يمتلك الكثير من الناس فضولاً تجاه تفاصيل السفر بالطائرات، وقد طرح أحد مستخدمي موقع "Quora" سؤالاً عن ما تفكر فيه المضيفات عندما يستقبلن المسافرين على باب الطائرة، لتكشف الإجابة عن أسرار لا يعرفها معظمنا.
إذ أتى الرد من غايا بيريغينو، التي قالت إنها عملت لمدة 25 سنة كمضيفة طيران، مشيرة إلى أن استقبال المسافرين عند الباب يتطلب عدة مستويات من التواصل معهم، مؤكدة أن الهدف هو منح المسافر شعوراً بالترحيب والراحة، "أحاول جاهدة إعطاء الانطباع بأني مُطمئنة ومؤهلة ويسهل الحديث معي، وهذا يعني أنك ستحظى برحلة رائعة بدون قلق".
لكن هذا جانب واحد من القصة، فهي عندما تحاول إعطاءك هذا الانطباع، تقوم بتقييمك عن قرب، وتأخذ بعين الاعتبار مجموعة من الاحتمالات، وطرحت عدة أمثلة عن تلك الأشياء، كأن تتحقق مما إذا كان هذا الشخص ثملاً، وما هو موقفها منه، هل هو متعاون؟ عدائي؟ انطوائي؟
وهل هذا الشخص سليم جسمانياً؟ وأين يجلس؟ وهل توجد أية إعاقات جسدية أو إصابات معينة؟ وبالإضافة إلى كل ذلك، تهتم بمعرفة إذا كان يسافر وحده أو مع مجموعة من الناس، وتحاول تحديد مستوى طلاقته بالإنكليزية.
أما عن السبب وراء كل هذه التساؤلات، فهو تحديد الأشخاص الذين يمكن أن يكونوا متعاونين مع طاقم الطائرة خلال الرحلة، وحتى عندما تحدث مشكلة.
وقالت "إذا وقعت مشكلة، عندما نكون نطير بسرعة على ارتفاع 6 أو 7 أميال فوق الأرض، فلن يكون متاحاً الاتصال بالنجدة وانتظار وصول الشرطة، فالفكرة كلها تكمن في تفادي المشاكل، والاستعداد لها في حال وقعت".
وأوضحت أن وجود شخص مخمور على متن الطائرة أمر غير مرغوب فيه، ويمهد لمشاكل كثيرة، وكذلك عندما يظهر أحدهم عداء أو كرهاً تجاه الطاقم، فهذا أمر يجب معالجته قبل الإقلاع، ورغم أنه نادر، لكنه يحدث أحياناً.
كما أن ملاحظة شخص لديه إعاقة تعني أنه يجب ألا يجلس في صف الخروج، لأن الشخص يجب أن يكون قادراً جسدياً على فتح الباب الثقيل، وكذلك إذا لم يكن أحدهم يفهم الإنكليزية، فلن يدرك تعليمات الطوارئ، ولا قراءة الإرشادات عن كيفية فتح باب النجاة.
وأردفت أنها عندما ترى أن شخصاً ما قوي البنية، ولائق جسدياً، سواء كان رجلاً أو امرأة، فإنها تحاول حفظ وجهه ومكان جلوسه، وتعتبره ملاذاً، في حال حدث هجوم على الطائرة أو تعرضت هي شخصياً لذلك.
وفي حال وقع شيء كهذا، ستطلب شخصياً من أحد هؤلاء الأشخاص المساعدة عند الضرورة، وقد يتضمن ذلك كبح أو تقييد مسافر جامح، قائلة "نأمل ألا يحدث ذلك أبداً، لكننا نستعد فقط لحالات ممكنة".
كما أنها تحاول أن تعرف إذا كان من بين المسافرين موظفون في الخطوط الجوية، فهم أيضاً يعتبرون موارد مهمة بالنسبة للطاقم، لأنهم مدربون جيداً للتعامل مع حالات الطوارئ، سواء كانت طبية أو ميكانيكية أو غيرها، وسيعرفون كيف يتعاملون مع الوضع، ويمكن أن ينضموا إلى الطاقم مؤقتاً في حال استدعى الأمر ذلك.
فعندما تحطمت طائرة تحمل الرقم 232 في سيوكس سيتي بولاية أيوا عام 1989، كانت الكارثة يمكن أن تؤدي إلى مقتل جميع الأشخاص على متنها، لكن عندما بدأت المشاكل تذكرت رئيسة المضيفات أن أحد الركاب طيار، فأخبرت قائد الطائرة الذي أرسل إليه بطلب المساعدة، وهذا ما ساهم في إنقاذ العديد من الأرواح وقتها.
(العربي الجديد)