لبنان... تحوّلات "المستقبل"

11 مايو 2016
هزم "المستقبل" بصعوبة لائحة الناشطين المدنيين (حسين بيضون)
+ الخط -
احتفل تيار المستقبل بطريقة هيستيرية بفوزه في انتخابات بلدية بيروت، على الرغم من أنه خاض الاستحقاق متحالفاً مع كل قوى السلطة السياسية، الحليفة والخصمة، في مواجهة حملة "بيروت مدينتي" التي نشطت قبل أشهر من موعد الانتخابات وهدّدت بشكل جدّي بخرق اللوائح وتحقيق فوز فعلي. كما كادت تكلفة المفرقعات التي أطلقها المستقبليون في سماء بيروت على ليلتين متتاليتين أن تساوي الموازنة التي رصدتها "بيروت مدينتي" لخوض كل المعركة الانتخابية.

الفوز في الانتخابات البلدية، دفع زعيم المستقبل سعد الحريري، إلى استقبال أنصار من التيار للاحتفال أيضاً، ثم عاد وأطلّ بعد ساعات لشكر أهالي بيروت وبدء تبرير النتائج الهزيلة التي حقّقتها لائحته، فلام حلفاءه القديمين في 14 آذار، والجدد في 8 آذار، واتّهمهم بالتخاذل وعدم التصويت لتحالفهم ودعم اللائحة المدنية فجاءت الأرقام متقاربة. ربما لم يهمس أحد في أذن الحريري بأنّ فكرة هذا التحالف بالأساس كانت سقوطاً سياسياً، ثم عاد وسقط انتخابياً أيضاً.

قبل عقد من الزمن، واجه "المستقبل" وحلفاؤه النظام السوري، وتمكّنوا نتيجة عوامل عدة، من كفّ سطوته عن لبنان وطرد جيشه إلى داخل الحدود السورية. وبعد ذلك، واجه "المستقبل" أيضاً حزب الله سياسياً وانتصر عليه انتخابياً، ثم فضح الجبروت الأمني للحزب الذي يمكّنه من التحكّم باللبنانيين بواسطة سلاحه ومليشياته. أما اليوم فبات "المستقبل" يواجه مجموعة من الناشطين المدنيين والأفراد السياسيين، يهزمهم بكثير من الصعوبة ويحتفل بالإنجاز الذي حقّقه.

لم يكتشف الحريري وجيش المستشارين المحيطين به أنّ ثمة مراجعة يجب أنّ تتمّ لكل الأداء السياسي وللتحالفات والأهداف والمقاربات السياسية، لأنه في حال استمرار الأمور على حالها، قد يضطرّ الحريري ومن تبقى معه من جمهور المستقبل إلى الاحتفال بشكل هيستيري أيضاً بانتخابات روابط عائلية أو حتى لجان أحياء في العاصمة، بعد أن كان يقارع إيران وسورية وحزب الله.
المساهمون