لبنان: مؤتمر يكشف سبل تشخيص صعوبات التعلم عند الأطفال

10 أكتوبر 2018
البروفسور أوليفييه هودي يعرض تفاصيل اكتشافه(حسين بيضون)
+ الخط -
تحت عنوان "الدماغ  والتعلم في صلب الصعوبات عند الأطفال"، عقد المركز اللبناني للتعليم المختص كليس(CLES) مؤتمره الرابع في جامعة القديس يوسف في العاصمة اللبنانية بيروت، بمشاركة البروفسور أوليفييه هودي، أستاذ علم النفس في جامعة باريس ديكارت وجامعة باريس سوربون سيتي، الذي عرض اكتشافه في تشخيص صعوبات التعلم. 

في بداية المؤتمر قدمت كاي غارنر، المسؤولة عن برنامج الرقص مع "كليس"، عرضاً راقصاً أداه أطفال، بعضهم من ذوي الصعوبات التعليمية. وعلقت غارنر على العرض بالقول إن الرقص أحد الأساليب المستخدمة في تعليم الأطفال. وتحدثت عن المشروع ضمن أيام المدرسة، الذي نجحت "كليس" في إدخاله ضمن اليوم الدراسي. وأضافت: "نستخدم الرقص لتعليم الأطفال. تعلمت أن الطفل في آخر الغرفة، الذي يعاني صعوبات تعلمية هو من عليّ التواصل معه. فهؤلاء الأطفال لديهم النشاط، ويمكنهم التميز في الرقص. وحين يمتلكون هذه الخبرة المميزة أمام زملائهم ستتغير تصرفاتهم في الصف".

بعد الحديث عن أهمية الرقص في تحسين وضع الأطفال الذين يعانون صعوبات تعلمية، روت الممثلة السينمائية ناتالي باي تجربتها. وقالت باي: "عانيت في طفولتي من مشكلة عسر القراءة، وهي إعاقة علينا تخطيها. وبفعل هذه المشكلة كانت قراءتي محدودة. اتجهت نحو مدرسة تعلم الرقص، وعندما انتقلت إلى تعلم التمثيل بدأت أحب القراءة. فكنت عندما أقرأ المسرحية وأنفذها أشعر بالفرح. وبهذه الطريقة تخطيت 90 في المئة من مشكلتي. لذلك أتمنى إضافة صفوف المسرح لمساعدة الأطفال الذين يعانون صعوبات تعلمية".
الرقص يحرر الطفل من مشكلته في التعلم (حسين بيضون) 

أما الدكتور هودي فشارك الحاضرين نظريته بشأن تعزيز القدرات المعرفية. وعرض دراسته التجريبية حول وظائف الدماغ التي نقضت نظريات سابقة، مركزاً على اكتشافه الجديد، وشارحاً كيف استخدم تقنية RMI (الرنين المغناطيسي) لدراسة عمل الدماغ. وكشف أن الأدمغة تتشابه لكن رسوم أعصاب الدماغ تختلف كاختلاف ملامح الوجه.

ولفت إلى أن تشخيص قدرة التعلم يمكن معرفتها في شكل الدماغ لدى الولادة، وكذلك الصعوبات التعليمية يمكن كشفها في شكل الدماغ أيضاً. واستنتج أنه يمكن للأستاذ مساعدة تلميذه على تحسين استخدام دماغه من خلال تشخيص المشكلة وتحديدها في الدماغ ومن ثم الالتفاف عليها.
الرقص جزء من البرنامج الدراسي (حسين بيضون) 

وفي ختام المؤتمر دعا هودي الحضور إلى التسجيل في منصة "المدرسة اليوم" Lea.fr، التي أنشأها والتي تهدف إلى جمع البيانات "للتوصل إلى استنتاجات قد تكون رائعة" وفق تعبيره.

في حديث إلى "العربي الجديد"، أوضح هودي أنها المرة الأولى التي يزور فيها لبنان. وأضاف: "لا فكرة لدي عن وضع التعليم في لبنان، لكنني أعتقد أنه كما في كل الأمكنة يتم بطرق كلاسيكية. لذلك أطلقنا منصة "المدرسة اليوم" Lea.fr التي ستسمح للبنانيين بالتسجيل من أجل إجراء الأبحاث".

وأشار إلى أن "إطلاق المنصة يهدف إلى إجراء أبحاث تشاركية، إذ يجب العمل في شبكات يتفاعل الباحثون من خلالها، لافتاً إلى أن زيارته للبنان "تتضمن إجراء شراكة مع الجامعة اليسوعية، وسنطلق برامجاً تعليمياً في لبنان. وعلى البرامج التعليمية أن تتغير بما يتماشى مع الاكتشافات وتحديداً المتعلقة بالدماغ وعلم الأعصاب".
صعوبات التعلم تتابع في المدارس الرسمية في لبنان (حسين بيضون) 

وقالت رئيسة "كليس" كارمن شاهين دبانة لـ "العربي الجديد"، إن "خطوات المركز تسير دوماً بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، إذ تمكن بالتعاون مع الوزارة من فتح 104 غرف دعم دراسي في مدارس رسمية في مختلف المناطق اللبنانية لمساعدة التلاميذ الذين يعانون صعوبات تعلمية".

وأكدت شاهين أن المركز يعمل الآن على تحسين وضع هذه الغرف قبل افتتاح غرف جديدة، مضيفة: "في السابق سميت الأطفال الذين يعانون صعوبات تعلمية أطفال لبنان المنسيين، إذ لم يلقوا الاهتمام. لكن الوعي يزداد، ففي استطلاع أجريناه العام الماضي لم يعرف أحد من المستطلعين تحديد الفرق بين ذوي الصعوبات التعليمية وذوي الحاجات الخاصة. أما هذا العام فأجرينا الاستطلاع ذاته، وتمكن 30 في المئة من الأشخاص من تقديم إجابة صحيحة". وختمت شاهين حديثها بالتأكيد أن: "الصعوبات التعلمية لا يمكن أن تشكل عائقاً حال تم اكتشافها ومتابعتها مبكراً".
دلالات