لوركا: وثيقتان جديدتان وقبر مجهول

26 ابريل 2015
الشاعر في عام 1919
+ الخط -

في مفاجأة ليست أبداً مفاجأة، أُزيح النقاب، من قِبل بعض وسائل الإعلام الإسبانية، عن وثيقتيْن كتبهما رجالُ أمن الدكتاتور الراحل فرانشيسكو فرانكو.

الوثيقتان مؤرّختان في عام 1965، وممهورتان بالختم الرسمي. ترِد فيهما تفاصيل شتى عن مقتل الشاعر والمسرحيّ فيديريكو غارثيا لوركا (1898 - 1936). واحدة خطّتها الشرطة المنوطة بالبحث الاجتماعي في مدينة غرناطة، وتحتوي على التقرير المقتضب، الذي أُودعَ في ملف السوابق العدلية للشاعر. وقد أشار هذا التقرير - الذي يعكس العقلية البوليسية السائدة في التعامل مع المعارضين سياسياً في زمن الشاعر- إلى أن لوركا "كان مثليّ الجنس، ناهيك عن أنه يعتنق الاشتراكية والماسونية".

وتقول الوثيقة التي نُشرت أخيراً، والتي كانت مرسلة إلى الحاكم المدني لغرناطة، إنّ "هذا الماسوني، يتبع "المحفل الماسوني الأحمر"، ويتخذ من "هوميروس" اسماً رمزياً له. إلا أننا لا نعرف إلى أيّ رتبةٍ وصل في سُلّم الماسونية".

ويزيد مُعدُّ الوثيقة جازماً: "لوركا على الأغلب اشتراكي، وقد راقبنا سلوكه، وعلاقاته المتينة بفرناندو دي لوس ريوس، وسواه من الصقور ذوي اللون الواحد".

وفي صفحة أخرى من الوثيقة، يوضح مُعدّها: "الحركة الوطنية المجيدة باغتته (يقصد لوركا) في غرناطة، وقد قدِمَ إليها من العاصمة مدريد منذ أيام. وفي الأيام الأولى، تم إجراء تفتيشين في منزله، ولهذا السبب كان مرعوباً وهرَبَ إلى منزل أصدقائه؛ الإخوة روزاليس كاماتشو".

وهناك، استمرّ مختبئاً في ذلك البيت حتى ألقي القبض عليه، في أواخر يوليو/ تمّوز أو أوائل أغسطس/ آب من عام 1936. كما تكشف الوثيقة المذكورة أن لوركا "اقتيد إلى زنزانات الحكومة المدنية، تحت حراسة مشدّدة وأُخذَ في عربة إلى بلدة فيزنار، قريباً من المكان المعروف باسم "فوينتي غراندي". وكان برفقته معتقل آخر غير معروف. ثم نُفّذ فيهما حكمُ الإعدام رمياً بالرصاص بعد اعترافهما، ودُفنا في حفرة عميقة تحت الأرض، في وادٍ يقع على بعد بضعة أميال إلى يمين فوينتي غراندي".

إلى ذلك، وتعقيباً على الوثيقتيْن، وما أثارتاه من صدى، أوضحت وزارة التعليم والثقافة والرياضة الإسبانية في تصريح خاص لوكالة الأنباء الرسمية "إفي" أنها "ليس لديها علْم، ولا فكرة عن هذا التقرير الخاص بلوركا".

يُشار إلى وجود عمليات بحث وحفريات ما تزال جارية في المنطقة التي تحوم حولها التقارير والأدلّة، عن مكان رفات الشاعر، لكنها لم تتمخّض عن شيء له قيمة حتى اللحظة.

دلالات
المساهمون