لهذا السبب ضرب الأعاصير بالقنابل النووية فكرة سيئة

28 اغسطس 2019
طرحت الكثير من الأفكار الغريبة لمواجهة الأعاصير (Getty)
+ الخط -
أكدت إحدى الوكالات العلمية الأميركية، أنّ استخدام الأسلحة النووية لتدمير الأعاصير ليس فكرة جيدة، بعد انتشار التقارير التي أفادت بأنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اقترح تطبيق هذا الخيار، وهو ما نفاه ترامب لاحقا.

وذكر موقع Axios الإخباري الأميركي، أنّ ترامب سأل العديد من مسؤولي الأمن القومي عن إمكانية تطبيق هذه الفكرة، إلا أن الرئيس الأميركي نفى تقديمه اقتراحًا مماثلًا، في حين أكدت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي NOAA أنّ نتائج هذا الاحتمال ستكون "مدمرة"، وفقًا لموقع "بي بي سي".

ولم تكن هذه هي المرة الأولى، التي يفكر أحد فيها باستخدام الأسلحة النووية، لضرب الأعاصير التي تؤثر عادة على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، وتسبب غالبًا أضرارًا خطيرة، إلا أنّ مستخدمي "تويتر" هذه المرة، ردوا على اقتراح ترامب باستخدام وسم "هكذا تبدأ نهاية العالم".

 

ما تأثير ضرب الأعاصير بالأسلحة النووية؟

أشار موقع Axios إلى أن ترامب تساءل عن سبب عدم تمكن الولايات المتحدة، من إلقاء قنابل على الأعاصير لمنعها من الوصول إلى اليابسة. وأوضحت NOAA أن الأسلحة النووية قد لا تؤثر حتى على الإعصار، إلا أنها قد تسبب إشعاعًا ينتشر بسرعة كبيرة مع الريح، ويؤثر على مناطق واسعة من الأرض.

كما أشارت NOAA إلى أنّ الصعوبة في استخدام المتفجرات لتدمير الأعاصير، تكمن في مقدار الطاقة اللازمة لذلك، وأنّ الانبعاث الحراري من كل إعصار، يعادل انفجار قنبلة نووية تبلغ قوتها 10 ميغاواط كل 20 دقيقة، وأضافت: "على الرغم من أنّ الطاقة الميكانيكية للقنبلة تشابه طاقة الإعصار، إلا أنّ مهمة تركيز نصف هذه الطاقة حتى على بقعة في وسط المحيط، ستكون مسألة صعبة للغاية".

كما أكدت NOAA أنّ 80 موجة استوائية تتشكل كل عام في حوض المحيط الأطلسي، وأنّ 5 منها تقريبًا فقط تتحول إلى أعاصير، وأضافت: "لا توجد وسيلة لنعرف مسبقًا أيا من هذه الاضطرابات قد تشكل إعصارًا".


منذ متى طرحت هذه الفكرة؟

كانت فكرة ضرب الأعاصير بالقنابل موجودة منذ خمسينيات القرن الماضي، وطرحت للمرة الأولى من قبل العالم الحكومي ورئيس مكتب الطقس الأميركي فرانسيس ريشيلدرفر، الذي قال في خطاب ألقاه عام 1961 في نادي الصحافة الوطني، إنه يتخيل إمكانية إلقاء قنبلة نووية يومًا ما، على إعصار بعيد في البحر.

وتقول شارون سكواسوني، البروفيسورة في جامعة جورج واشنطن، إنّ الفكرة استوحيت من برنامج Plowshares في خمسينيات القرن العشرين، عندما اقترح باحثون حكوميون قائمة بالاستخدامات الغريبة والمجنونة للأسلحة النووية، وأكدت أن مخاطر الإشعاع النووي أصبحت أكثر وضوحًا اليوم، مما يمنع الولايات المتحدة من تفجير قنبلة نووية بإعصار، بناء على المعاهدات الدولية.

ويذكر أنّ العديد من الأفكار الغريبة الأخرى لتدمير الأعاصير، طرحت في السنوات الأخيرة، وكان من بينها مناسبة على "فيسبوك" لاقت رواجًا واستقطبت 55 ألف شخص، وكانت تدعو لإسقاط إعصار "إيرما" عام 2017، بالرصاص وقاذفات اللهب.

 

متى يحل موسم الأعاصير الأميركي؟

أوضحت NOAA أنّ فكرة ضرب الأعاصير بالأسلحة النووية، تعود للانتشار كل عام في موسم الأعاصير، الذي يمتد من 1 يونيو/حزيران وحتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، وتكون ذروته في سبتمبر/أيلول عندما تكون درجة حرارة مياه البحر في أعلى مستوياتها.

وتتجه العاصفة الاستوائية "دوريان" حاليًا نحو جزر الكاريبي، ومن المتوقع أن تصبح إعصارًا بحلول يوم الثلاثاء، مما يهدد أراضي جزيرة بوتوريكو الأميركية في الأيام المقبلة. 

المساهمون