... يُقال إنّه يمكن للأشخاص المتلاعبين تبنّي دور الضحية، حتّى يجعلوك تعتقد أنّك تسبّبت في مشكلة كانوا قد بدأوها، لكنّهم يرفضون تحمّل مسؤوليتها. يمكن أن يكونوا عدوانيين وسلبيين، أو لطفاء لبعض الوقت، قبل الانتقال إلى المواجهة في اليوم التالي، فتبقى تعجز عن السيطرة على مشاعرك ومخاوفك. غالباً ما يجعلونك في موقف دفاعي. وأحياناً، يمكن أن يكونوا عدوانيّين وشرسين للغاية، ويلجأوا إلى التهجّم عليك وانتقاد شخصك، ويسعوا جاهدين إلى الحصول على ما يريدون. يتنمّرون ويهددون، واعلم أنّهم لن يتركوك حتى يتمكّنوا منك.
مسكين!
... ويقال إنّ الأشخاص السامّين لا يعترفون بأخطائهم أبداً، ولا يعرفون معنى المسؤولية. فإذا اختاروا البقاء في المنزل لأيام عدّة، وانتهى الأمر بطردهم من عملهم، فليس لأنّهم كسالى وغير مسؤولين بل لأنّ المسؤول عنهم غبيّ بحسب ما يعلّلون.
يقول الكاتب الألماني مايكل إيند إنّه "حين يتعلّق الأمر بالتحكّم في البشر، ليست هناك أداة أفضل من الكذب. كما ترى، البشر يعيشون من خلال المعتقدات، ويمكن التلاعب بالمعتقدات. إنّ قوة التلاعب بالمعتقدات هي الشيء الوحيد المهمّ".
أمّا المخرج وكاتب السيناريو والمنتج السينمائي الأميركي ستيفن سبيلبيرغ، فيقول من جهته: "الأمر الأكثر إثارة بالنسبة إليّ، هو أنّه حين يشاهد الناس الأفلام، وليس بالضرورة واحداً من أفلامي، فإنّهم يعيشون مجموعة كاملة من التجارب الفريدة. الآن، ومن خلال التلاعب الدقيق والسرد القصصي، يمكن جعل الجميع يصفّقون في الوقت نفسه، ويضحكون في الوقت نفسه، ويخافون في الوقت نفسه".
مساكين!
أقرأ هذه الكلمات وأبحث عن نفسي بين الشخصيات المختلفة. نحن، بل العلم يقول إنّ داخل كلّ شخص منّا خيراً وشرّاً، وأنا من هؤلاء البشر. ربّما كنتُ يوماً ضحيّة متلاعبين وسامّين، في الوقت الذي اعتقدوا هم أنّهم كانوا ضحيّة لي، أنا الشخص السامّ والمتلاعب. ولمَ لا تكون كلّ هذه الصفات وجهة نظر؟ فإذا ما حفرنا عميقاً في ما خفي من أدمغتنا، سنجد أسباباً مخفّفة لكلّ أشرار العالم، فتتلاشى الفروقات بين الأخيار والأشرار. لكنّ هذا المشهد لا يصلح إلا ليكون جزءاً من أفلام ديزني.
اقــرأ أيضاً
ثمّ، وبعد كلّ هذه المداخلة، أقرأ عن كيفيّة قياس المنطق والحقوق بجانبَيها الخيّر والشرّير.
ما هو المنطق؟ يبدو الجواب في واقعنا أقرب إلى مشاهد مسرحية مدرسة المشاغبين. لا يقودنا المنطق بقدر ما تقودنا الرغبة في ارتداء أقنعة المتلاعبين السامّين. ثمّة رغبة في السيطرة لتعويض نقص ما أو حاجة ما! في أذهان هؤلاء، هل يمكن ألا يساوي 1 + 1 الرقم اثنَين؟ المنطق، المنطق، المنطق. هل بات الجواب مهماً؟ قليل من التلاعب قد يكون كافياً لإقناعك بأنّ الجواب يستحيل أن يكون اثنَين.
الجواب هنا: لو كان العالم أكثر اكتراثاً لحالنا، لأقام لنا مأتماً شعبياً بعدما قتلنا المتلاعبون منذ زمن بعيد، وبتنا نعدّ الأرقام لنبقى صوراً لأحياء.
مسكين!
... ويقال إنّ الأشخاص السامّين لا يعترفون بأخطائهم أبداً، ولا يعرفون معنى المسؤولية. فإذا اختاروا البقاء في المنزل لأيام عدّة، وانتهى الأمر بطردهم من عملهم، فليس لأنّهم كسالى وغير مسؤولين بل لأنّ المسؤول عنهم غبيّ بحسب ما يعلّلون.
يقول الكاتب الألماني مايكل إيند إنّه "حين يتعلّق الأمر بالتحكّم في البشر، ليست هناك أداة أفضل من الكذب. كما ترى، البشر يعيشون من خلال المعتقدات، ويمكن التلاعب بالمعتقدات. إنّ قوة التلاعب بالمعتقدات هي الشيء الوحيد المهمّ".
أمّا المخرج وكاتب السيناريو والمنتج السينمائي الأميركي ستيفن سبيلبيرغ، فيقول من جهته: "الأمر الأكثر إثارة بالنسبة إليّ، هو أنّه حين يشاهد الناس الأفلام، وليس بالضرورة واحداً من أفلامي، فإنّهم يعيشون مجموعة كاملة من التجارب الفريدة. الآن، ومن خلال التلاعب الدقيق والسرد القصصي، يمكن جعل الجميع يصفّقون في الوقت نفسه، ويضحكون في الوقت نفسه، ويخافون في الوقت نفسه".
مساكين!
أقرأ هذه الكلمات وأبحث عن نفسي بين الشخصيات المختلفة. نحن، بل العلم يقول إنّ داخل كلّ شخص منّا خيراً وشرّاً، وأنا من هؤلاء البشر. ربّما كنتُ يوماً ضحيّة متلاعبين وسامّين، في الوقت الذي اعتقدوا هم أنّهم كانوا ضحيّة لي، أنا الشخص السامّ والمتلاعب. ولمَ لا تكون كلّ هذه الصفات وجهة نظر؟ فإذا ما حفرنا عميقاً في ما خفي من أدمغتنا، سنجد أسباباً مخفّفة لكلّ أشرار العالم، فتتلاشى الفروقات بين الأخيار والأشرار. لكنّ هذا المشهد لا يصلح إلا ليكون جزءاً من أفلام ديزني.
ثمّ، وبعد كلّ هذه المداخلة، أقرأ عن كيفيّة قياس المنطق والحقوق بجانبَيها الخيّر والشرّير.
ما هو المنطق؟ يبدو الجواب في واقعنا أقرب إلى مشاهد مسرحية مدرسة المشاغبين. لا يقودنا المنطق بقدر ما تقودنا الرغبة في ارتداء أقنعة المتلاعبين السامّين. ثمّة رغبة في السيطرة لتعويض نقص ما أو حاجة ما! في أذهان هؤلاء، هل يمكن ألا يساوي 1 + 1 الرقم اثنَين؟ المنطق، المنطق، المنطق. هل بات الجواب مهماً؟ قليل من التلاعب قد يكون كافياً لإقناعك بأنّ الجواب يستحيل أن يكون اثنَين.
الجواب هنا: لو كان العالم أكثر اكتراثاً لحالنا، لأقام لنا مأتماً شعبياً بعدما قتلنا المتلاعبون منذ زمن بعيد، وبتنا نعدّ الأرقام لنبقى صوراً لأحياء.