في الوقت الذي يحتفي فيه إعلام النظام السوري بنشوة الانتصار، بعد أن أعلن أن دمشق مدينة خالية من "الإرهاب"، أعلن المخرج السوري، نجدة إسماعيل أنزور، عن الانتهاء من التحضير لفيلم وثائقي عن حياة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد (1930 - 2000). وأكد أنزور، من خلال تصريحاته، أن الفيلم هو أحد أجزاء سلسلة وثائقية، تحمل عنوان "ما زال الصراع مستمراً"، تتألف من ثمانية أجزاء، مدة الجزء الواحد منها خمسون دقيقة، مشيراً إلى أن هدف الفيلم، الذي استغرق العمل عليه أربعة أعوام، هو "تقديم حافظ الأسد بصورة تليق بالمستوى العالمي".
تبدو هذه الخطوة منسجمة تماماً مع نهج النظام في الوقت الحالي، الذي يسعى إلى تكريس أفراد عائلة الأسد كرموز وطنية، ليقرن بين مفهومي التحرّر والخضوع لحكم الأسد! ولا سيما أن الإعلان عن الفيلم قد ترافق مع الإعلان عن كتاب، أصدره مركز الدراسات العسكرية للنظام السوري، بالإنكليزية، يتناول مسيرة بشار الأسد منذ توليه الحكم في عام 2000، تحت عنوان "كذلك قال الأسد". وبحسب وسائل إعلام النظام، فإن الكتاب "يفضح المؤامرة على سورية"، ويوثق جميع المقابلات التي أجراها الأسد مع مختلف وسائل الإعلام خلال الأزمة السورية، بالإضافة إلى نبذة حول حياة الرئيس الشخصية.
إن إنتاج هذه الوثائق في الوقت الراهن، الذي من المفترض أن يركز فيه النظام السوري على إعادة بناء الدولة التي دمّرها وهجّر شعبها، يؤكد أن النظام يضع قضية الولاء لعائلة الأسد والاستسلام لحكمها طويل الأمد في مقدمة شروط المواطنة في الدولة السورية الجديدة، التي سيعاد تعميرها. فهذه الوثائق الجديدة التي ينتجها النظام السوري، سواء المكتوبة أو المصورة، تنسجم مع كل ممارسات الإعلام السوري التابع للنظام، والذي يتخذ من التهليل والتطبيل الدائم لآل الأسد منهجاً، ويتعامل مع عائلة الأسد بوصفها العائلة/الرمز التي أنقذت البلاد في الماضي من خلال حافظ الأسد، وفي الحاضر من خلال بشار الأسد. ويمهد هذا النهج إلى توطيد الحكم في المستقبل لحافظ بشار الأسد، الذي يتم الترويج له من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ومن خلال إشراكه في عدد من المناسبات الرسمية، حيث ناب عن أبيه هذا العام بزيارة ضريح الجندي المجهول وإشعال الشموع هناك ووضع أكاليل الورد، مع أنّ هذا البروتوكول، عادةً، خاص برئيس الدولة حصراً، ولا ينوب عنه أحد فيه. إلا أن النظام أراد إرسال رسالة حينها، تشير إلى خلود عائلة الأسد في حكم سورية، متحدياً الشعب الذي ثار ضده، مؤكداً أن الأسد باقٍ إلى الأبد، وهو الشعار القديم الذي يجدّده النظام وشبّيحته دائماً.
الجدير بالذكر، أن المخرج نجدة إسماعيل أنزور، سبق وأن صرح عام 2014 عبر إذاعة "نينار إف إم" عن انتهائه من تصوير الفيلم ذاته، بعد تصوير دام لمدة عامين متتالين، وأكد حينها أن العمل كان جاهزاً وسيتم عرضه في ذكرى وفاته. لكن لم يتم عرض العمل حينها، ولم يبرر أنزور تأجيل فيلمه، ليعود الآن، بعد أربع سنوات، ليعلن عن انتهاء تحضيرات الفيلم ذاته مرة أخرى! وكان أنزور قد أكد في تصريحاته حينذاك أن الفيلم هو مشروع وثائقي، "انطلق به من ضرورة وطنية، وهي توثيق تاريخ سورية المعاصر، ومحاولة لإنصاف حافظ الأسد كشخصية سياسية ظلمها التاريخ!"، واصفاً إياه بالأب الروحي لسورية.
إن إنتاج هذه الوثائق في الوقت الراهن، الذي من المفترض أن يركز فيه النظام السوري على إعادة بناء الدولة التي دمّرها وهجّر شعبها، يؤكد أن النظام يضع قضية الولاء لعائلة الأسد والاستسلام لحكمها طويل الأمد في مقدمة شروط المواطنة في الدولة السورية الجديدة، التي سيعاد تعميرها. فهذه الوثائق الجديدة التي ينتجها النظام السوري، سواء المكتوبة أو المصورة، تنسجم مع كل ممارسات الإعلام السوري التابع للنظام، والذي يتخذ من التهليل والتطبيل الدائم لآل الأسد منهجاً، ويتعامل مع عائلة الأسد بوصفها العائلة/الرمز التي أنقذت البلاد في الماضي من خلال حافظ الأسد، وفي الحاضر من خلال بشار الأسد. ويمهد هذا النهج إلى توطيد الحكم في المستقبل لحافظ بشار الأسد، الذي يتم الترويج له من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ومن خلال إشراكه في عدد من المناسبات الرسمية، حيث ناب عن أبيه هذا العام بزيارة ضريح الجندي المجهول وإشعال الشموع هناك ووضع أكاليل الورد، مع أنّ هذا البروتوكول، عادةً، خاص برئيس الدولة حصراً، ولا ينوب عنه أحد فيه. إلا أن النظام أراد إرسال رسالة حينها، تشير إلى خلود عائلة الأسد في حكم سورية، متحدياً الشعب الذي ثار ضده، مؤكداً أن الأسد باقٍ إلى الأبد، وهو الشعار القديم الذي يجدّده النظام وشبّيحته دائماً.
الجدير بالذكر، أن المخرج نجدة إسماعيل أنزور، سبق وأن صرح عام 2014 عبر إذاعة "نينار إف إم" عن انتهائه من تصوير الفيلم ذاته، بعد تصوير دام لمدة عامين متتالين، وأكد حينها أن العمل كان جاهزاً وسيتم عرضه في ذكرى وفاته. لكن لم يتم عرض العمل حينها، ولم يبرر أنزور تأجيل فيلمه، ليعود الآن، بعد أربع سنوات، ليعلن عن انتهاء تحضيرات الفيلم ذاته مرة أخرى! وكان أنزور قد أكد في تصريحاته حينذاك أن الفيلم هو مشروع وثائقي، "انطلق به من ضرورة وطنية، وهي توثيق تاريخ سورية المعاصر، ومحاولة لإنصاف حافظ الأسد كشخصية سياسية ظلمها التاريخ!"، واصفاً إياه بالأب الروحي لسورية.