تعيش النساء في المخيّمات داخل المناطق السورية ظروفاً تفتقر لأبسط مقومات الحياة. تمضي المرأة معظم وقتها في تأمين الاحتياجات الأساسية لأسرتها، والتي تستغرق أضعاف ما يستغرقه تأمينها في البيت. مثلاً، الطعام الذي يحتاج إلى أقل من ساعة لطهيه ضمن المنزل، قد يحتاج ساعات عدة في المخيم، بدءاً من جمع الحطب وغيره.
لينا شبيب من سكان ريف حماة (ربة منزل)، نازحة في مخيم أطمة القريب من الحدود السورية التركية. تقول لـ "العربي الجديد": "بعدما استشهد زوجي قبل سبع سنوات، ومع تزايد الحملات العسكرية في حماة، نزحت مع أقاربي إلى مخيم أطمة، ولم تتوفر لي أي فرصة عمل لأعيل أطفالي. لذلك، كنت أعتمد على المعونة الشهرية التي توزع في المخيمات". وتوضح أنه بعد أن توصل أطفالها إلى المدرسة، وهي عبارة عن خيمة تضم عدداً كبيراً من الأطفال، تعود لنقل المياه إلى الخيمة، للقيام بالأعمال المنزلية من غسل الملابس وطهي الطعام وغيرها. والمشكلة الأساسية التي تعاني منها هي بعد منبع المياه عن الخيم".
اقــرأ أيضاً
تضيف شبيب: "يرجع أولادي من المدرسة بثياب متسخة بسبب الطرقات الطينية التي يمشون فيها. أُبدّل ملابسهم وأحضّر الطعام لهم، ثمّ يخرجون للّعب في الطرقات المليئة ببرك المياه، ما يضطرني إلى تغيير ملابسهم مرة ثانية". شبيب يقول إن الأمر يزداد سوءاً في فصل الشتاء، لأن غسل الملابس يكون خارج الخيمة. ومن الصعب أن تجف قبل أيام عدة، الأمر الذي لا يسمح لأطفالها بالاستحمام أكثر من مرة واحدة في الأسبوع.
تعيش شبيب حياة قاسية داخل المخيّم. تقول: "أنا هنا الأم والأب، أواجه العديد من الصعوبات كتأمين المياه والتدفئة. حتى أن دورات المياه بعيدة عن خيمتي. حياة النساء قاسية كثيراً في المخيمات". وفي ما يتعلق بموضوع النظافة، تقول شبيب إنها في الفترات السابقة، كانت توزع سلة نظافة للنساء فيها العديد من المستلزمات الضرورية للمرأة. أما الآن، فهذه السلة لم تعد موجودة، ومعظم النساء في المخيمات لا يملكن المال لاقتناء أي نوع من هذه المستلزمات، ما يضطرهن لاستخدام أشياء تقليدية قد تكون نافعة بعض الشيء. لكن يبقى أن الأمر الأهم هو النظافة والتعقيم".
ويبدو أنّ الحديث عن خصوصيات المرأة ضمن الخيمة أشبه بالترف. تقول إن المرأة لا تملك أي خصوصية. وما يزيد الأمر سوءاً هو افتقادها لهذه الخصوصيات في مجتمع محافظ، كما في الشمال السوري. فهي تعاني كثيرا حيث إن المرأة لا تستطيع أن تكشف عن رأسها حتى وهي في خيمتها لأن الخيم التي يسكن فيها تكشف كل حركة داخلها، الأمر الذي اضطر بعض العوائل الى تغطية الخيمة بأقمشة من الداخل وبعض العوائل الأخرى قامت بنزع الخيمة ووضع الحجر والأسمنت على أطراف المكان المخصص لهم بعلو مترين تقريبا مع وضع سقف عازل مصنوع من القماش.
ختمت شبيب حديثها قائلة إنه "ما من أمل لي في حياة جيدة. أيامي تمضي من سيئ إلى أسوأ. لا أدري إلى أي مدى أستطيع التحمل. أبسط الحقوق التي يمارسها الناس العاديون هي حلم بالنسبة لنا. أنا وكل نساء المخيمات نود أن يرتدي أطفالنا ملابس بيضاء. لكن هذا مستحيل بسبب سرعة اتساخها".
أما أم مريم الطليحة، وهي نازحة في قرية تلتونة غرب شمال مدينة إدلب، فتسكن في مخيم صغير مع عدد من العائلات الذين لم يجدوا أي مأوى آخر. وتتحدث عن معاناتها بعد استشهاد زوجها وثلاثة من أبنائها، مشيرة إلى أنها تسكن في خيمة طولها ثلاثة أمتار بعرض مترين مع عائلتين لا توجد بينهم أي صلة قرابة. وهذه الخيمة لشخص آخر يأتي كل فترة للمطالبة بها. لكن رأفة بحالها وحال أطفالها، يمنحها بعض الوقت لتسليمها.
وتبيّن الطليحة أنها تعيش حياة صعبة في الوقت الراهن، وقد تعرضت ابنتاها للحرق بسبب القصف الذي استهدف منزلها. تشكو من المنظمات التي تأتي إليها كل فترة لتصوير الأطفال من دون تقديم أي مساعدة. كما نبهتْ أنه لا يوجد أي مركز طبي أو طبيب في المنطقة تذهب إليه لمعالجة ابنتيها. عند توفر القليل من المال، تجتهد لتحصل على مرهم للحروق للتخفيف عن الأطفال. تتابع: "لا أشعر بأي خصوصية في حياتي. المكان الذي من المفروض أن أسكنه مع عائلتي نتشاركه مع عائلتين لا أعرفهما، ولا يوجد أي مكان للاستحمام خصوصاً مع وجود أشخاص غرباء معي في الخيمة ذاتها. نحن ننام ونأكل ونجلس في مكان واحد".
تضيف الطليحة أن نقل المياه من مكان بعيد وغسل الملابس في الخلاء وعدم توفر الطعام والغذاء وعدم وجود أي نوع من مقومات الحياة معاناة يمكن أن أنساها حين أفكر في كيفية توفير علاج لابنتي. أما جواهر الخالد، وهي أم لطفلين (أرملة)، فتسكن حالياً في مخيم أطمة على الحدود السورية ـ التركية. تقول لـ "العربي الجديد": "لدي ابن وابنة، وأمضي كل وقتي معهما. ليس لدي أي اختلاط مع الناس في المخيم". تتابع: "لا أدري عما أتحدث. الحياة في الخيم قاسية جداً. ومع مرور الأيام، تزداد الصعوبات علينا. المعاناة التي نعيشها في المخيمات خصوصاً نحن النساء، لم تترك لنا أي مجال للأمل في مستقبل جيد".
أما بالنسبة للأطفال، فتوضح الخالد أن ابنها البالغ من العمر 7 سنوات يمضي غالبية وقته في المدرسة. أما ابنتها ذات الخمس سنوات، فقد قامت بتسجيلها في روضة أطفال قريبة برسوم شهرية قليلة، مبينة أنه لا معيل لها ولأطفالها سوى المعونة الشهرية التي توزع في المخيم.
اقــرأ أيضاً
تتابع الخالد: "حتى أطفالي لا أسمح لهم بالخروج من الخيمة. في كل مرة يخرجون فيها يعودون بملابس متسخة، وليس هناك ما يكفي من الملابس لتبديلها كل يوم". تضيف أن النساء في المخيمات يفتقدن معظم أشكال الخصوصية التي من المفترض أن تتمتّع بها المرأة. الخيام التي يسكنّها عبارة عن قماش شبه شفاف لا يسمح لهن حتى بتغيير ملابسهن إلا بمساعدة بعضهن البعض من خلال تغطية الخيمة بأقمشة إضافية". وتنتشر المخيمات في كل المناطق الحدودية الشمالية من سورية، وكلها مكتظة بالنازحين خصوصاً في الأشهر الماضية. أصبح النازح في المخيم محظوظاً إذا وجد خيمة يسكن فيها مع عائلات أخرى. أما الأكثر حظاً، فهو الذي يستطيع أن يسكن مع عائلته في خيمته الخاصة.
لينا شبيب من سكان ريف حماة (ربة منزل)، نازحة في مخيم أطمة القريب من الحدود السورية التركية. تقول لـ "العربي الجديد": "بعدما استشهد زوجي قبل سبع سنوات، ومع تزايد الحملات العسكرية في حماة، نزحت مع أقاربي إلى مخيم أطمة، ولم تتوفر لي أي فرصة عمل لأعيل أطفالي. لذلك، كنت أعتمد على المعونة الشهرية التي توزع في المخيمات". وتوضح أنه بعد أن توصل أطفالها إلى المدرسة، وهي عبارة عن خيمة تضم عدداً كبيراً من الأطفال، تعود لنقل المياه إلى الخيمة، للقيام بالأعمال المنزلية من غسل الملابس وطهي الطعام وغيرها. والمشكلة الأساسية التي تعاني منها هي بعد منبع المياه عن الخيم".
تضيف شبيب: "يرجع أولادي من المدرسة بثياب متسخة بسبب الطرقات الطينية التي يمشون فيها. أُبدّل ملابسهم وأحضّر الطعام لهم، ثمّ يخرجون للّعب في الطرقات المليئة ببرك المياه، ما يضطرني إلى تغيير ملابسهم مرة ثانية". شبيب يقول إن الأمر يزداد سوءاً في فصل الشتاء، لأن غسل الملابس يكون خارج الخيمة. ومن الصعب أن تجف قبل أيام عدة، الأمر الذي لا يسمح لأطفالها بالاستحمام أكثر من مرة واحدة في الأسبوع.
تعيش شبيب حياة قاسية داخل المخيّم. تقول: "أنا هنا الأم والأب، أواجه العديد من الصعوبات كتأمين المياه والتدفئة. حتى أن دورات المياه بعيدة عن خيمتي. حياة النساء قاسية كثيراً في المخيمات". وفي ما يتعلق بموضوع النظافة، تقول شبيب إنها في الفترات السابقة، كانت توزع سلة نظافة للنساء فيها العديد من المستلزمات الضرورية للمرأة. أما الآن، فهذه السلة لم تعد موجودة، ومعظم النساء في المخيمات لا يملكن المال لاقتناء أي نوع من هذه المستلزمات، ما يضطرهن لاستخدام أشياء تقليدية قد تكون نافعة بعض الشيء. لكن يبقى أن الأمر الأهم هو النظافة والتعقيم".
ويبدو أنّ الحديث عن خصوصيات المرأة ضمن الخيمة أشبه بالترف. تقول إن المرأة لا تملك أي خصوصية. وما يزيد الأمر سوءاً هو افتقادها لهذه الخصوصيات في مجتمع محافظ، كما في الشمال السوري. فهي تعاني كثيرا حيث إن المرأة لا تستطيع أن تكشف عن رأسها حتى وهي في خيمتها لأن الخيم التي يسكن فيها تكشف كل حركة داخلها، الأمر الذي اضطر بعض العوائل الى تغطية الخيمة بأقمشة من الداخل وبعض العوائل الأخرى قامت بنزع الخيمة ووضع الحجر والأسمنت على أطراف المكان المخصص لهم بعلو مترين تقريبا مع وضع سقف عازل مصنوع من القماش.
ختمت شبيب حديثها قائلة إنه "ما من أمل لي في حياة جيدة. أيامي تمضي من سيئ إلى أسوأ. لا أدري إلى أي مدى أستطيع التحمل. أبسط الحقوق التي يمارسها الناس العاديون هي حلم بالنسبة لنا. أنا وكل نساء المخيمات نود أن يرتدي أطفالنا ملابس بيضاء. لكن هذا مستحيل بسبب سرعة اتساخها".
أما أم مريم الطليحة، وهي نازحة في قرية تلتونة غرب شمال مدينة إدلب، فتسكن في مخيم صغير مع عدد من العائلات الذين لم يجدوا أي مأوى آخر. وتتحدث عن معاناتها بعد استشهاد زوجها وثلاثة من أبنائها، مشيرة إلى أنها تسكن في خيمة طولها ثلاثة أمتار بعرض مترين مع عائلتين لا توجد بينهم أي صلة قرابة. وهذه الخيمة لشخص آخر يأتي كل فترة للمطالبة بها. لكن رأفة بحالها وحال أطفالها، يمنحها بعض الوقت لتسليمها.
وتبيّن الطليحة أنها تعيش حياة صعبة في الوقت الراهن، وقد تعرضت ابنتاها للحرق بسبب القصف الذي استهدف منزلها. تشكو من المنظمات التي تأتي إليها كل فترة لتصوير الأطفال من دون تقديم أي مساعدة. كما نبهتْ أنه لا يوجد أي مركز طبي أو طبيب في المنطقة تذهب إليه لمعالجة ابنتيها. عند توفر القليل من المال، تجتهد لتحصل على مرهم للحروق للتخفيف عن الأطفال. تتابع: "لا أشعر بأي خصوصية في حياتي. المكان الذي من المفروض أن أسكنه مع عائلتي نتشاركه مع عائلتين لا أعرفهما، ولا يوجد أي مكان للاستحمام خصوصاً مع وجود أشخاص غرباء معي في الخيمة ذاتها. نحن ننام ونأكل ونجلس في مكان واحد".
تضيف الطليحة أن نقل المياه من مكان بعيد وغسل الملابس في الخلاء وعدم توفر الطعام والغذاء وعدم وجود أي نوع من مقومات الحياة معاناة يمكن أن أنساها حين أفكر في كيفية توفير علاج لابنتي. أما جواهر الخالد، وهي أم لطفلين (أرملة)، فتسكن حالياً في مخيم أطمة على الحدود السورية ـ التركية. تقول لـ "العربي الجديد": "لدي ابن وابنة، وأمضي كل وقتي معهما. ليس لدي أي اختلاط مع الناس في المخيم". تتابع: "لا أدري عما أتحدث. الحياة في الخيم قاسية جداً. ومع مرور الأيام، تزداد الصعوبات علينا. المعاناة التي نعيشها في المخيمات خصوصاً نحن النساء، لم تترك لنا أي مجال للأمل في مستقبل جيد".
أما بالنسبة للأطفال، فتوضح الخالد أن ابنها البالغ من العمر 7 سنوات يمضي غالبية وقته في المدرسة. أما ابنتها ذات الخمس سنوات، فقد قامت بتسجيلها في روضة أطفال قريبة برسوم شهرية قليلة، مبينة أنه لا معيل لها ولأطفالها سوى المعونة الشهرية التي توزع في المخيم.
تتابع الخالد: "حتى أطفالي لا أسمح لهم بالخروج من الخيمة. في كل مرة يخرجون فيها يعودون بملابس متسخة، وليس هناك ما يكفي من الملابس لتبديلها كل يوم". تضيف أن النساء في المخيمات يفتقدن معظم أشكال الخصوصية التي من المفترض أن تتمتّع بها المرأة. الخيام التي يسكنّها عبارة عن قماش شبه شفاف لا يسمح لهن حتى بتغيير ملابسهن إلا بمساعدة بعضهن البعض من خلال تغطية الخيمة بأقمشة إضافية". وتنتشر المخيمات في كل المناطق الحدودية الشمالية من سورية، وكلها مكتظة بالنازحين خصوصاً في الأشهر الماضية. أصبح النازح في المخيم محظوظاً إذا وجد خيمة يسكن فيها مع عائلات أخرى. أما الأكثر حظاً، فهو الذي يستطيع أن يسكن مع عائلته في خيمته الخاصة.