18 أكتوبر 2024
لبنان.. الاستحقاق الحكومي والعقوبات الأميركية
تسلم المجلس النيابي المنتخب في لبنان مهامه. أولى الخطوات التي جرت وفق الأصول الدستورية انتخاب رئيس جديد للمجلس، الأمر الذي كان محسوماً للرئيس نبيه برّي. ومعلوم أن الثنائية الشيعية (حزب الله وحركة أمل) حصدت في الإنتخابات أخيرا كل المقاعد النيابية المخصّصة للطائفة الشيعية (27 مقعداً).
الاستحقاق الأهم، بعد إنجاز هيكلية المجلس النيابي، هو الاستحقاق الحكومي. والدستور اللبناني ينصّ على قيام رئيس الجمهورية باستشارات نيابية مُلزِمة لتسمية شخصية مسلمة سنّية لتشكيل الحكومة. والأجواء التي ترافق هذا الاستحقاق تتجه نحو تسمية الرئيس الحالي للحكومة، سعد الحريري، لتشكيل الحكومة الجديدة، ويبدو أن معظم الكتل النياية تسير في هذا الإتجاه، إما من خلال تسميته، أو السكوت عن ذلك، إلا أن المسألة الأكثر أهمية وتعقيداً هي تشكيل الحكومة. وهناك عدّة تحدّيات تواجه الرئيس المكلّف، أيّاً كان هذا المكلّف، عند تشكيل الحكومة.
التحدّي الأول والعادي، وهو داخلي، يتعلق بمطالب الكتل النيابية والقوى السياسية بحصتها من كعكة الحكومة، وهو تحدٍّ ليس سهلاً، لكنه لا يشكّل عقبة كأداء أمام تشكيل الحكومة، وقد أثبتت التجربة سابقاً أن مثل ذلك يؤخّر تشكيل الحكومة، ولكنه لا يمنعها.
الاستحقاق الأهم، بعد إنجاز هيكلية المجلس النيابي، هو الاستحقاق الحكومي. والدستور اللبناني ينصّ على قيام رئيس الجمهورية باستشارات نيابية مُلزِمة لتسمية شخصية مسلمة سنّية لتشكيل الحكومة. والأجواء التي ترافق هذا الاستحقاق تتجه نحو تسمية الرئيس الحالي للحكومة، سعد الحريري، لتشكيل الحكومة الجديدة، ويبدو أن معظم الكتل النياية تسير في هذا الإتجاه، إما من خلال تسميته، أو السكوت عن ذلك، إلا أن المسألة الأكثر أهمية وتعقيداً هي تشكيل الحكومة. وهناك عدّة تحدّيات تواجه الرئيس المكلّف، أيّاً كان هذا المكلّف، عند تشكيل الحكومة.
التحدّي الأول والعادي، وهو داخلي، يتعلق بمطالب الكتل النيابية والقوى السياسية بحصتها من كعكة الحكومة، وهو تحدٍّ ليس سهلاً، لكنه لا يشكّل عقبة كأداء أمام تشكيل الحكومة، وقد أثبتت التجربة سابقاً أن مثل ذلك يؤخّر تشكيل الحكومة، ولكنه لا يمنعها.
التحدّي الأبرز والأخطر هو في العقوبات الأميركية من ناحية، وتصنيف دول خليجية حزب الله على قوائم "الإرهاب" عندها من ناحية ثانية. ومعروفٌ أن حزب الله حصل في الانتخابات أخيرا على كتلة نيابية وازنة (13 نائباً)، فضلاً عن أنه يُعتبر مع حلفائه الذين دعمهم الفائز الأكبر في الانتخابات، بحيث إنه بات يملك معهم "الثلث المعطِّل" في المجلس النيابي. وقد كان الحزب ممثلاً في الحكومة المنتهية ولايتها بوزيرين، وهو يطالب بأن يتمثّل في الحكومة الجديدة بثلاثة وزراء، إذا كانت الحكومة من ثلاثين وزيراً، كما يطالب بوزارة "سيادية". وهنا التحدّي الحقيقي والأكبر والأخطر أمام أي رئيس مكلّف، إذ ستشكل العقوبات الأميركية من ناحية، والقرارات الخليجية من ناحية ثانية، ضغطاً كبيراً عليه لمنع وجود حزب الله في حكومته، من ضمن محاولات حصار الحزب، فيما الحزب سيجهد، من ناحيته، لضمان حضوره في الحكومة، وبفعالية هذه المرّة، حتى يضمن شرعيته من ناحية، وحتى يبقى ممسكاً بتلابيب القرار اللبناني من ناحية أخرى، خصوصا في ظل الضغوط التي تستهدفه، وتستهدف إيران في المنطقة في المرحلة المقبلة. وهنا يبرز السؤال: هل تخرج الأمور عن السيطرة في لبنان؟
الواضح حتى الآن أن الأميركيين والأوروبيين والخليجيين يريدون الضغط على حزب الله، لتحجيمه تمهيداً لتدجينه، لكنهم لا يريدون الفوضى والفلتان الأمني في لبنان. وفي المقابل، يدرك حزب الله هذه الحقيقة، ويدرك أيضاً أن مصلحته ليست في إحداث أية فوضى في لبنان. ولذلك قد يكون بين الطرفين نوع من الكباش القاسي، لكن الطرفين سيكونان محكومَين بحلول وسطى تتيح للحزب حضوراً في الحكومة، ولكن من دون الإمساك الكامل بقراراتها، لتبقى التوازنات قائمةً داخلها، فضلاً عن منعه من التحكّم بوزارات سيادية أساسية، بانتظار جلاء الأمور واتضاح الصورة في كل من سورية والعراق وبقية المنطقة.