لقاء مهجري قرية معلول الفلسطينية في عيد الفصح

معلول (فلسطين المحتلة)

ناهد درباس

ناهد درباس
06 ابريل 2015
+ الخط -

شارك المئات من مهجري قرية معلول في قداس احتفالي لعيد الفصح، في اليوم الثاني من العيد وفق التقويم الغربي في كنيسة مار يعقوب الكاثوليكية في قرية معلول المهجرة، والواقعة قرب قرية يافة الناصرة، في الجليل الأسفل.

وحضرت عائلات مهجري القرية وضيوف من خارج القرية للقاء لمّ الشمل، وبرز بين الحضور من الجيل الأول للقرية كبار السن الذين ولدوا فيها، وحتى الجيل الثاني والثالث من المهجرين.

وبعد القداس قامت العائلات بإلقاء التحية ومعايدة بعضها بعضاً، وأصبح لقاؤهم في اليوم الثاني لعيد الفصح طقسا ثابتا للمّ شمل مهجري معلول من مسيحيين ومسلمين.


ويسكن غالبية مهجري معلول في قرية يافة الناصرة التي تبعد كيلومترين عن معلول، وقسم في الناصرة وقرية عسفيا وكفر كنا، والجزء الأصغر تم تهجيره في عام النكبة.

وبعد النكبة عام 1948، بقي من معلول مسجد مهجور وكنيستان (أرثوذكسية وكاثوليكية)، وكان عدد أهالي القرية يقدر بـ 900 نسمة، ويقدر عددهم اليوم بـ16 ألف نسمة ومن أكبر عائلاتها البشارات وعلي الصالح. وما زالت هناك مقبرتان واحدة للمسلمين والثانية للمسيحيين، علماً أن الأخيرة محاصرة داخل معسكر جيش "معلول" الإسرائيلي الذي أقيم على أراضي القرية.

ووزع أهالي القرية البيض الملون وقام الأطفال بمفاقسة البيض، وهي عادة تمارس في عيد الفصح، وأيضا توزيع الشوكلاتة والكعك على الحضور.

اقرأ أيضا: مهرجان تسوق القدس يتحدى الاحتلال

والمدرسة الابتدائية للقرية ما زالت قائمة وهي صغيرة جدا، عبارة عن صفين، بنيت مع الكنيسة، وقال أديب سالم جرايسي من مواليد قرية معلول سنة 1936، واليوم هو من سكان الناصرة: "كنت ولدا صغيرا، حينما خرجنا في عام النكبة من هنا، كانت دار مسعدة إلياس موقعها مقابل الكنيسة تماما، كانوا يربون كل أنواع الطيور، كنت أذهب عندهم وأنا طفل".

كان مختار عوض إلياس بشارات يقرأ ويكتب وملما باللغة العربية، وفي وقته كان الأمر نادرا.
في هذه المدرسة الملتصقة بالكنيسة درست من الصف الأول حتى صف الرابع. لدي 24 دونما على رأس التلة، وأيضا 12 دونما أخرى، ولكن جميع الأراضي صادرتها إسرائيل".

وأضاف: "كانت قريتنا صغيرة، وبها خير الله، كان عندنا غنم ومواشٍ وبقر، نطعم كل أهل مدينة الناصرة. وكنا مجتمع فلاحين نعيش من الفلاحة. نحن نجتمع هنا منذ عام 2001 ثاني يوم عيد الفصح، وأيضا نلتقي جميع أهالي معلول في يوم النكبة أيضا".

أما من الجيل الثالث من المهجرين، فقد قالت لنا روان بشارات: "جدي وجدتي ولدا في معلول، وفي هذه اللقاءات أحيينا مجتمع معلول من جديد، عن طريق اللقاء في ثاني يوم العيد أو في يوم النكبة. وجودي على أرض معلول يعزز هويتي وكم من المهم التواصل مع الماضي".

وتضيف: "أرى أن الماضي هو المستقبل القريب، ومهم جدا أن يتم تعريف الناس عن القرية بعيون أهالي معلول. لقد شاركت في ورشة لبناء مجسم هندسي للعودة الفعلية إلى معلول، فعندما شاركت وخططت عندها لمست العودة، وأمنت بها أكثر وبفكرة العودة إلى قريتي".

أما إلياس بشارات الذي يقطن يافة الناصرة اليوم، فيقول: أنا أزور معلول ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع، خاصة في فصل الربيع، وهذه عادة الكثير من أهالي معلول، وأنا أعرف بيت أهلي، وكل مرة أقف إلى جانبه، وأحضر مع جميع عائلتي لقضاء الوقت بشكل دائم، وأنا أبقّل من قريتي العلت والسلق والهليون والتين والصبر".

وقال النائب يوسف جبارين من القائمة المشتركة: "هذه زيارة مؤثرة إلى أبعد الحدود، فأهالي معلول يطرحون نموذجا ممتازا للتواصل مع بلدتهم المهجرة وأراضيهم. ومن الممكن القول إن رحلة العودة تبدأ بمثل هذا النشاط، وفكرة العودة تنتقل من جيل إلى جيل".

وكان لأهالي معلول إنجاز قبل عقد ونصف، عندما نجحوا في تنظيف الكنيسة وترميمها وإعادتها إلى الحياة، وبهذا أعادوا الحياة إلى القرية المهجرة.


اقرأ أيضا: أرثوذكس فلسطين يحتفلون بـ"أحد الشعانين"