لمى حوراني: الحلية جوهرة الروح

05 يونيو 2015
من تصميمات لمى (العربي الجديد)
+ الخط -
مع بدء الصيف، موسم المناسبات السعيدة، من الزفاف إلى التخرج الجامعي والمدرسي وأيضاً عيد الفطر، تسلّط حوراني الضوء على أبرز ما في مجموعاتها، التي استوحتها من الترحال والنبات والمجرّات...
ولدت لمى في الأردن، من أسرة تقدّر الفنّ والجمال، فشغفت منذ طفولتها بالحليّ القديمة والرسم والنحت، ثم بدأت في شبابها بتجميع الأحجار النادرة. درست الفنون الجميلة في الأردن، واتّجهت بعد تخرّجها نحو تصميم المجوهرات والحليّ، فحصلت على دبلوم في تصميم المجوهرات من معهد GIA الأميركي ومن معهد فيشينسا الإيطالي. ثم حصلت على ماجستير في التصميم الصناعي من معهد مارانغوني ميلانو الإيطاليا، شهد عام 2000 أوّل معرض لها، لتثبت نفسها كمصمّمة جديدة ذات رؤية مميزة مفاجئة، تعتمد في إنتاجها على المفارقات والمقاربات غير المألوفة، ولتظهر خلفية ثقافية غنية وحسّاً عالياً للانسجام والجمال المنسوج بيد فنية حقيقية.
لم يقف تنوّع وغنى ما تقدّمه لمى عند حدّ، إذ بدأت بإنتاج مجموعات لكلّ منها طابع موحّد، يأتي من فكرة أو حدث أو أسطورة، تمثّل شغفها بالمعرفة وبالتاريخ وبعناصره وبقوّة الحياة. فأنتجت مثلاً مجموعة "الشجرة"، وهي مستوحاة من شجرة الزيتون العريقة، الرمز المتوسطي للاخضرار الدائم والعطاء المبارك، ومن رصانتها أمام الرياح والبرد ولون ورقها الأخضر الموشّى بالفضّي.

إقرأ أيضاً: تصوير سرقة مخزن مجوهرات بحي الماس في لندن


كما أطلقت مجموعة "الطفل"، وهي تدلّ على أن كلّ طفل قادم للحياة يحمل في حضوره ثروة وقوة لكلّ من حوله. أما مجموعة "الطريق إلى سان سبستيان"، فقد عكست جمال الطريق المذهل إلى المدينة الإسبانية والمميز بحضور طواحين الهواء مع الجبال المتداخلة والغيم الصاعد من الأرض في الشتاء وحقول اللافاندريا في الربيع.
أما مجموعة "أبي سابي" فهي مأخوذة من اليابان وتراثها المميز. وهناك مجموعة حنين، وهي إعادة إنتاج لمجوهرات كلاسيكية قديمة بروح حديثة.
في عام 2012 أطلقت الحوراني "مجوعة ريو"، والتي أخذت فكرتها من البرازيل، ومجموعة "خزانة العجائب"، التي تأثرت بخزانة مجوهرات عصر النهضة في باريس وتنوعها. أما في عام 2013 فقد أطلقت مجموعة "الورود الورقية"، وهي المجموعة المستوحاة من نبتة "المجنونة"، ذات الحضور اللوني المدهش، وهي نبتة تتميز بقدرتها على التحدي والحياة، إذ تتعلق بحائط أو شجرة وتمدّ ذاتها بورودها الورقية الغريبة وبحضورها المجنون وتزهر بقوة واستمرارية مدهشين.
وأطلقت العام الماضي مجموعة "مملكة الورود" المميزة المأخوذة من البيرو وحضارة الأنكا، والتي تقول بوجود 3عوالم لحياة الإنسان: عالم تحت الأرض، ويتمثل بالأفعى التي تجسّد الصبر والقوة، وعالم الأرض، المتمثل بالفهد الذي يجسد الذكاء والحدس، وعالم فوق الأرض، المتميز بطائر خاص هو رمز السلام. وقد ظهرت هذه الرموز في المجموعة بشكل غريب وأخّاذ. استعملت الحوراني في صناعة حليّها الفضّةَ الإسترلينية، موشّحة بالذهب والأحجار الكريمة وشبه الكريمة، ذات الألوان المذهلة والأشكال المتنوعة. كما أطلقت عدة مجموعات أخرى منها "مملكة الكون"، "الخشاش"، "البوصلة"، و"المجوهرات الراقية".
أقامت الحوراني عدة معارض في الأردن، وشاركت في العديد من المعارض الخاصة بالمجوهرات في الدول العربية والأوربية وفي أميركا وفي روسيا، أبرزها في الولايات المتحدة الأميركية وإيطاليا واسبانيا... كما أنها تمتلك صالة عرض دائمة لمنتجاتها التي يزداد الإقبال العالمي عليها بشكل كبير.

إقرأ أيضاً: خبيرة لبنانية: المجوهرات تليق بـ"الأم" في عيدها


مشغولات حوراني وحليها تنبع من رهافة إحساسها وقوّة شخصيتها معاً، وتدلّ على تمتّعها بالمثابرة والصبر، والشغف العميق بالطبيعة وعناصرها، وبالثقافة الواسعة القادمة من رحلاتها حول العالم، وما تختزنه من وعي لحضارة الأردن.
دلالات
المساهمون