قال وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو، خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظرائه في كل من جورجيا وأذربيجان، إنه تحدث يوم أمس الخميس مع نظيره جون كيري، وكشف أنه "كان شيئاً مريحاً أن يقول، بأنه لا يمكن الوثوق بالاتحاد الديمقراطي (الجناح العسكري للعمال الكردستاني)، ففي النهاية مهما جاءت تصريحات متضاربة من الإدارة الأميركية، ولكن يبدو بأنهم بدأوا يتفهمون الأمر، وهذا تطور مهم".
وأشار جاوش أوغلو، إلى أن "الاعتماد على تنظيم إرهابي لمحاربة تنظيم آخر هو دليل ضعف". على الرغم من ذلك، تبقى تصريحات المسؤولين الأميركيين بعيدة عن تبني موقف تركيا تجاه حزب "الاتحاد الديمقراطي"، والتي تظهر استمرار دعمها لقواته، بل تكليف جنود أميركيين بتدريب عناصره.
وجاء تصريح وزير الخارجية التركي، في وقت ارتفع فيه عدد الذين قامت قوات الأمن باعتقالهم من المشتبه بعلاقتهم بهجوم أنقرة إلى 17 شخصاً، وفي ظل استمرار الجيش التركي بقصف مواقع الاتحاد الديمقراطي في ريف حلب.
وأضاف جاووش أوغلو، بأن "الأدلة التي بحوزتنا تؤكد بأن منفذي الهجوم الوحشي الذي وقع في أنقرة، تم من خلال أشخاص مرتبطين بالعمال الكردستاني والاتحاد الديمقراطي".
وأضاف "من المؤسف وجود فهم يقوم على أساس التفريق بين إرهاب علماني جيد، وأخر راديكالي سيء، وهذا أمر خاطئ للغاية، إن التفريق بهذه الطريقة بين التنظيمات الإرهابية، يعني أن تقدم الدعم إلى الإرهاب".
وأضاف "اللجوء إلى جماعات إرهابية مثل وحدات حماية الشعب في محاربة "داعش" في سورية، هو قبل كل شيء، دلالة على الضعف. الكل يجب أن يوقف هذا الخطأ. خاصة حليفتنا الولايات المتحدة، يجب أن توقف هذا الخطأ فوراً".
اقرأ أيضاً: توقيف 17 شخصا بعد اعتداء أنقرة والتحقيق انتهى تقريبا
في غضون ذلك، لم يتغير موقف الإدارة الأميركية من التعاون مع القوات الكردية، في حربها ضد "داعش"، بل بدا واضحاً تمسكها بهذه الشراكة، خاصة وأن التقارير الاعلامية تشير إلى وجود عدد من القوات الخاصة الأميركية، تعمل على تدريب قوات في مناطق سيطرة الاتحاد الديموقراطي، للتجهيز لضرب التنظيم، لتبدو التأكيدات التركية على مسؤولية الاتحاد الديمقراطي عن هجوم أنقرة، غير ذات تأثير على خطط واشنطن، في علاقتها مع الاتحاد الديمقراطي، والمحصورة في كون الأخير، أكثر الفصائل السورية التي يمكن الوثوق بها في هذا الشأن.
وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي، قد صرح بأنهم "ليسوا بوضع تأكيد أو نفي ما تقدمت به الحكومة التركية حول ضلوع الاتحاد الديمقراطي بالهجوم الإرهابي على أنقرة".
وأشار كيربي، بأنه "لم يتغير شيء في موقفنا، ونود أن يتم تخفيض التوتر المتصاعد بين أنقرة وقوات الاتحاد الديمقراطي".
اقرأ أيضاً: تركيا في عين العاصفة
إلى ذلك، سبق وصرح مساعد مستشارة الأمن القومي الأميركي بين رودوس، بأن واشنطن تعمل على تحديد المسؤولين عن الهجوم، قائلاً، "نحن كحكومة لم نستقر بعد على من يقف وراء الهجوم، وأوضحنا للأتراك خلال تعاوننا مع قوات الاتحاد الديمقراطي وباقي العناصر الكردية، أهمية تحالفنا مع تركيا، وأهمية أن لايقوموا بأفعال من شأنها أن تشتت الانتباه عن التركيز على (داعش)".
للإشارة، بدأ الجيش التركي باستخدام صواريخ "ستينغر" و"أي هاوك" الأميركية ضد عناصر الاتحاد الديمقراطي في منطقة عفرين، انطلاقاً من ولاية هاتاي (لواء إسكندرون)، إضافة إلى قذائف المدفعية المحلية الصنع، التي لم تتوقف عن استهدافه في ريف حلب الشمالي الشرقي.
من جهةٍ أخرى، أعلنت قوات الدرك التركية، اليوم الجمعة، عن العثور على سيارة مفخخة في مدينة دياربكر، كانت تحمل 500 كيلوغرام من المتفجرات، لتصبح هذه السيارة الثالثة من نوعها، بعد أن كان قد تم العثورة على سيارة مفخخة أخرى في ولاية ماردين جنوب البلاد، قبل السيارة المفخخة التي استهدفت قافلة للجيش التركي في وسط العاصمة التركية أنقرة.
يذكر، أن العاصمة التركية أنقرة، شهدت يوم الأربعاء الماضي، تفجيراً إرهابياً، استهدف حافلة عسكرية، وأسفر عن مقتل 28، وجرح 61 آخرين، كما شهدت ولاية ديار بكر تفجيرًا إرهابيًا آخر قتل فيه 7 جنود أتراك.
اقرأ أيضاً: خيارات محدودة أمام أنقرة للرد على "الاتحاد الديمقراطي"