لذا عادى الممانعون الطيب أردوغان

16 اغسطس 2014
أردوغان قاد بلاده الى التقدم (وكالة الاناضول/getty)
+ الخط -

أنْ تبلغ الكيدية بين الدول العربية حدود التآمر والمساهمة مع "إسرائيل وبشار الأسد" لقتل أطفال غزة وسورية، ربما أمر منطقي، ولكن من اللامنطق -ربّما- قياس أفعال بعضهم مع دول الإقليم، بمسطرة المصالح أو التكتل وحسن الجوار.

من هنا، وبمنطق التغييب ربّما، يمكن قياس ردود أفعال بعض دول الخليج ومصر، إزاء فوز رجب طيب أردوغان برئاسة الدولة التركية، ولم نقل سورية المسروقة من عصابة الأسد، لأن مبررات كراهية النظام تركيا، ربما تبيح من منطلق العداوة، ما شهدناه من تشف ومحاولات تزييف الحقائق.

لئلا نجنح في السياسة، سنرمي بالأرقام، التي قلّما تحتمل التشكيك ويحمّل عليها شعارات ونظريات، لما حققه حزب العدالة والتنمية في تركيا، مذكرين أولاً، أن أردوغان وصل وحزبه الى السلطة بعد توريث بشار الأسد بثلاثة أعوام.

- بلغ الناتج القومي لتركيا عام 2013 حوالي ترليون ومائة مليار دولار، وهو يساوي مجموع الناتج المحلي لأقوى اقتصادات ثلاث دول في الشرق الاوسط ، إيران، السعودية، والإمارات، فضلاً عن الأردن وسورية ولبنان، ليقفز رئيس الوزراء أردوغان ببلاده من المركز الاقتصادي 111 الى 16 بمعدل عشر درجات سنوياً، ما يعني دخوله الى نادي مجموعة العشرين الأقوياء الكبار في العالم.

- يوافق في عام 2023 ذكرى إنشاء الدولة التركية الحديثة، وهو التاريخ الذي حدده أردوغان لتصبح تركيا القوة الاقتصادية والسياسية الأولى في العالم، ولعل ما تعيشه تركيا من مقدمات اليوم، تدل ربما على النتائج التي ستصل إليها في التارخ الموعود.

- يعد مطار اسطنبول الدولي أكبر مطار في أوروبا، يستقبل في اليوم الواحد 1260 طائرة فضلاً عن مطار "صبيحة" الذي يستقبل نصف هذا العدد، وفازت الخطوط الجوية التركية كأفضل ناقل جوي في العالم لثلاث سنوات على التوالي.

- رفعت حكومة العدالة والتنمية خلال عشر سنوات دخل الفرد في تركيا من 3500 دولار سنوياً ليصل عام  2013 الى 11 ألف دولار.

- ارتفعت في تركيا الرواتب والأجور بنسبة 300 في المائة، وارتفعت أجور الموظف المبتدئ من 340 ليرة الى 957 ليرة، وانخفضت نسبة البطالة من 38 في المائة الى 2 في المائة.

-ارتفعت في تركيا ميزانية التعليم والصحة على ميزانية الدفاع، وأعطي المعلم راتباً يوازي الطبيب.

-صنعت تركيا للمرة الأولى في عهد حكومة أردوغان المدنية أول دبابة مصفحة وأول ناقلة جوية، وأول طائرة من دون طيار وأول قمر صناعي عسكري حديث متعدد المهمات.

-بنت حكومة أردوغان في عشر سنوات، 125 جامعه جديدة و189 مدرسة و510 مستشفيات، و169 ألف غرفة صفية حديثة للطلاب.

-تعمل تركيا جاهده لتفريغ 300 ألف عالم للبحث العلمي، وصولاً الى عام 2023.

-سدد أردوغان عجز الميزانية البالغ 47 مليار، وكانت آخر دفعة ديون تركية بقيمة 300 مليون دولار، تم تسديدها في يونيو الماضي للبنك الدولي، كما أقرضته تركيا 5 مليارات دولار، ووضع أردوغان 100 مليار في الخزينة العامة، في حين كانت دول عريقة في اوروبا وامريكا تتخبط تحت وطأة الديون والإفلاس.

- كانت صادرات تركيا قبل عشر سنوات في حدود 23 مليار، ثم أصبحت 153 مليار، لتصل الى 190 مليار، وتحتل السيارات المركز الاول تليها الالكترونيات، حيث يباع من اصل ثلاثة اجهزة الكترونية في اوروبا، جهاز الكتروني من الصناعة التركية. 

- تبنت حكومة اردوغان عملية تدوير القمامة لاستخراج الطاقة وتوليد الكهرباء ليستفيد منها ثلث سكان تركيا، وقد وصلت الكهرباء الى 98 في المائة من منازل الأتراك في المدن والارياف.

- زرعت تركيا خلال عشر سنوات مليارين و770 مليون شجرة حرجية ومثمرة.

خلاصة القول: لم نأت على مواقف الطيب أردوغان من قضايا العرب، والتي لها ربما السبب الأهم في استعداء الجار التركي، إن في فلسطين في السابق أو سورية اليوم، او ابتداء من سفينة مرمرة لكسر حصار غزة، واعتذار إسرائيل وصولاً الى استقبال بلاده نحو 1.3 مليون سوري، في الوقت الذي سدّ العرب حدودهم في وجه السوريين، أو تسولوا على استضافتهم بمخيمات وأذلوهم داخل الحدود، بل ورفض أردوغان وصف السوريين، بعد زيارته المخيمات، باللاجئين، بل قال "أنتم المهاجرون ونحن الأنصار".

فبعد كل هذا، ومقارنته باقتصادات من يصفه بالديكتاتور التي لو نضب نفط بعضها لرجعت لسابق عهدها أو توقفت المساعدات والرشى، لتاه أهلها وجاعوا، أليس أردوغان ديكتاتورياً يستحق العداء؟!

المساهمون