لماذا لم يلمس الثنائي "رونالدو-بيل" الكرة كثيراً أمام يوفنتوس؟

06 مايو 2015
+ الخط -


"إذا أردت المتعة، عليك أن تذهب إلى السينما لا إلى ملعب كرة القدم، المستطيل الأخضر خاص بالفوز أو الخسارة، لا أي خيار ثالث". هذه هي فلسفة كارلو أنشيلوتي الكروية، الواقعية الإيطالية المغلّفة بإطار من الهجوم المنظم عند الحاجة، والتي قادت ريال مدريد إلى العاشرة الأوروبية بعد غياب طويل، ليحصل المدير الفني على رصيد كبير من التقدير عند إدارة النادي الملكي بقيادة الإسباني فلورنتينو بيريز.

الطريقة الإيطالية
في المقابل، شعار أليجري الأهم أثناء المباريات، "اهتم بأدق التفاصيل، ستقودك حتماً إلى الجواب الصحيح في النهاية"، المدرب الذي عاش في ظل كونتي خلال بداياته مع يوفنتوس، لكنه وصل سريعاً إلى نصف نهائي الأبطال، الدور الذي ظل منيعاً أمام السيدة العجوز منذ 2003، لذلك يتحرك ماسيمليانو بحرية في شوارع تورينو، لأنه بعيد تماماً عن الضغط، وحقق ما يريده الشركاء في أقل من عام واحد، ضارباً بكل التوقعات السيئة عرض الحائط.

لذلك كانت المواجهة الأولى في ليالي الأبطال الكبيرة مختلفة جداً للشعب الإيطالي، لأن يوفنتوس طرف ضمن الرباعي الكبير، مع الصراع التكتيكي رفيع المقام خارج الخط بين الثنائي أنشيلوتي وأليجري، والفائز سيصطدم بواحدة من أيقونات برشلونة التسعينيات في برلين، حيث النهائي الخالد المنتظر.

الأنصاف
عرضت صحيفة ماركا الإسبانية أن أليجري وضع كامل خططه على استغلال الجبهة اليمنى لفريقه، والمواجهة لكل من مارسيلو وايسكو على الرواق الأيسر لمدريد. ودوّن ذلك فعلياً في ورقة الملاحظات قبل المباراة، لذلك كان رهان اليوفي الأول على ضرب الريال من أسفل الأطراف، عن طريق كل من ليشتشتاينر وماركيزيو، بالإضافة إلى تحول كارليتوس تيفيز في القنوات بين الدفاعات، لتشكيل ثلاثية الهجوم أثناء الحصول على الكرة.

ماركيزيو هو الـ shuttler وفي كرة القدم يعني هذا المركز، لاعب الوسط بين المركز والأطراف، أي اللاعب المتحرك باستمرار في المراكز المزودجة، يعود كلاوديو إلى الخلف لاستلام الكرات، ثم يصعد إلى الأطراف لشغل دور الجناح الصريح بالتبادل مع الظهير الأيمن، وينضم إلى منطقة الارتكاز لمعاونة بيرلو أثناء ضغط المنافس، وبالتالي تكمن قوة السيدة العجوز في تحركات هذا اللاعب المميز.

15، هذا الرقم هو عدد التمريرات من ليشتشتاينر إلى ماركيزيو خلال المباراة، عدد غير قليل، خصوصاً أن هذه التمريرات معظمها في نصف ملعب ريال مدريد، وبالتالي لعب أليجري بالكرة على هذه اللعبة، تمريرة من العمق إلى الأطراف، ومن ثم إعادة التمرير في المنطقة بين دفاع الريال والظهيرين، وهنا يتواجد في الأغلب ماركيزيو، المايسترو في الموعد.

هجوم ضعيف
يلعب الريال حينما يريد هدفاً بطريقة الكل في الكل، إنها ليست 4-3-3 أو 4-4-2، بل هناك هجوم كاسح بأربعة لاعبين دفعة واحدة في الثلث الهجومي الأخير، رونالدو وبيل في العمق، جيمس وايسكو على الأطراف، مع وجود محور ثنائي ثابت في الوسط، توني كروس يعاونه راموس في مركزه الجديد.

تعود المشكلة العميقة أثناء الهجوم بالنسبة لكارلو إلى صعوبة الوصول إلى الثنائي رونالدو وبيل في الأمام، لذلك تحدث تمريرات عديدة في الوسط، من اليمين إلى اليسار والعكس، لكن من دون أي فائدة حقيقية، لذلك مرر كريستيانو 20 تمريرة فقط خلال التسعين دقيقة، 8 فقط في الثلث الهجومي الأخير، بينما فشل جاريث في تسديد أي كرة أو تمريرة خطيرة أمام المرمى.

لذلك عاد رودريجز كثيراً للوسط من أجل حل معضلة بناء الهجمات، لكن وجود عدد كبير من لاعبي اليوفي في العمق تسبب في مزيد من الفوضى في هذه الرقعة، وبلغة الأرقام لعب الريال 29 كرة عرضية، 7 فقط بطريقة صحيحة، إحصاءات تقول شيئاً واحداً فقط، الريال يجد مشاكل عديدة في البناء الطبيعي والمنظم للهجمات، بسبب عدم وجود معاون حقيقي لتوني كروس في المنتصف، مع الوفرة العددية الكبيرة ليوفنتوس في هذه المناطق من الملعب.

القوة والضعف
بيرلو هو مصدر القوة والضعف بالنسبة لليوفي في نفس الوقت، الريجستا لم يعد كالسابق، السن له دوره بكل تأكيد، وبالتالي ضغط هجوم الريال يكون أكبر كلما استلم الكرة. هذا الأمر تسبب في خطورة حقيقية للضيوف أثناء الشوط الأول بالأخص، لأن كل لعبة يشارك فيها بيرلو تعني ضغطاً أكبر من جانب نجوم الميرنجي.

ومن أجل التغلب على هذا الخلل، اعتمد أليجري على طريقتين، الأولى هي لعب الكرات الطولية إلى أطراف الملعب، لذلك مرر أندريا 62 تمريرة معظمها إلى لاعبي الظهيرين، ومن بين هذه التمريرات هناك تسع كرات طولية، لذلك اعتمد اليوفي بشكل كبير على رمي الكرات بعيداً عن منتصف ملعبهم، لحرمان الريال من مرتدة قاتلة، ومحاولة اللعب على أخطاء الدفاع الأبيض.

أما الطريقة الثانية فكانت في تغييرات المدرب أليجري، خصوصاً مع نزول بارزالي مكان ستوراري، والتحول إلى 3-5-1-1 بوجود ثلاثي خلفي صريح يدعم بيرلو أثناء الدفاع، مما أراح اليوفي كثيراً كلما حاول الخصم مباغتته، واستمرت المجريات على وتيرة واحدة، هجوم مدريدي غير منظم ودفاع إيطالي في الموعد، حتى صافرة الحكم في انتظار إياب ناري.

المساهمون