ليبرمان يحذّر من إقرار "صفقة" الأسرى: توجّه لانتخابات جديدة

06 ابريل 2014
تصريحات ليبرمان تعزز موقف الوزراء المعارضين للصفقة (غالي تيبون،Getty)
+ الخط -

حذّر وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، للمرة الأولى منذ تشكيل الحكومة الحالية، بالانسحاب من الحكومة والذهاب إلى انتخابات جديدة في حال أقرت تل أبيب صفقة الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين. وقال ليبرمان في مؤتمر صحيفة "جيروزاليم بوست" المنعقد بمدينة نيويورك، إنه شخصياً يفضل الذهاب إلى انتخابات جديدة بدل إقرار صفقة الأسرى. وقال "لنكن واضحين: لن نذهب إلى ائتلاف آخر بل نفضل الذهاب إلى انتخابات جديدة".

ويعدّ هذا التصريح الأول من نوعه لليبرمان، علماً بأن مقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كانوا قد لمّحوا الأسبوع الماضي إلى أن نتنياهو سيعتمد في إقرار الصفقة، على ليبرمان، مع احتمال إدخال حزب "شاس" إلى الحكومة في حال استقال حزب "البيت اليهودي" على خلفية الصفقة وتجميد الاستيطان.

ويشكل تهديد ليبرمان، إضافة الى حزب "البيت اليهودي"، أول أزمة حقيقية بين نتنياهو والشريك الرئيسي له في الحكومة الحالية، لا سيما بعدما أبدى ليبرمان في الفترة الأخيرة "نوعاً من المرونة" في مواقفه السياسية، وبعد دفاعه قبل أكثر من شهر عن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي تعرض يومها لهجوم عنيف من وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يَعلون.

وكان يعلون قد وصف كيري بأنه يعاني من "هوس" اسمه إيجاد حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، عله يحصل على جائزة نوبل. وأدت تصريحات يعلون إلى أزمة في العلاقات مع الولايات المتحدة، ما اضطر الوزير الإسرائيلي إلى الاعتذار عن تصريحاته المسيئة لكيري. 

ومن شأن تصريحات ليبرمان أن تعزّز من موقف "البيت اليهودي" والوزراء المعارضين للصفقة، وإن كانت لا تخلو من المزايدات الداخلية بين أحزاب اليمين الإسرائيلي، إذ يخشى ليبرمان من تصدع الحكومة وبالتالي أن يخسر أمام ناخبيه في اليمين في حال جرت الانتخابات في نهاية المطاف من دون أن يكون له موقف رسمي معلن ضد صفقة تحرير قدامى الأسرى.

ومن المحتمل أن تكون تصريحات ليبرمان ترجمة لقناعة عنده بأن عمر حكومة نتنياهو قد شارف على الانتهاء، وأن الأخير لن يتمكن من اجتياز الأزمة الحالية في ظل تهديدات نواب ووزراء في حكومته بعدم تمرير "الصفقة".
في المقابل، قالت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، مساء الأحد، إن تصريحات ليبرمان جاءت بعد تلقيه معلومات عن ضغوط أميركية كبيرة على نتنياهو لحثه على العودة إلى المحادثات وإبرام "الصفقة". ويتزامن ذلك مع قول نتنياهو لوزراء "الليكود"، إن هناك من يخطط لإسقاط الحكومة الحالية وتقديم ائتلاف جديد خلال الدورة المقبلة للكنيست، عبر تقييم اقتراح حجب ثقة عن الحكومة، في إشارة إلى توافق بين وزير العدل وزعيمة حزب "الحركة" تسيبي ليفني، وبين الإدارة الأميركية، تعلن بموجبه ليفني عن الانسحاب من الحكومة الحالية، وتنضم إلى ائتلاف جديد يعتمد على حزب "العمل" و"ميرتس" و"شاس"، ودعم الكتل العربية من الخارج.

في غضون ذلك، أبلغت مصادر سياسية مطلعة في المفاوضات، موقع "يديعوت أحرونوت"، أن هناك مخاوف جادة من انهيار العملية السلمية والمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية قريباً جداً، على الرغم من الاتصالات الحثيثة في الساعات الأخيرة لتفادي انهيارها.

وقالت هذه المصادر إن الحكومة الإسرائيلية تترقب في الواقع ما سيتمخض عنه اللقاء المرتقب بين الرئيس الأميركي باراك أوباما، ووزير خارجيته جون كيري. وقال أحد المصادر إنه لا يتوقع نجاح المفاوضات، لكنه يفضل منح العملية السياسية مهلة بضعة أيام بانتظار أن تسفر جهود ليفني عن نتائج مغايرة.

من جهته، أعلن رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض صائب عريقات، في مقابلة مع القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، أن القرار الآن بيد رئيس الحكومة الإسرائيلية، فهو "مَن يقرر ما إذا كانت الراحلة ستهبط بسلام أم ستتحطم كلياً، وكل ذلك منوط بقرار منه بالقبول بدولة فلسطينية في حدود العام 1967" من عدمه.