وبحسب نفس المصدر، فإن اللقاء يستهدف توفير المناخات السياسية لإنجاح مساع جزائرية - تونسية، إضافة إلى مصر؛ تدفع باتجاه طرح رؤية إقليمية لحل الأزمة في ليبيا، وتفادي أية انزلاقات ممكنة، بسبب تصاعد التوتر بين أطراف النزاع في ليبيا، بين حكومة طبرق واللواء المتقاعد خليفة حفتر من جهة، وحكومة الإنقاذ في طرابلس.
ويعد اللقاء المرتقب الثاني من نوعه بين مسؤول جزائري وقيادات سياسية ليبية من التيار الإسلامي، بحضور رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، بعد لقاء سابق عُقد قبل أسبوعين في بيت الغنوشي في ضواحي العاصمة تونس بين رئيس ديوان الرئاسة الجزائرية أحمد أويحيى والقيادي الإسلامي علي الصلابي، بهدف دفع الأطراف الإسلامية في ليبيا والتي تشكل الطرف الأبرز في حكومة طرابلس، إلى تقديم تنازلات سياسية توصل إلى نقطة توافق ليبي ليبي، بشأن تعديل اتفاق الصخيرات الموقع في ديسمبر 2015.
وفي نفس السياق تحاول الجزائر الضغط على مصر للمشاركة في المبادرة السياسية التونسية الجزائرية، للقبول بموقع للإسلاميين في أي حل سياسي مقبل للأزمة الليبية، ودفع "حفتر" إلى تقديم تنازلات من جهته، ويتوقع في هذا السياق أن يعقد اجتماع منتصف الشهر الجاري في تونس بين وزراء خارجية الدول الثلاث، تونس والجزائر ومصر، يمهد لعقد قمة ثلاثية بين الرؤساء الثلاثة عبد الفتاح السيسي والسبسي وعبد العزيز بوتفليقة في الجزائر، لوضع إطار إقليمي لحل الأزمة الليبية.
وفي الفترة الأخيرة زادت الجزائر من تحركاتها السياسية لحل الأزمة الليبية، فقد استقبلت الجزائر خلال الشهرين الماضيين عدداً كبيراً من الشخصيات والمسؤولين الليبيين، بينهم رئيس مجلس النواب عقيلة صالح واللواء المتقاعد خليفة حفتر ونائب رئيس المجلس الرئاسي أحمد معيتيق، ووفد من مجلس النواب، ووفد عسكري من قيادة قوات البنيان المرصوص بقيادة العميد الغصري، إضافة إلى استقبال رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج لثلاث مرات متتالية، والمبعوث الأممي مارتن كوبلر.
وأطلعت الحكومة الجزائرية الفرنسيين على مساعيها السياسية لحل الأزمة الليبية، وذلك عند زيارة رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الفرنسية، إليزابيت غيغو للجزائر، والتي أعلنت عن إيفاد باريس وفداً لزيارة كل من تونس وليبيا والجزائر في الأيام المقبلة، لمعرفة تطور المبادرات السياسة لحل الأزمة الليبية.