لبنانيون يفتحون بيوتهم للاجئين

23 سبتمبر 2015
توافُدُ اللاجئين إلى لبنان (جوزيف عيد/فرانس برس)
+ الخط -
في شارع الحمرا في العاصمة بيروت، وتحديداً أمام أحد المقاهي المنتشرة على جانبي الطريق، يركض أحمد (10 سنوات) بين المارة. بابتسامة بسيطة، يحاول إقناع المارة بشراء زهرة من أزهاره. أحمد ليس الطفل الوحيد في لبنان، الذي يساعده أهله النازحين من سورية. هناك المئات من الأطفال الذين يفترشون الشوارع لبيع ما تيسر لهم من حلويات وزهور وأشياء أخرى.

منذ ثلاث سنوات، وصل الطفل أحمد مع عائلته إلى لبنان. يسكن في شقة في ضواحي منطقة صبرا، في العاصمة بيروت. يعمل والده في بيع الخضار، أما أمه فقد استطاعت أن تعمل في مركز للتجميل بالقرب من بيتها. ورغم أن الوالدين يعملان إلا أنهما لم يتمكنا من تأمين كافة المستلزمات الأساسية لأبنائهم. يعيش أحمد، كغيره من الأطفال الذين شردتهم نيران الحرب في سورية، في أوضاع اقتصادية صعبة.

تحاول المؤسسات الدولية تقديم المساعدات إلى هذه الفئات الضعيفة، إلا أن ما تم تقديمه لا يكفي لتأمين المستلزمات الأساسية من مأكل ومشرب. يقول وزير الشؤون الاجتماعية، رشيد درباس، لـ "العربي الجديد" إن التقديمات الدولية لمساعدة النازحين السوريين لا تكفي لتأمين أبرز المستلزمات الخاصة بهم، يحيث يضطر النازح السوري للعمل، في خطوة منه لتأمين تكاليف المعيشة في لبنان، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي وعد بمساعدة لبنان، لاحتواء الأزمة، إلا أن الوعود لم تترجم على أرض الواقع.

اقرأ أيضا: إنجلينا إيخورست: دعم اللاجئين السوريين أبرز أولوياتنا 

ارتفاع التكاليف
تعتبر العاصمة بيروت من أغلى العواصم في الدول العربية. وبالنسبة إلى النازحين السوريين فإن تكاليف الإقامة، والعيش، تتطلب أموالاً ربما يعجز عن تأمينها اللبناني، فكيف يمكن أن يؤمنها من ترك دياره ورزقه، وبات بين ليلة وضحاها لاجئاً.

تشير دراسة مقدمة من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بعنوان"جوانب الضعف لدى النازحين السوريين في لبنان" إلى أن الظروف المعيشية للنازحين تدهورت في ظل عدم إمكانية الوصول إلى فرص العمل، وتشير الدراسة أيضاً إلى أن 49 % من الأسر تعيش تحت خط الفقر المدقع، وأن 73 % من الأسر اقترضت الأموال من أجل تأمين المواد الغذائية الأساسية.

كما أن هناك ما يقدر بنحو 66% من الطلاب خارج المقاعد الدراسية، فيما تدفع 82% من الأسر بدل إيجار مسكن بمتوسط شهري يبلغ 205 دولارت.

اقرأ أيضا: سوق العمل اللبنانية تنكّل بأطفال سورية

وعلى صعيد تركيبة الأسر، يقول التقرير: "يبلغ معدل عدد أفراد الأسرة الواحدة 6.6 أفراد، وحوالى 40 %من الأسر تضم سبعة أفراد أو أكثر، 55 % من الأسر تضم بين أفرادها شخصاً من ذوي الاحتياجات الخاصة. تقول إحدى الناشطات في المجتمع المدني، والتي تهتم بالمساعدات الخاصة للاجئين، ليلى طراد، إن المجتمع المدني يقدم كافة أنواع المساعدات إلى اللاجئين، سواء كانوا سوريين أو عراقيين، وتشير لـ "العربي الجديد" إلى أن المجتمع اللبناني يتعاطف مع أزمة اللاجئين، ففي المناطق البعيدة، تقوم العائلات اللبنانية باستضافة العديد من اللاجئين في منازلهم الخاصة، دون أن تفرض عليهم تكاليف مادية. وتؤكد طراد أن غياب المساعدات الدولية أجبر العديد من اللبنانيين على تقديم يد العون للاجئين السوريين. بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض الإرساليات المنتشرة في المناطق اللبنانية تقدم مساعدات طبية وعلاجية شبه مجانية.

أربع سنوات على بدء الصراع في سورية ونتج عنه هروب أكثر من مليون ونصف مليون لاجئ إلى لبنان، يعيشون في خوف وذعر من استمرار المأساة.
المساهمون