قررت لجنة الانتخابات الروسية، اليوم الإثنين، رفض طلب مؤسس "صندوق مكافحة الفساد"، أليكسي نافالني (41 عاما)، بترشحه للانتخابات الرئاسية، المقرر إجراؤها في مارس/آذار المقبل، مُرجعة ذلك إلى وجود حكم سار بسجنه خمس سنوات مع وقف التنفيذ في قضية "التلاعب" بشركة "كيروفليس".
وفي أول رد فعل منه على استبعاده، رأى نافالني، الذي كان حاضرا أثناء النطق بالقرار، أنه يمثل "عددا هائلا من الناخبين"، وأن "قرار منعه من خوض الانتخابات سيستبعد منها ملايين الأشخاص".
أما رئيسة لجنة الانتخابات، إيلا بامفيلوفا، فردّت عليه قائلة: "لدينا قناعة، ولا داعي لاحتكار الحق في القناعة"، متسائلة حول ما إذا كان من اختصاص اللجنة أن ترد له الاعتبار.
وقبيل تصويت أعضاء لجنة الانتخابات على السماح بمشاركته من عدمه، حذّر نافالني من أن رفض تسجيله كمرشح سيؤدي إلى مقاطعة الانتخابات من قبل عدد كبير من الناخبين.
وبعيد صدور القرار، دعا نافالني أنصاره إلى عدم الحضور إلى مراكز الاقتراع إلا بصفتهم مراقبين لمتابعة نسبة المشاركة. وقال في تسجيل فيديو: "نعلن إضراب الناخبين. لكننا لن نجلس على الكنبة مكتوفي الأيدي، بل سننظم المراقبة على هذه الانتخابات، ليس من وجهة نظر نتائج المرشحين الوهميين، وإنما من وجهة نظر نسبة المشاركة. المهمة الرئيسية للكرملين هي تزوير نسبة المشاركة".
ومنذ إعلانه عن نيته الترشح للرئاسة قبل نحو عام، نظم نافالني مجموعة من التظاهرات لأنصاره في مختلف أنحاء روسيا، إلى أن رشحته مجموعة المبادرة الشعبية للرئاسة، ليتقدم بأوراق ترشحه بشكل رسمي، مساء أمس الأحد، قبل أن يتم منعه من المشاركة اليوم.
ورغم تقدم عدد من الوجوه بالترشح للانتخابات، تسود توقعات مؤكدة بفوز الرئيس الحالي، فلاديمير بوتين، بولاية رابعة مدتها ست سنوات.
وفي هذا الإطار، قال رئيس مركز الدراسات السياسية في موسكو، بوريس ماكارينكو، في وقت سابق، لـ"العربي الجديد"، إن "نافالني لن يشارك في الانتخابات إلا في حال حدوث تغييرات كبيرة، مثل رد الاعتبار له، أو تعديل القانون بما يسمح للمدانين مع وقف التنفيذ بممارسة الحقوق السياسية، وإلا ستمنعه لجنة الانتخابات من الترشح في نهاية المطاف".
وحول المستقبل السياسي لنافالني، أضاف ماكارينكو "يحظى نافالني بدعم كبير نسبياً، لاسيما بين الشباب في المدن الكبرى"، متوقعا له "مستقبلا سياسيا، في ظل قلة الوجوه الشابة وتقدم الشخصيات السياسية الرئيسية في العمر، وتجاوزهم حاجز الـ70 عاما، كما هو حال زعيمي الحزب الليبرالي الديمقراطي، فلاديمير جيرينوفسكي، والحزب الشيوعي، غينادي زيوغانوف، الذي قرر عدم الترشح هذه المرة، ودفع بمرشح بديل".
وفي ظل استبعاد نافالني وغياب أي مرشح يمكنه منافسة بوتين، يتوقع ماكارينكو أن تكون المنافسة الرئيسية على المرتبتين الثانية والثالثة بين جيرينوفسكي ومرشح الحزب الشيوعي بافيل غرودينين، وعلى المرتبتين الرابعة والخامسة بين أحد مؤسسي حزب "يابلوكو" غريغوري يافلينسكي، والإعلامية كسينيا سوبتشاك، التي تقدم نفسها كمرشحة "ضد الجميع".
ويرجّح أن "يصوت الناخبون من أصحاب التوجهات الليبرالية والشباب في موسكو وبعض المدن الكبرى لصالح سوبتشاك ويافلينسكي، مثلما صوّتوا في انتخابات عام 2012 لرجل الأعمال ميخائيل بروخوروف، الذي حصل على 8 في المائة من الأصوات".
وعلى مدى عام 2017، تصدّر اسم نافالني عناوين الصحافة في مناسبات عدة، بين إصداره تقارير حول استشراء الفساد بين النخبة السياسية الروسية. ولعل الأهم هو تنظيمه احتجاجات واسعة النطاق في عشرات المدن الروسية، في مارس/آذار الماضي، وإثبات قدرته على تعبئة المتظاهرين الشباب المطالبين بالتغيير.