لبنان: تحديد موعد انعقاد المؤتمر العام الثالث لـ"تيار المستقبل"

08 يوليو 2020
الحريري: لا أسعى للعودة إلى رئاسة الحكومة (العربي الجديد)
+ الخط -

أعلن المكتب السياسي لـ"تيار المستقبل"، في بيان اليوم الأربعاء، أنّ رئيس التيار سعد الحريري قرّر بناءً على تفويض من المكتب السياسي تحديد يوم السبت الموافق 25 يوليو/ تموز الجاري موعداً لانعقاد المؤتمر العام الثالث في العاصمة بيروت.

ويُعقد المؤتمر العام لـ"تيار المستقبل" مرّة كل أربع سنواتٍ بهدف تجديد الهيكلية التنظيمية لمواكبة المرحلة الجديدة على الساحة السياسية والتطوّرات العامة محلياً، خصوصاً تلك التي رافقت انتفاضة 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، بالإضافة إلى إعادة إنتاج السلطة داخل الحزب.

ولفت منسق الإعلام في "تيار المستقبل" عبد السلام موسى لـ"العربي الجديد" في وقتٍ سابقٍ إلى أنّ المؤتمر العام الثالث للتيار "سيكون مختلفاً عن المؤتمرات السابقة، وسيراعي في هيكليته التنظيمية الجديدة معالجة كل الثغرات السابقة، والحؤول دون أي تضارب للصلاحيات بين هيئاته وتشكيلاته، بالاستفادة من التجارب السابقة".

وأشار إلى أن "تيار المستقبل ذاهبٌ هذه المرة إلى التعيينات لا الانتخابات كما حصل في المؤتمر الذي عقد عام 2016، وذلك بهدف تعيين الشخص المناسب في المكان المناسب، سواء على صعيد الكفاءة أو الخبرة والقدرة على التواصل مع الناس، وأن يكون مسؤولاً معهم ولهم، ولا سيما أن تجربة الانتخابات كانت لها إيجابيات وسلبيات، أبرزها ما أفرزته من نتائج لم تكن على قدر التطلعات في الشأن القيادي".

ويأتي إعلان موعد المؤتمر العام بالتزامن مع النشاط السياسي اللافت الذي يقوم به رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري على مستوى الجولات واللقاءات التي طرحت علامات استفهام كثيرة حول التمهيد لعودته إلى رئاسة الحكومة في إطار تسوية يجرى الإعداد لها.

يأتي إعلان موعد المؤتمر العام بالتزامن مع النشاط السياسي اللافت الذي يقوم به الحريري

 

يأتي ذلك خصوصاً وسط حركة السفراء العرب والأجانب على الساحة المحلية، وتحديداً تلك التي يقودها السفير السعودي لدى لبنان وليد بخاري، مستفيداً من غطاء المعارضة التي دخل صفها بوجه حكومة الرئيس حسان دياب، ولا سيما منها "حزب القوات اللبنانية" برئاسة سمير جعجع و"الحزب التقدمي الاشتراكي" الذي يرأسه وليد جنبلاط، إلى جانب علاقته الجيدة مع رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية.

ولا يزال الحريري ينفي مسألة تحضير عودته، معبّراً في أكثر من مناسبةٍ عن عدم رغبته في تولّي رئاسة الحكومة إلّا في حال القبول ببعض الشروط التي يضعها وأبرزها ألا تكون الحكومة ممثلة بوزراء محسوبين على "حزب الله" وألا يكون رئيس "التيار الوطني الحر" النائب وصهر رئيس الجمهورية جبران باسيل وزيراً فيها.

وقال الحريري، في كلمة إلى الصحافيين بعد لقاء عقده اليوم الأربعاء مع مطران بيروت للروم الأرثوذكس إلياس عودة في مقرّ المطرانية، في معرض ردّه على سؤال حول "ما إذا سيراه اللبنانيون في السراي الحكومي قريباً"، "في السراي لا".

 

 

وبشأن تكوين جبهة معارضة مع جنبلاط وجعجع للمواجهة في ظلّ أن لكل منهم رؤيته المنفردة، رد الحريري، "كل واحد منّا يعارض الحكومة بالطريقة التي يراها مناسبة، ولكن هذا لا يعني أن ليس هناك من تواصل بيننا، فأنا ووليد بك على تواصل وتنسيق دائمين".

وأشار إلى أن اتصالاً حصل مع رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع. ولدى سؤاله إذا ما كان سيزور معراب (مقرّ القوات) أجاب رئيس "تيار المستقبل"، "ستروني في بيت الوسط". (مقرّ الحريري).

ولفت الحريري إلى أن لبنان "يرزح اليوم تحت وطأة أزمة كبيرة جداً على مختلف الأصعدة اجتماعياً واقتصادياً، وللأسف بدل أن تتقلّص الهوة نراها تتعمّق أكثر مع هذه الحكومة، خصوصاً في ما يتعلّق بالوضع الاقتصادي".

وأضاف، "أنا لا أسعى للعودة إلى رئاسة الحكومة ولا إلى غيرها، وما أقوله إن أي رئيس حكومة في سدّة المسؤولية يجب أن تتوفر فيه الإمكانات المطلوبة واللازمة للعمل، منها وجود خبراء فعليين لإدارة شؤون وزاراتهم وليس فقط تكنوقراط، ويكون هؤلاء على دراية تامة بماهية الإصلاح الحقيقي لا الاكتفاء بالحديث عن الإصلاحات ثم القيام بـ"الإصلاح على كيفهم". وبالتالي يقول الحريري إن "الإصلاح يجب أن يتم وفق أسسٍ علمية وتبعاً لتجارب عالمية يمكن الاستناد إليها فنحن لا نخترع البارود أو نكتشف الغاز".

وذكّر الحريري أن الحكومة الأخيرة التي ترأسها (قبل استقالته منها في 29 أكتوبر/ تشرين الأول 2019 بضغط من الشارع اللبناني المنتفض) اتخذت 21 قراراً في مجال الإصلاحات ولو تم تنفيذها لكانت الأمور بدأت تتحسّن في لبنان.