لوحات "إم الزلف": مقامات الفرات زمن الحرب

12 نوفمبر 2017
(من المعرض)
+ الخط -
في معرضه الخامس "إم الزلف" الذي افتتح في السابع من الشهر الجاري في غاليري "392 رميل 393" في بيروت ويتواصل حتى الحادي والعشرين منه، يتناول الفنان التشكيلي السوري محمد خياطة (1985) غناء المولية الذي تشتهر به منطقة حوض الفرات في سورية.

لوحات ترصد ذلك النوع من الشعر العامي الذي ينظم في أربعة أسطر على البحر البسيط، ويُغنّى على مقامات البيات والنهاوند حيث "يعزف المغنون على الدفوف في مدينتي الرقة ودير الزور اللتين دمرتهما الحرب وشوّهتهما، وحولتهما إلى أخطر بقاع الأرض بعد أن كانت أرضاً عامرة بأرضها الخصبة وأهلها وصياديها وموسيقاها"، وفق البيان الصحافي للمعرض.

في حديث إلى "العربي الجديد"، يقول خياطة إن "الفكرة هي إحياء منطقة ومحاربة فكرة الموت والدمار"، موضّحاً "لم أزر نهر الفرات من قبل لكن منذ أكثر من عام تولّدت لدي وبعض الأصدقاء من "فرقة الصعاليك" الموسيقية فكرة تجديد أغاني التراث، وبدأنا نتعرّف مجدداً على تراثنا عن طريق الموسيقى".

ويضيف "شدّتني موسيقى تلك المنطقة للتعرّف أكثر على أشكال أخرى مثل المولية والميمر وغيرهما، وكنت خلال هذا العام أرسم لوحات متأثراً بما سمعت وقرأت عن حضارات قامت على النهر، كما اطلعت أكثر على نمط العيش لدى أبناء الفرات خلال 100 سنة مضت".

يضمّ المعرض عشرة أعمال مشغولة بمادة الأكريليك على القماش، وأعمالاً مصغرّة على خشب وأخرى على ورق، إلى جانب صور فوتوغرافية تمثّل "العلاقة التي نشأت بين الفنان في مرسمه ومحيطه ومنطقة الجزيرة السورية"، كما يشير خياطة.

تحضر "إم الزلف" كأغنية مطوّلة تؤدّى أيام تسيير القوافل عبر البوادي والجبال، وهي تحاكي عشتار -إلهة الخصب في حضارات بلاد الرافدين- وكانت تُغنى احتفالاً بعيد الربيع في آذار/ مارس من كلّ عام، ويناظرها في اللوحات "كذلة" التي تجسّد امرأة تعزف على الربابة، و"العنود" التي تحمل على رأسها ما أنتجته هذه الأرض، و"شقائق النعمان" تصوّر أمرأة في موسم الحصاد.

وفي أحد الأعمال يظهر رجل وآلات تثقب رأسه لتستخرج البترول منها، في إشارة للتهميش الذي تعرّضت له المنطقة خلال العقود الستّة الماضية رغم غناها بالنفط والثروات الطبيعية التي لم يستفد منها أحد، وفي عمل آخر يسير قطيع أغنام بأحجام صغيرة في حضرة سيدة، وكأنها تذكّر بافتقادها حياتها الطبيعية في زمن الحرب.

المساهمون