لا تغرقوا في التفاؤل

18 مارس 2016
خفض إنتاج النفط هو الحل وليس التثبيت (Getty)
+ الخط -
حصلت أسواق النفط العالمية على دعم قوي عقب اتفاق دول كبرى منتجة للنفط على عقد اجتماع طارئ في العاصمة القطرية الدوحة، يوم 17 أبريل/نيسان المقبل، لمناقشة خطط تتعلق بتجميد مستويات الإنتاج، وظهر أثر الدعم في زيادة أسعار النفط الأميركي 6% مرة واحدة، وارتفاع أسعار خام برنت لأكثر من 41 دولارا للبرميل.
وبعد أكثر من 20 شهراً من الهبوط المتواصل لأسعار النفط، سادت أمس موجة من التفاؤل بين كبار الدول المنتجة، دعمتها مؤشرات عدة منها:
- كشف الاتفاق الأخير المتعلق باجتماع الدوحة عن مرحلة جديدة من التعاون بين دول من داخل أوبك وخارجها لم تحدث طوال الـ15 عاما الماضية، وهو ما يعطي انطباعا بإدراك منتجي النفط خطورة استمرار الوضع الحالي للأسعار على اقتصاداتها التي باتت تعاني من أزمات عنيفة، وأقرب مثال العراق والجزائر وفنزويلا.
- الاتفاق على اجتماع الدوحة جرى برعاية وترتيب أكبر منتجين للنفط هما السعودية وروسيا، تساعدهما في ذلك دول أخري مثل قطر وفنزويلا، وهذا التحرك من قبل الدولتين أعطى جدية للاجتماع المقبل وأهمية، خاصة أن إنتاج الرياض وموسكو يتجاوز 20 مليون برميل يوميا، وهو ما يعادل 11% من الإنتاج العالمي.
- حظيت المبادرة الأخيرة لعقد اجتماع الدوحة بدعم 15 دولة من منتجي النفط من داخل أوبك وخارجها، والذين يشكلون نحو 73% من الإنتاج العالمي، وإذا ما ارتفع الرقم إلى 20 دولة كما قال وزير نفط فنزويلا، فإننا هنا نكون أقرب ما يشبه الإجماع على الهدف الرئيسي للاجتماع.
- هناك توقعات بألا يقتصر اجتماع الدوحة على بحث قضية تثبيت الإنتاج فقط، وقد يتعدى إلى أهم من ذلك وهو خفض الإنتاج، وهو حجر الزاوية في أية تحركات دولية لوقف التهاوي في أسعار النفط التي فقدت نحو 70% من قيمتها منذ منتصف 2014 وحتى الآن.
- هناك ما يشبه الإجماع على عدم تأثر اجتماع الدوحة سلباً بغياب إيران في ظل أرقام تقول إن ما أضافته طهران لإنتاجها عقب رفع العقوبات الغربية يبلغ 200 ألف برميل، وأنه حتى لو استمرت في ضخ مزيد من الإنتاج وعدم الالتزام بنتائج اجتماع الدوحة، فإن هذا لن يؤثر كثيراً إذا ما تم الاتفاق على تثبيت الإنتاج.
- أخيرا يدعم حالة التفاؤل في سوق النفط قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي (المركزي الأميركي) خفض توقعات برفع أسعار الفائدة بحلول يونيو/حزيران القادم، وهو ما أضعف الدولار، وهذا يدعم النفط.
ورغم توفر كل هذه المقومات، إلا أن الرهان المبالغ فيه على اجتماع اتفاق الدوحة الثاني في إعطاء دفعة قوية لأسعار النفط والعودة إلى مستويات ما قبل منتصف 2014 هو رهان خاسر.
لا تغرقوا في التفاؤل.. فخفض الإنتاج لا التثبيت هو الحل.



اقرأ أيضا: أسعار النفط تتجه نحو 45 دولارا للبرميل
المساهمون