لقاءات موسكو تبحث مصير النظام السوري

09 اغسطس 2015
لقاء الجبير ولافروف يأتي عقب اللقاء الثلاثي بالدوحة(فرانس برس)
+ الخط -
يتخذ الحراك السياسي حول الأزمة السورية منحى تصاعدياً، في ظل توالي الاجتماعات والتصريحات التي تشير إلى أن مصير النظام السوري، وتحديداً بشار الأسد بات محكوماً بنتائج المفاوضات التي تجرى دولياً وبوتيرة متسارعة، والتي بات لحليفي النظام، إيران وروسيا، دور أساسي فيها، وخصوصاً أن الأخيرة قد انتقلت من مرحلة التصريحات إلى مرحلة الأفعال، بينما كانت طهران قد بادرت إلى الإعلان عن مبادرة للحل، تزامنت مع زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم، والمبعوث الروسي لشؤون الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، إلى طهران يوم الثلاثاء الماضي.

وتأتي زيارة وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، يوم الثلاثاء المقبل، إلى موسكو، لتتوج هذا الحراك الدبلوماسي الإقليمي والدولي حول الأزمة السورية، في ظل مشاورات سعودية روسية مكثفة عكستها أحداث الأيام الماضية.
بيان وزارة الخارجية الروسية، أمس الثلاثاء، لدى الإعلان عن الزيارة وأهدافها، كان واضحاً في تأكيد أنّ الجبير سيناقش مع نظيره الروسي سيرغي لافروف "سبل حل الأزمة في سورية"، موضحاً أن المباحثات ستشمل "مسألتي النزاع في سورية وتنظيم الدولة الإسلامية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف". كما أشار البيان إلى أن الطرفين سيناقشان "مقترح روسيا تشكيل تحالف دولي أوسع لمحاربة مسلحي الدولة الإسلامية داخل سورية".

اقرأ أيضاً الجبير: أزمة سورية ستنتهي بحل سياسي أو بهزيمة الأسد
ويأتي اللقاء بين الجبير ولافروف بعد اللقاء الثلاثي الذي جمع لافروف والجبير مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري في قطر في 3 آب/أغسطس، والذي هيمنت عليه ملفات النووي الإيراني، الأزمة السورية والأزمة اليمنية.
كما يكتسب موعد اللقاء بين الوزيرين الروسي والسعودي أهميته من كونه يأتي قبيل يومين من زيارة مسؤولي الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إلى موسكو، واللقاء مع المسؤولين الروس في 12 و13 الشهر الحالي، وسط مساع روسية لعقد جولة جديدة من المشاورات بين السوريين في موسكو.
كما أن اللقاء يأتي أيضاً بعد أيام من الكشف عن اللقاء الذي جمع بين وولي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ورئيس مكتب الأمن القومي في سورية علي مملوك، والذي تم بحسب ما تبين، بتنسيق بين روسيا والسعودية.
وفي إشارة إلى توجه روسي جديد، استبقت موسكو لقاء الجبير ومسؤولي الائتلاف السوري المعارض بتسهيل إقرار مجلس الأمن الدولي قبل يومين القرار 2235 الخاص بتشكيل لجنة خبراء لتسمية ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم الكيماوية في سورية، لتتخلى موسكو بذلك عن سلاح حق النقض (الفيتو) الذي لطالما رفعته للتصدي لأي محاولة لمحاسبة النظام السوري على جرائمه طوال أشهر الأزمة السورية الممتدة منذ العام 2011. وهو القرار الذي لم يكن ممكناً لولا تفاهم روسي أميركي، مهد له اللقاء الذي جمع لافروف وكيري في ماليزيا قبل أيام.
كما تزداد أهمية مؤشرات تقارب موسكو وواشنطن حول الأزمة السورية، في ظل التصريحات الأميركية حول مصير الأسد. ولم تمض ساعات على قول الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه "لمس تغييراً في الموقف الروسي والإيراني تجاه الرئيس السوري، بشار الأسد، الأمر الذي قد يسرع الحل السياسي للأزمة السورية"، بحسب ما نقل عنه الصحافي روبن رايت، حتى كان السفير الأميركي السابق في سورية، روبرت فورد يؤكد أن نظام بشار الأسد يعتبر جثة ولا جدوى من التعاون معه ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ولا سيما في ظل التحولات في سير المعارك الميدانية، وخصوصاً بعد التوافق الأميركي على إنشاء "منطقة خالية" على الحدود بين تركيا وسورية.

اقرأ أيضاً إيران تتحرك سورياً: مبادرة معدّلة لـ"حلّ سياسي"
دلالات