أطلق المؤلف والمغني الأميركي، لوك كومبز، ألبومه الثاني "what you see is what you get"، قبل يومين. ضم الإصدار سبع عشرة أغنية، ضمن قالب موسيقى واحد؛ ركيزته موسيقى الريف الأميركي (الكانتري)، وهو نمط شعبي مرتبط بالشؤون الحياتية والدينية لمكان أو جغرافيا محددة في أميركا. يستلهم هذا النمط قصصاً مختارة من ضروب الحياة اليومية، سواء كانت رومنسية أو هزلية.
رغم تراجع هذا النمط الموسيقي أمام صعود الروك ومشتقاته من السوفت والآندي والهارد روك، وانتشار موسيقى البوب والآر أند بي، بشكل ملحوظ في العقدين الأخيرين، إلا أن ما يقدمه كومبز من أعمال غنائية تستحق الوقوف عندها والاستماع إليها.
على الرغم من أن جميع أغاني العمل تسير وفق خط موسيقي وأدائي واحد، تحكمها سردية عبثية لمشاهد من حياة كومبز السابقة، إلا أن ذلك لا يشترط الخصوصية، بل يتعداها حد التعميم، فليست حياة الشاب الضال التي يصوّرها كومبز مدعاة للفخر والسعادة المطلقة، كما فعل في ألبومه الأول "this one for you" قبل ثلاثة أعوام، أو في بعض الأغاني المنفردة التي قدمها خلال مسيرته الغنائية، فما بين هذه الأعوام ثمة وجهة نظر مغايرة يتبناها كومبز أو يحاول ذلك، في سبيل نقل صورة متجددة ومتغيرة لأسلوب الحياة العشوائي التي تهيمن على حياة الشباب، ليجد من خلال رؤيته وتجاربه الخاصة صيغة يمررها بأسلوب غنائي سلس وجذاب تسترسل له الأذن.
تتضح معالم الرسالة التي ينقلها كومبز للمستمع بشكل متصاعد، فينطلق من أغنية "BEER NEVER BROKE MY HEART" التي يصف من خلالها حياة العبث والطيش والملذات التي تمنح النفس البشرية الشعور بالطاقة والقوة فترة المراهقة. ثم يشير في أغنية "REFRIGERATOR DOOR"، بشكل رمزي، عن الملصقات والصور التي تعبر عن الذكريات والطفولة والشعور بالماضي الدافئ الذي لم تعترضه بعد مغريات الحياة وتجرفه إليها، ما سمح لنفسه باللجوء إلى أبيه، فيخاطبه في أغنية "EVENTHOUGH I AM LEAVING" للاحتماء به من العالم الخارجي.
يتطرق في أغنية "LOVIN ON YOU" إلى الحب والعلاقات العاطفية السابقة، التي لها دور كبير في التأثير على شخصيته، مقابل جموح سلوكياته وتأثرها بالملذات الدنيوية، ولا سيما المال الحاجة الأساسية التي تنكسر أمامها أهواء الضعفاء والتي لا يسعف ضحاياها سوى الحب، فهو يرى بأن الحب أكبر من كل شيء. في أغنية "NEW EVERY DAY" تتبدى الصحوة عند كومبز ليعترف بمدى الأذى الذي لحق به جراء تلك المغريات فيستعين بوالدته في أغنية "REASONS" كمحاولة لفهم الأسباب التي جعلت منها حريصة على إبعاده عن هذه المتاهات التي أدرك مآثرها خطوة تلو الخطوة وهو ما أكده في أغنية "EVERY LITTLE BIT HELPS".
اقــرأ أيضاً
مستوى أعلى من الرمزية والتعبير من حيث المحتوى وأوسع من حيث الرسالة ومفهوم النضج نجدها في أغنية "DEAR TODAY"، التي تشكل فاصلًا بين زمنين أو اختيارين على صعيد الألبوم ووجهته العامة، فالمستقبل هنا هو المتكلم والواعظ، يخاطب الحاضر، ممثلًا بحياة الإنسان ومشاغلها، على أنه المستمع. يستفيض كومبز أكثر في أغنية "WHAT YOU SEE IS WHAT YOU GET" ليصل إلى وجوديته كذات بشرية يريد فهمها فوجب تفكيك أفكارها وتركيبتها وتناقضاتها في سبيل إيجاد العلل والثغرات فيها، ثم يتصالح كومبز مع نفسه ويعود إلى الأغنية الرومانسية كدليل للنقاء والنضوج، ليصل إلى نوع من الاستقرار، وهذا ما برز في كل من أغنية "BETTER TOGETHER" وأغنية "NOTHING LIKE YOU".
رغم تراجع هذا النمط الموسيقي أمام صعود الروك ومشتقاته من السوفت والآندي والهارد روك، وانتشار موسيقى البوب والآر أند بي، بشكل ملحوظ في العقدين الأخيرين، إلا أن ما يقدمه كومبز من أعمال غنائية تستحق الوقوف عندها والاستماع إليها.
على الرغم من أن جميع أغاني العمل تسير وفق خط موسيقي وأدائي واحد، تحكمها سردية عبثية لمشاهد من حياة كومبز السابقة، إلا أن ذلك لا يشترط الخصوصية، بل يتعداها حد التعميم، فليست حياة الشاب الضال التي يصوّرها كومبز مدعاة للفخر والسعادة المطلقة، كما فعل في ألبومه الأول "this one for you" قبل ثلاثة أعوام، أو في بعض الأغاني المنفردة التي قدمها خلال مسيرته الغنائية، فما بين هذه الأعوام ثمة وجهة نظر مغايرة يتبناها كومبز أو يحاول ذلك، في سبيل نقل صورة متجددة ومتغيرة لأسلوب الحياة العشوائي التي تهيمن على حياة الشباب، ليجد من خلال رؤيته وتجاربه الخاصة صيغة يمررها بأسلوب غنائي سلس وجذاب تسترسل له الأذن.
تتضح معالم الرسالة التي ينقلها كومبز للمستمع بشكل متصاعد، فينطلق من أغنية "BEER NEVER BROKE MY HEART" التي يصف من خلالها حياة العبث والطيش والملذات التي تمنح النفس البشرية الشعور بالطاقة والقوة فترة المراهقة. ثم يشير في أغنية "REFRIGERATOR DOOR"، بشكل رمزي، عن الملصقات والصور التي تعبر عن الذكريات والطفولة والشعور بالماضي الدافئ الذي لم تعترضه بعد مغريات الحياة وتجرفه إليها، ما سمح لنفسه باللجوء إلى أبيه، فيخاطبه في أغنية "EVENTHOUGH I AM LEAVING" للاحتماء به من العالم الخارجي.
يتطرق في أغنية "LOVIN ON YOU" إلى الحب والعلاقات العاطفية السابقة، التي لها دور كبير في التأثير على شخصيته، مقابل جموح سلوكياته وتأثرها بالملذات الدنيوية، ولا سيما المال الحاجة الأساسية التي تنكسر أمامها أهواء الضعفاء والتي لا يسعف ضحاياها سوى الحب، فهو يرى بأن الحب أكبر من كل شيء. في أغنية "NEW EVERY DAY" تتبدى الصحوة عند كومبز ليعترف بمدى الأذى الذي لحق به جراء تلك المغريات فيستعين بوالدته في أغنية "REASONS" كمحاولة لفهم الأسباب التي جعلت منها حريصة على إبعاده عن هذه المتاهات التي أدرك مآثرها خطوة تلو الخطوة وهو ما أكده في أغنية "EVERY LITTLE BIT HELPS".
مستوى أعلى من الرمزية والتعبير من حيث المحتوى وأوسع من حيث الرسالة ومفهوم النضج نجدها في أغنية "DEAR TODAY"، التي تشكل فاصلًا بين زمنين أو اختيارين على صعيد الألبوم ووجهته العامة، فالمستقبل هنا هو المتكلم والواعظ، يخاطب الحاضر، ممثلًا بحياة الإنسان ومشاغلها، على أنه المستمع. يستفيض كومبز أكثر في أغنية "WHAT YOU SEE IS WHAT YOU GET" ليصل إلى وجوديته كذات بشرية يريد فهمها فوجب تفكيك أفكارها وتركيبتها وتناقضاتها في سبيل إيجاد العلل والثغرات فيها، ثم يتصالح كومبز مع نفسه ويعود إلى الأغنية الرومانسية كدليل للنقاء والنضوج، ليصل إلى نوع من الاستقرار، وهذا ما برز في كل من أغنية "BETTER TOGETHER" وأغنية "NOTHING LIKE YOU".