه تصريحات ليبرمان.
ونقل البيان عن رئيس الحركة، محمد بركة، قوله إن "دعوة ليبرمان إلى مقاطعة العرب في وادي عارة، هي لغة استعمارية. ونحن لم نكن ولن نكون جزءا من الخطاب الصهيوني في أي يوم، ولا من أجل رغيفي فلافل يشتريها اليهود في بلداتنا".
وأضاف: "المؤسسة الإسرائيلية وساسة الحكم فيها لا يستوعبون خطاب المواطنة، وأنه من حقنا أن يكون لنا خطاب مختلف. كما لا يستوعبون حقيقة أننا جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني المنكوب، وأن حقنا الوطني أولا والشرعي هو أن نقول كلمتنا، ونكون في صف شعبنا، ضد العدوانية الإسرائيلية، ومعها الأميركية والرجعية العربية".
وتابع: "من يسمع ليبرمان يتوهم وكأن لدينا اقتصادا يغزو الشارع الإسرائيلي، في حين نواجه نحن حصارا اقتصاديا في جميع مجالات الحياة، والاقتصاد الإسرائيلي الأخطبوطي يضرب حتى سوقنا الهش، بينما عمالنا وموظفونا يعملون في ظروف قاسية، فهم آخر من ينضمون إلى أسوق العمل، وأول من يتم فصلهم، في حين أن معدلات الأجور عندنا متدنية، ولا تصل إلى 60% من معدل الأجور بين اليهود، وهذا انعكاس أيضا لسياسة ونهج التمييز العنصري".
وشدد البيان على أن "ليبرمان يبقى مارقا على السياسة، فنحن كنا قبله، ونصمد أمام العنصرية والعدوانية التي يمثلها، وبالتأكيد نحن سنكون بعده، وأشد قوة".