لبنان: حزب الله يسقط الجلسة الـ35 لانتخاب الرئيس

07 فبراير 2016
لن يُنتخب الرئيس اللبناني غداً (حسين بيضون)
+ الخط -
حسم حزب الله موضوع مشاركته في الجلسة البرلمانية لانتخاب رئيس للجمهورية، سلباً. كتلة الوفاء للمقاومة، أي الكتلة النيابية للحزب، لن تشارك في الجلسة الـ35 لانتخاب الرئيس، غداً الاثنين، وستستمرّ إذاً في تعطيل هذا الاستحقاق والإبقاء على الشغور الرئاسي المستمرّ أيضاً منذ مايو/أيار 2014.

جاء هذا الموقف السلبي على لسان المستشار السياسي للأمين العام في الحزب، حسين خليل، ومن الرابية مقرّ إقامة حليف الحزب، رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون. ويحمل هذا الموقف في الشكل، تأكيداً على أنّ تكتل عون لن يحضر الجلسة أيضاً، وهو ماضٍ بدوره في الموقف التعطيلي نفسه.

ببساطة ووضوح، أعلن حسين خليل أنّ "كتلة الوفاء للمقاومة لن تشارك في جلسة انتخاب الرئيس"، مشيراً إلى أنّ "خصومه لن يستطيعون ضعضعة فريقنا السياسي، بل أصبح لدى هؤلاء الخصوم تسليم بأن يكون الرئيس من فريق 8 آذار".

لم تغيّر إذاً أجواء التفاهمات والطروحات الرئاسية موقف تحالف حزب الله وعون من الانتخابات الرئاسية. لم ير الطرفان إيجابية في مبادرة خصمهما زعيم تيار المستقبل، الرئيس سعد الحريري، بترشيح حليفهما زعيم تيار المردة، النائب سليمان فرنجية، للرئاسة. كما أنّ الأرقام النيابية والأصوات الانتخابية لم تعدّل الكثير في المعادلة، فلم يأت التفاهم الذي تم بين عون وخصمه الأول، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ليغيّر الموقف ومقاطعة الجلسات الانتخابية.

ولا يجد المعنيون في الشأن الرئاسي سوى تفسيرين لموقف حزب الله المعطّل: لا مصلحة للحزب في ملء الشغور اليوم نظراً لمجريات الصراعات الإقليمية وتحديداً سورية. أو أنّ الحزب لا يرى سوى حليفه الأول، عون، رئيساً للجمهورية ولا تنازل عن هذا الهدف. مع العلم أنّ الخيار الواقعي الثاني المطروح، أي اسم حليفه النائب فرنجية، يخدم الحزب أيضاً ويعني انتصار هذا الفريق بشكل حاسم في الانتخابات الرئاسية نظراً للتحالف السياسي والشخصي الوثيق بين فرنجية والرئيس السوري بشار الأسد. كما سبق للأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أنّ وصف فرنجية خلال إطلالته الإعلامية الأخيرة بـ"حليفي ونور عيني". مع العلم أنه وفق الخريطة السياسية والانتخابية الحالية، في حال تأمن نصاب الجلسة، من المفترض أن ينال فرنجية أكثر من 70 صوتاً، مقابل 47 صوتاً لعون.

اقرأ أيضاً عون ـ حزب الله: عشرة أعوام على الشراكة والتعطيل

على الضفة الأخرى، يؤكد عضو كتلة المستقبل، النائب عمار حوري، لـ"العربي الجديد" على أن "التفاهمات والمبادرات الرئاسية لن تغيّر شيئاً في الجلسات الانتخابية وسيبقى التعطيل سيّد الموقف". يشير حوري إلى أنّ "الجلسة الانتخابية المقبلة ستكون كما سابقاتها الـ34 من دون نصاب"، مشدداً على أنّ "الكتل التي كانت تحضر إلى البرلمان مستمرة في مشاركتها في الجلسة". أي أنّ نواب فريق 14 آذار سينزلون إلى البرلمان، الاثنين، ومعهم نواب كتلة التنمية والتحرير (برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري) وكتلة اللقاء الديمقراطي (برئاسة النائب وليد جنبلاط)، لكن من دون أن يتمكّن هذا العدد من النواب من تأمين النصاب القانوني. كما أكد عضو كتلة الكتائب، النائب إيلي ماروني، بعد لقائه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع: "أننا والقوات سنشارك في الجلسة".

ولعلّ أبرز المواقف السياسية المعبّرة عن هذا الواقع، جاءت في تغريدة كتبها النائب وليد جنبلاط في حسابه على موقع "تويتر"، فحمّل صورة له ولزوجته مع حقيبة سفر وكتب معها: "بعيداً عن الانتخابات الوهمية ومتاهة السياسات في الشرق".

لكن تبقى عالقاة مشاركة كتلة تيار المردة، التي يترأسها النائب فرنجية، في الجلسة المقرّرة الاثنين. فبينما لا يزال فرنجية يؤكد انتماءه لفريق 8 آذار ويشدد على حرصه على العلاقة مع حزب الله وباقي مكوّنات هذا الفريق، أكدت مصادر نيابية لـ"العربي الجديد"، أنّ "فرنجية مطالب بخطوات فعلية تكرّس التفاهم الذي تمّ بينه وبين الرئيس الحريري لترشيحه للرئاسة". وفي حال قرّر فرنجية المشاركة في الجلسة الانتخابية، سيكون قد انضمّ إلى الفريق الوسطي في 8 آذار، أي الرئيس بري، وأبعد المسافة مع حزب الله وغيره من المكوّنات الأخرى وأبرزها عون.

اقرأ أيضاً الشغور الرئاسي اللبناني: خريف الكنيسة المارونية

المساهمون