أعصاب مشدودة وحماس ملتهب خلال التدريب الأسبوعي لفريق الناجين من الألغام لكرة القدم الذي شكله أعضاؤه عام 2003، كنوع من أنواع إعادة التأهيل، كل لاعب في الفريق في جسده إصابة من لغم أرضي أو قنبلة عنقودية ويساعدهم التدريب على تنشيط أجسامهم واكتساب قدر من التفاؤل.
لم يكن الأمر سهلاً في البداية خصوصاً مع نظرة المجتمع للمعوق وفق ما يقوله الدكتور، بشير عبد الخالق، مدرب الفريق، "عرف الناس الفريق من خلال المباريات التي يلعبونها، كما عرفوا أن الإعاقة يمكن أن تؤثر على فقدان جزء من الجسم، ولكن على المستوى الاجتماعي والنفسي، هم قادرون على أن يبرهنوا للجميع، أنهم قادرون على العطاء. وبالتالي يعيشون حياتهم بشكل طبيعي".
بعد الحرب الأهلية اللبنانية والحروب ضد إسرائيل، قتل كثير من اللبنانيين، وأصيب مئات بعاهات في حوادث انفجار ألغام وذخائر أخرى من مخلفات العمليات العسكرية.
وطئت قدم، محمد الحاج، لغماً أرضياً من بقايا الحروب، بينما كان في طريقه إلى عمله وبترت ساقه في الحادث. وأصبح الحاج لاعباً في فريق الناجين من الألغام ويعيش حياة طبيعية.
وقال الحاج لـ"رويترز": مجرد الإصابة ليس أمراً هيناً. وعندها أمامك حل من اثنين. إما أن تتقوقع في زاوية أو أن تستمر. كنت في كل ليلة أعيش حالة يأس رهيبة. جلست بيني وبين نفسي وأقنعت نفسي أنني أعيش واقعاً جديداً، وقررت أن أتخطاه وفعلاً عشت بنفسية جديدة.
لاعب آخر في الفريق كان جندياً في الجيش اللبناني، وفقد ساقه في انفجار لغم، يقول اللاعب واسمه نزيه صعب: أردت اللجوء الى شيء يخرجني من حالة الاكتئاب. وشجعني الشباب على النزول إلى الملعب. تألمت قليلاً في البداية، لكني بعدها اعتدت الحال وأصبحت من أفضل اللاعبين، واقتنعت لاحقاً، أن الإنسان إذا بترت يده لا يجب أن يفقد الأمل.
وتنفذ الأمم المتحدة والجيش اللبناني ومنظمات محلية عمليات إزالة الألغام الأرضية، والذخائر التي لم تنفجر في مختلف أنحاء البلاد، وأزيل نحو 122 ألف قنبلة عنقودية من بين ما يقدر بنحو مليون قذيفة إسرائيلية من هذا النوع، معظمها أمريكي الصنع من أنحاء جنوب لبنان في العام التالي للحرب بين إسرائيل وجماعة حزب الله التي دارت رحاها سنة 2006.