على الرغم من تأكيده عدم ارتياح المسؤولين الإماراتيين لمظاهر الاستعلاء التي عكستها بعض التصريحات الإسرائيلية، قال باراك رافيد، المعلّق السياسي لموقع "وللا" العبري، إنّ الانطباع العام الذي تكرس في أعقاب اللقاءات التي أجراها الوفدان الإسرائيلي والأميركي مع ممثلي الإمارات أنّ أبوظبي معنية بتدشين تحالف ثلاثي، يركز على الجانبين الأمني والعسكري، ولا يستهدف إيران فقط.
وفي تعليق نشره الموقع، اليوم الأربعاء، لفت رافيد، الذي قام بتغطية زيارة الوفدين الإسرائيلي والأميركي إلى أبوظبي، إلى أنّ الإماراتيين معنيون بتطوير العلاقة مع إسرائيل بشكل سريع، وضمن ذلك فتح سفارتين في أبوظبي وتل أبيب، وتنظيم رحلات جوية مباشرة قبل نهاية العام الجاري، مشيراً إلى أنه منذ الإعلان عن الاتفاق، حرصت الإمارات على إشهار العلاقة مع تل أبيب، واصفاً السلوك الإماراتي تجاه إسرائيل بأنه "هجمة من العناق".
ويدلّل رافيد على ذلك بحرص وسائل الإعلام الإماراتية على الاحتفاء بوصول الوفد الإسرائيلي إلى أبوظبي وتغطية الزيارة بشكل موسع، معتبراً أنّ الحرص على الانفتاح على الصحافيين الإسرائيليين، الذين رافقوا الوفد الرسمي لتغطية الزيارة، يأتي في هذا الإطار، حيث أوضح أنّ وزراء ووزيرات إماراتيين نظموا حفل عشاء لهؤلاء الصحافيين في متحف "اللوفر" في أبوظبي.
وأبرز المعلق الإسرائيلي حقيقة أنّ المسؤولين الإماراتيين الذين التقاهم شددوا على مسامعه على أنّ الاتفاق مع إسرائيل "سيسهم في تكريس استقرار المنطقة، وسيضفي اعتدالاً على مواقف الشباب العربي".
في المقابل، أوضح رافيد أنّ الإماراتيين لم يرتاحوا لبعض التصريحات الإسرائيلية والأميركية التي تعكس تعاطياً استعلائياً، مشيراً إلى أنّ المسؤولين في أبوظبي لم يحبذوا حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين أميركيين عن "العقل اليهودي والمال الإماراتي. فهم لا يرون أنفسهم مجرد صراف آلي"، مشدداً على أن المسؤولين الإماراتيين يتوقعون أن تعاملهم إسرائيل "كأنداد".
وبحسب رافيد، فإنّ الإماراتيين، الذين عبّروا عن رغبتهم في تطوير العلاقات مع إسرائيل، شددوا على أنهم يتوقعون أن تعاملهم إسرائيل "باحترام وبدون تعالٍ".
وتطرق رافيد إلى تحدٍ آخر ينتظر العلاقة الإسرائيلية الإماراتية يتمثل في مركزية الدور الأميركي، مشدداً على أنّ إسرائيل ستكون مطالبة ببناء منظومة علاقات مع أبوظبي دون الاستناد إلى الدعم الأميركي؛ منظومة تقوم على "الألفة، الثقة، مصالح مشتركة، وتعاون أوسع من ذاك الذي ربط الأجهزة الاستخبارية للجانبين في السر".
وحذّر من أنّ فشل إسرائيل في تحقيق هذا الهدف يعني أن تصبح العلاقة مع الإمارات "نسخة مكررة من العلاقة مع الأردن ومصر، القائمة على السلام البارد".