توفي النائب اللبناني السابق ورئيس "الحزب العربي الديمقراطي" علي عيد، اليوم، في سورية، بعد أن قضى آخر عامين من حياته متوارياً عن الأنظار. إثر إصدار القضاء العسكري مذكرة توقيف بحقه بتهمة مساعدة منفذي التفجيرين اللذين استهدفا مسجدي السلام والتقوى في مدينة طرابلس شمالي لبنان في أغسطس/آب 2013 على الهرب إلى سورية.
وهي التهمة التي أبعدت عيد عن منطقة جبل محسن ذات الأغلبية العلوية في المدينة إلى منزله الثاني في منطقة عكار، والذي يقع على بعد عشرات الأمتار من الأراضي السورية، ما رجّح انتقاله إليها هرباً من مذكرة التوقيف.
وقالت "الوكالة الوطنية للإعلام" إن ترتيبات دفن عيد ستُحدد لاحقاً، دون إيضاح إذا ما كان الدفن سيتم في الأراضي السورية أو في منطقة جبل محسن التي ينتمي إليها في طرابلس، ومثلها في البرلمان اللبناني بين عامي 1990 و1994 قبل أن ينتقل المقعد العلوي الوحيد في البرلمان اللبناني إلى مرشحي "تيار المسقبل" من الطائفة العلوية.
لكن زعامة عيد استمرت في طائفته وتبعه فيها ابنه رفعت الذي تولى مسؤولية "العلاقات السياسية"، وكان الأب والابن واضحين في التعبير عن مناصرة الحزب للنظام في سورية ولـ"حزب الله" في لبنان. حتى إن علي عيد وصف نفسه بـ"الجندي الصغير في جيش الرئيس بشار حافظ الأسد"، في أحد مؤتمراته الصحافية.
يذكر أن رفعت عيد قد توارى عن الأنظار أيضاً عام 2014 بعد إصدار القضاء العسكري مذكرة توقيف غيابية بحقه، بتهمة المشاركة في جولات القتال بين منطقتي باب التبانة (ذات الأغلبية السنية) وجبل محسن (ذات الأغلبية العلوية) في طرابلس.
وقالت مصادر سياسية في المدينة يومها إن "اختفاء رفعت عيد" كان أحد البنود غير المُعلنة لتنفيذ الخطة الأمنية في مدينة طرابلس، والتي أوقف بموجبها عشرات المقاتلين وقادة المحاور من جبل محسن وباب التبانة الذين يخضعون لمحاكمات أمام القضاء العسكري حتى اليوم.
وكان مجلس الوزراء قد أحال جريمة تفجيري السلام والتقوى التي قتل فيها عشرات المُصلين بعد صلاة الجمعة إلى المجلس العدلي (أعلى هيئة قضائية في لبنان) باعتبارها "جريمة تُهدد السلم الأهلي".
اقرأ أيضاً: وفاة "المطران الأحمر" بلبنان غريغوار حداد:انحاز للفقراء فحاربته الكنيسة