وقال وزير الداخلية، نهاد المشنوق، إن "كل اللبنانيين يعتذرون من زياد عيتاني"، وإن "البراءةُ ليست كافية"، و"الفخرُ به وبوطنيته هو الحقيقةُ الثابتة والوحيدة".
كما انتقد المشنوق من وصفهم بـ"الحاقدين والأغبياء والطائفيين الذين لم يجدوا غير هذا الهدف الشريف، البيروتي الأصيل، العروبي الذي لم يتخلّ عن عروبته وبيروتيته يوماً واحداً"، وذلك في إشارة على ما يبدو إلى المُقدّم في قوى الأمن الداخلي سوزان الحاج، التي كانت ترأس مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية قبل أن تُعزل من موقعها بسبب إعجابها بتغريدة مسيئة للممكلة العربية السعودية.
من جهته، أكد مُوكّل زياد، المحامي رامي عيتاني، لـ"العربي الجديد"، أن الموقوف سيُطلق سراحه قريبا جداً بعد أن ثبتت برائته، وأن "أي ساعة إضافية يقضيها في السجن الآن تنتهك المزيد من حقوقه".
وأوضح، أيضاً، أن "خطوات قانونية وقضائية ستُتخذ لحماية سُمعة عيتاني، ومنع تكرار ما حدث مع أي شخصية عامة أو اعتبارية في لبنان".
وقد أوقفت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي المُقدّم الحاج مساء اليوم، بسبب الاشتباه بكونها لفّقت ملف العمالة لعيتاني لأسباب كيدية.
وكانت المديرية العامة لأمن الدولة في لبنان قد أعلنت، نهاية العام الماضي، إيقاف "اللبناني المدعو زياد أحمد عيتاني، وهو ممثل ومخرج وكاتب مسرحي، من مواليد بيروت عام 1975، بجرم التخابر والتواصل والتعامل مع العدو الإسرائيلي".
وأضاف البيان، الذي نقلته الوكالة الوطنية للأنباء: "قامت وحدة متخصصة من أمن الدولة، بعد الرصد والمتابعة والاستقصاءات على مدار شهور داخل الأراضي اللبنانية وخارجها، وبتوجيهات وأوامر مباشرة من المدير العام، اللواء طوني صليبا، بتثبيت الجرم فعلياً على المشتبه به زياد عيتاني".
وتابع: "في التحقيق معه، وبمواجهته بالأدلة والبراهين، اعترف بما نسب إليه، وأقرّ بالمهام التي كلف بتنفيذها في لبنان". وقال البيان إن بين هذه المهام "رصد مجموعة من الشخصيات السياسية رفيعة المستوى، وتوطيد العلاقات مع معاونيهم المقربين، بغية الاستحصال منهم على أكبر كم من التفاصيل المتعلقة بحياتهم ووظائفهم والتركيز على تحركاتهم"، بالإضافة إلى "تزويدهم بمعلومات موسعة عن شخصيتين سياسيتين بارزتين، سيتم الكشف عن هويتهما في بياناتنا اللاحقة، والعمل على تأسيس نواة لبنانية تمهّد لتمرير مبدأ التطبيع مع إسرائيل، والترويج للفكر الصهيوني بين المثقفين".
وتضمّنت المهام، بحسب البيان أيضاً، "تزويدهم (الجهات الإسرائيلية) بتقارير حول ردود أفعال الشارع اللبناني بجميع أطيافه، بعد التطورات السياسية التي طرأت خلال الأسبوعين الفائتين على الساحة اللبنانية".
واختتم البيان بالقول إن القضاء المختص يتابع القضية، وأنه "سوف يتم الكشف للرأي العام اللبناني عن مزيد من التفاصيل في حينه".
وشكّل الخبر صدمة في المجتمع اللبناني بسبب شعبية عيتاني، الذي قدّم عدداً من المسرحيات الناجحة خلال الأعوام القليلة الماضية، وتناولت بشكل خاص تركيبة المجتمع البيروتي، في إطار فكاهي.
وتمت في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني إحالة عيتاني إلى القضاء، قبل أن تُظهر التحقيقات والاستجوبات أنه بريء من كُل ما نُسب إليه من اتهامات.