ورجّح خبراء أن يكون هذا اللقاء ضمن الجهود الدولية الرامية الى محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). ونقلت مصادر إيرانية رسمية عن لسان ظريف، وصفه أن اللقاء "يفتح فصلاً جديداً في العلاقات بين الطرفين بغية إرساء السلام والأمن الدوليين"، وأمله في "أن يكون هذا اللقاء بمثابة فصل جديد كذلك من أجل الحفاظ على مصالح البلدين وجميع الدول الإسلامية في العالم".
أما وزير الخارجية السعودي، فقال، نقلاً عن وسائل إعلام محلية، إن بلاده تدرك أهمية وحساسية الأزمة الحالية التي تشهدها المنطقة. كما أكد أهمية الفرصة المتاحة في الوقت الحالي من أجل إنجاحها، وطالب بتجنّب "الأخطاء السابقة بغية تحقيق النجاح لمواجهه الأزمة الحساسة".
من جهة ثانية، أعلنت مصادر دبلوماسية أميركية عن لقاء جمع وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، مع ظريف في نيويورك، يوم الأحد أيضاً. واستمر اللقاء، بحسب المصادر الأميركية، مدة ساعة تخلله نقاش حول الأخطار التي يشكلها تنظيم "داعش"، إضافة إلى حوار عن سير المفاوضات المتعلقة بالملف النووي الإيراني.
وفي سياق متصل، أكد كيري، في كلمته التي ألقاها في جلسة مجلس الأمن، يوم الجمعة الماضي، في مؤتمر خاص عن العراق ومحاربة المنظمات الإرهابية وفي مقدمها "داعش"، أن "لإيران دوراً ينبغي أن تلعبه في تحالف عالمي لمواجهة خطر متشددي (الدولة الإسلامية)".
وفي هذا السياق، يعقد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، مؤتمراً مع زعماء ورؤساء أكثر من 140 دولة بغية تكثيف الجهود الرامية لمحاربة "داعش"، بحسب مصادر أميركية رسمية.
ومن المتوقع أن تقدم الولايات المتحدة قرارها للتصويت في مجلس الأمن حول "محاربة الإرهاب" وحشد قوى التحالف للقضاء على "داعش"، يوم الأربعاء المقبل.
ويرى خبراء سياسيون أن التقارب السعودي ـ الإيراني سيفيد الوضع في سورية، خصوصاً أن روسيا لا تزال تعارض ضرب مواقع "داعش" في سورية، من دون التعاون مع النظام السوري، وهو الأمر الذي تحاول الولايات المتحدة تفاديه.
من جهته، أكد سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، في الكلمة التي ألقاها في لقاء الجمعة، في مجلس الأمن، على "أهمية الحفاظ على القانون الدولي وعدم ضرب مواقع في سورية من دون التنسيق مع الحكومة السورية". وعلى الرغم من حديثه عن "الخطر الذي تشكله التنظيمات الإرهابية"، غير أن تشوركين، اشترط تحقيق أحد أمرين لمحاربتها وموافقة حكومة بلاده على ذلك، وهما: موافقة حكومة ذات سيادة أو مجلس الأمن.