يسعى مستشفى بيروت الحكومي إلى دحض مخاوف اللبنانيين بل انعدام ثقتهم به، لمواجهة فيروس كورونا خصوصاً، من خلال التأكيد على جهوزيته
التراجع الكبير الذي شهدَه مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت خلال السنوات الماضية، إلى درجة عجزه عن تأمين أبسط الخدمات للمرضى، جعل اللبنانيين يفقدون الثقة به وبخدماته الصحية. فكيف إذاً بقدرته على التعامل مع فيروس كورونا الجديد؟ لكن خلال أقلّ من 72 ساعة، وفور استقباله أول حالة اشتُبِهَ بإصابتها بفيروس كورونا الجديد يوم 20 فبراير/ شباط الماضي، شهد المستشفى عملاً مكثفاً، وتمكّن الفريق الطبي والتقني من تجهيز أربعة أجنحة مخصّصة لاستقبال المرضى.
يقول رئيس دائرة الهندسة والصيانة، جهاد شحيمي، لـ "العربي الجديد" إن كلّ جناح يتضمن 18 غرفة تستوعب نحو مائة سرير، إضافة إلى 8 غرف للعناية الفائقة، في وقت يستوعب قسم العزل النهائي والكلي أربعة مرضى، والأقسام كلها مجهزة طبياً، فنياً، وهندسياً. ويلفت إلى أن قسم الطوارئ الجديد هو بمثابة مستشفى مصغّر جرى تأهيله بهبةٍ من اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي ومؤسسة "أفينا"، وجهّز خلال 24 ساعة فقط لاستيعاب عدد من المرضى.
ويتابع: "شكلت 14 فريقاً لمتابعة الأمور الهندسية والمدنية، والعمل على تأمين إمدادات الكهرباء والاتصالات، وتمكنا من عزل المستشفى عن الجناح الخاص في عملية شملت المصاعد والممرات وغرف الطوابق حرصاً على عدم انتشار العدوى. كما أجريت كافة تمديدات الهواتف والإنترنت، ووضعنا نحو 80 تلفازاً في الغرف". ويؤكد تجهيز غرف طوارئ إضافية.
يتابع: "في دائرة الصيانة، لا متطوعين لدينا على عكس القسم الطبي، ويعمل 45 شخصاً في أقسام الهندسة الكهربائية والاتصالات وغيرها، والدوام يختلف بحسب المناوبين. لكن من الطبيعي أننا نعمل ساعات إضافية طيلة هذه المرحلة ونبقي هواتفنا مفتوحة 24 ساعة".
من جهتها، توضح رئيسة مصلحة التمريض في المستشفى، وحيدة غلاييني، لـ "العربي الجديد"، أنه جرى استحداث غرفة عمليات وأخرى لغسيل الكلى ومختبر في المستشفى المصغر مع قسم خاص للأطفال. وتلفت إلى أنّ "الإجراءات تشمل العاملين في جناح كورونا، سواء لناحية طريقة ارتداء الملابس الواقية والتنسيق مع مختلف الأقسام ومن ضمنها التنظيفات، وكيفية التعامل مع النفايات الطبية الخاصة بمرضى الفيروس". كما تتحدث عن تعقيم سيارة الإسعاف عند نقلها أي مريض، موضحة أن هناك ممرضاً يجلس عند مدخل المستشفى الرئيسي بهدف تمييز الزوار عن المرضى وتوجيههم إلى القسم الصحيح.
اقــرأ أيضاً
ويعاني مستشفى رفيق الحريري الجامعي نقصاً في القدرات البشرية والكوادر الطبية والمداخيل، خصوصاً أنّ المستشفى فقد النسبة الكبرى من مدخوله منذ أن استقبل أول حالة إصابة كورونا، ما يحتم حصوله على دعم مادي من جهات محلية ودولية والهيئات المعنية، في ظل الاتجاه إلى رفع حالة التأهب والجهوزية مع ارتفاع عدد المرضى والمصابين واستباقاً لهكذا احتمالات.
النقص الذي يعاني منه المستشفى لناحية القدرات البشرية، عوّضه بنسبةٍ معينةٍ طلاب الجامعات ولاسيما الجامعة اللبنانية - كلية الطب، الذين يداومون يومياً وعلى فتراتٍ ومناوبات من أجل مساعدة الطاقم الطبي من جهة واكتساب خبرة من جهة أخرى.
تقول الطالبة أماني الخطيب لـ "العربي الجديد" إن "التجربة جديدة وفريدة من نوعها، على الرغم من المخاوف الطبيعية الموجودة والخشية من انتقال العدوى، ما يدفعنا إلى الالتزام بكافة التدابير لضمان سلامتنا وصحة الآخرين. لكن رسالة مهنتنا الأساسية تتمثل في العمل الإنساني اللامحدود"، معربة عن سعادتها للصورة التي أعطاها طلاب اللبنانية عن جامعتهم. وتلفت الى أنّ هناك نحو 14 طبيباً متطوعاً و15 طالباً يعملون بالمناوبة ليلاً ونهاراً في المستشفى في ظلّ إجراءات وقائية مشددة.
وعلى الرغم من جهود الموظّفين والعاملين في القطاع الصحي، ما زالت حقوقهم المادية مهدورة، ما دفع عدداً من العاملين من مستخدمين ومتعاقدين وأجراء إلى تنفيذ وقفة احتجاجية أخيراً أمام حرم المستشفى قبل أن يتوجهوا إلى مبنى وزارة الصحة، حيث التقوا وفد منظمة الصحة العالمية.
ويستأنف مستشفى رفيق الحريري الجامعي العمل في عددٍ من الأقسام منها الطوارئ، إضافة إلى إجراء عمليات القلب بهدف مساعدة المرضى غير القادرين على تحمل الأعباء والتكاليف المادية. وأعلن عن تلقيه مساهمة مالية بقيمة 750 مليون ليرة لبنانية من بلدية بيروت.
في هذا السياق، تؤكد ممثلة منظمة الصحة العالمية، إيمان شنقيطي، لـ "العربي الجديد"، أن "تحرك السلطات اللبنانية كان سريعاً لمواكبة الموضوع وكشف الحالات لإجراء الفحوصات اللازمة". وتشير إلى أن وزارة الصحة، وبالتعاون مع الحكومة، تقوم بكل التدابير والإجراءات المطلوبة على المعابر الحدودية لفحص الحالات وإرسال المشتبه بهم إلى المستشفى.
اقــرأ أيضاً
بدورها، تتحدث ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، يوكي موكيو، لـ "العربي الجديد"، عن أهمية نشر المعلومات الصحيحة واتباع مصادر موثوقة عند قراءة الاخبار لأن تلك الكاذبة من شأنها أن تخلق حالة هلع عند الناس والأطفال ايضاً. والمنظمة تتعاون مع السلطات اللبنانية بكل ما يلزم من اجل الوقاية من الفيروس ونشر رسائل التوعية.
كما يؤكد المدير العام لوزارة الصحة العامة وليد عمار، لـ"العربي الجديد"، أن السبب الذي يجعل لبنان في مرحلة الاحتواء "يعود إلى كون الحالات المصابة مستوردة والعدوى لا تزال محصورة، وبالتالي ليس هناك انتشار محلي في لبنان".
يقول رئيس دائرة الهندسة والصيانة، جهاد شحيمي، لـ "العربي الجديد" إن كلّ جناح يتضمن 18 غرفة تستوعب نحو مائة سرير، إضافة إلى 8 غرف للعناية الفائقة، في وقت يستوعب قسم العزل النهائي والكلي أربعة مرضى، والأقسام كلها مجهزة طبياً، فنياً، وهندسياً. ويلفت إلى أن قسم الطوارئ الجديد هو بمثابة مستشفى مصغّر جرى تأهيله بهبةٍ من اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي ومؤسسة "أفينا"، وجهّز خلال 24 ساعة فقط لاستيعاب عدد من المرضى.
ويتابع: "شكلت 14 فريقاً لمتابعة الأمور الهندسية والمدنية، والعمل على تأمين إمدادات الكهرباء والاتصالات، وتمكنا من عزل المستشفى عن الجناح الخاص في عملية شملت المصاعد والممرات وغرف الطوابق حرصاً على عدم انتشار العدوى. كما أجريت كافة تمديدات الهواتف والإنترنت، ووضعنا نحو 80 تلفازاً في الغرف". ويؤكد تجهيز غرف طوارئ إضافية.
يتابع: "في دائرة الصيانة، لا متطوعين لدينا على عكس القسم الطبي، ويعمل 45 شخصاً في أقسام الهندسة الكهربائية والاتصالات وغيرها، والدوام يختلف بحسب المناوبين. لكن من الطبيعي أننا نعمل ساعات إضافية طيلة هذه المرحلة ونبقي هواتفنا مفتوحة 24 ساعة".
من جهتها، توضح رئيسة مصلحة التمريض في المستشفى، وحيدة غلاييني، لـ "العربي الجديد"، أنه جرى استحداث غرفة عمليات وأخرى لغسيل الكلى ومختبر في المستشفى المصغر مع قسم خاص للأطفال. وتلفت إلى أنّ "الإجراءات تشمل العاملين في جناح كورونا، سواء لناحية طريقة ارتداء الملابس الواقية والتنسيق مع مختلف الأقسام ومن ضمنها التنظيفات، وكيفية التعامل مع النفايات الطبية الخاصة بمرضى الفيروس". كما تتحدث عن تعقيم سيارة الإسعاف عند نقلها أي مريض، موضحة أن هناك ممرضاً يجلس عند مدخل المستشفى الرئيسي بهدف تمييز الزوار عن المرضى وتوجيههم إلى القسم الصحيح.
ويعاني مستشفى رفيق الحريري الجامعي نقصاً في القدرات البشرية والكوادر الطبية والمداخيل، خصوصاً أنّ المستشفى فقد النسبة الكبرى من مدخوله منذ أن استقبل أول حالة إصابة كورونا، ما يحتم حصوله على دعم مادي من جهات محلية ودولية والهيئات المعنية، في ظل الاتجاه إلى رفع حالة التأهب والجهوزية مع ارتفاع عدد المرضى والمصابين واستباقاً لهكذا احتمالات.
النقص الذي يعاني منه المستشفى لناحية القدرات البشرية، عوّضه بنسبةٍ معينةٍ طلاب الجامعات ولاسيما الجامعة اللبنانية - كلية الطب، الذين يداومون يومياً وعلى فتراتٍ ومناوبات من أجل مساعدة الطاقم الطبي من جهة واكتساب خبرة من جهة أخرى.
تقول الطالبة أماني الخطيب لـ "العربي الجديد" إن "التجربة جديدة وفريدة من نوعها، على الرغم من المخاوف الطبيعية الموجودة والخشية من انتقال العدوى، ما يدفعنا إلى الالتزام بكافة التدابير لضمان سلامتنا وصحة الآخرين. لكن رسالة مهنتنا الأساسية تتمثل في العمل الإنساني اللامحدود"، معربة عن سعادتها للصورة التي أعطاها طلاب اللبنانية عن جامعتهم. وتلفت الى أنّ هناك نحو 14 طبيباً متطوعاً و15 طالباً يعملون بالمناوبة ليلاً ونهاراً في المستشفى في ظلّ إجراءات وقائية مشددة.
وعلى الرغم من جهود الموظّفين والعاملين في القطاع الصحي، ما زالت حقوقهم المادية مهدورة، ما دفع عدداً من العاملين من مستخدمين ومتعاقدين وأجراء إلى تنفيذ وقفة احتجاجية أخيراً أمام حرم المستشفى قبل أن يتوجهوا إلى مبنى وزارة الصحة، حيث التقوا وفد منظمة الصحة العالمية.
ويستأنف مستشفى رفيق الحريري الجامعي العمل في عددٍ من الأقسام منها الطوارئ، إضافة إلى إجراء عمليات القلب بهدف مساعدة المرضى غير القادرين على تحمل الأعباء والتكاليف المادية. وأعلن عن تلقيه مساهمة مالية بقيمة 750 مليون ليرة لبنانية من بلدية بيروت.
في هذا السياق، تؤكد ممثلة منظمة الصحة العالمية، إيمان شنقيطي، لـ "العربي الجديد"، أن "تحرك السلطات اللبنانية كان سريعاً لمواكبة الموضوع وكشف الحالات لإجراء الفحوصات اللازمة". وتشير إلى أن وزارة الصحة، وبالتعاون مع الحكومة، تقوم بكل التدابير والإجراءات المطلوبة على المعابر الحدودية لفحص الحالات وإرسال المشتبه بهم إلى المستشفى.
بدورها، تتحدث ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، يوكي موكيو، لـ "العربي الجديد"، عن أهمية نشر المعلومات الصحيحة واتباع مصادر موثوقة عند قراءة الاخبار لأن تلك الكاذبة من شأنها أن تخلق حالة هلع عند الناس والأطفال ايضاً. والمنظمة تتعاون مع السلطات اللبنانية بكل ما يلزم من اجل الوقاية من الفيروس ونشر رسائل التوعية.
كما يؤكد المدير العام لوزارة الصحة العامة وليد عمار، لـ"العربي الجديد"، أن السبب الذي يجعل لبنان في مرحلة الاحتواء "يعود إلى كون الحالات المصابة مستوردة والعدوى لا تزال محصورة، وبالتالي ليس هناك انتشار محلي في لبنان".