لا اتفاق بين الكبار بشأن أسعار النفط

27 نوفمبر 2014
الدول المنتجة للنفط لم تتفق بشأن خفض الإنتاج(أرشيف/getty)
+ الخط -

يبدو أن عدم الاتفاق بين كبار منتجي النفط في العالم، حتى اللحظات الأخيرة، سيصعب من اجتماع أوبك اليوم، إذ لا توجد مؤشرات على اتفاق ما تم بخصوص خفض الإنتاج سواء داخل المنظمة أو خارجها بهدف وقف انهيار أسعار النفط.

وكانت السعودية وفنزويلا، عضوا "أوبك"، قد اختمتا محادثات مع روسيا والمكسيك المنتجين للنفط من خارج المنظمة، مساء أول أمس، دون الاتفاق على كيفية معالجة تخمة المعروض المتزايدة وتدهور الأسعار، إذ لم يتعهد أحد من المشاركين في الاجتماع بخفض الإنتاج.

وواصلت أسعار النفط الهبوط عقب الاجتماع، ليظل الخلاف مستمراً حتى قبيل اجتماعات أوبك، حيث ترى دول أنه لا داعي لخفض الإنتاج، وأخرى ترى أن الإبقاء على المستويات الحالية، يمثل تهديداً لمستويات الأسعار، وبالتالي يضعف إيرادات موازناتها، وتتساوى وجهة النظر تلك بين دول من خارج أوبك وداخلها.

وشهدت الأيام الماضية جهوداً مكوكية قبل اجتماع فيينا لحسم ملف إنتاج النفط وإمكانية خفضه لوقف نزيف تراجع الأسعار، حيث توجه مسؤولون من قطاع الطاقة في المكسيك وروسيا، غير العضوين بأوبك، إلى فيينا لحث السعودية، أكبر منتجي المنظمة، على دعم الأسعار التي نزلت أكثر من 30% منذ يونيو/حزيران ليتراجع السعر من 115 دولاراً للبرميل إلى أقل من 80 دولاراً.

وتركت السعودية سوق النفط في حيرة بخصوص رد فعلها على هبوط أسعار الخام، لكن الاجتماع الأخير مع روسيا فتح الباب أمام التكهنات، وبعث آمالاً في بعض الأوساط بأن المملكة قد تتجه لخفض منسّق للإنتاج يشارك فيه منتجون من خارج أوبك.

وقال وزير الخارجية الفنزويلي، رفاييل راميريز، بعد الاجتماع، إن جميع الأطراف اتفقت على أن الأسعار الحالية "ليست جيدة" للدول المنتجة، لكن لم يتم تنسيق تخفيضات للإنتاج. وأضاف "ناقشنا الوضع في السوق وتبادلنا وجهات النظر، ينبغي لنا أن نواصل المباحثات واتفقنا على الاجتماع مجدداً خلال ثلاثة أشهر".

وتابع أن فنزويلا، وهي من أشد المنادين بدعم الأسعار، ستسعى إلى التوصل لاتفاق داخل أوبك بخصوص الإنتاج في اجتماع اليوم.

ووصل رئيس شركة روسنفت الروسية العملاقة المملوكة للدولة، إيجور سيتشين، وهو أحد الحلفاء المقربين للرئيس الروسي فلاديميير بوتين، إلى فيينا أول أمس، وسط تلميحات بأن موسكو قد تخفض الإنتاج أو الصادرات النفطية إذا ما فعلت أوبك الشيء نفسه.

وقال سيتشين إن بلاده لا يمكنها خفض مستويات الإنتاج على الفور لأسباب خاصة بقطاع النفط الروسي، لكنها قد تقللها في الأمد المتوسط أو البعيد.

وذكر أكبر مسؤول بقطاع النفط الروسي أن روسيا لا تعاني كثيراً من الهبوط الذي شهدته أسعار النفط في الآونة الأخيرة، غير أنه أضاف أن نزول أسعار الخام قد يؤدي إلى تأجيل بعض المشروعات التي تتطلب رؤوس أموال كبيرة.

وقال "أود أن أؤكد أن أسعار النفط الحالية ليست خطيرة علينا، ويمكننا تأجيل بعض المشروعات التي تتطلب رؤوس أموال كبيرة".

وتجاهل وزير البترول السعودي، علي النعيمي، أسئلة الصحافيين عن أسعار النفط وفائض المعروض يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين، وقال "هذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها السوق فائضاً في المعروض".

وأكدت صحيفة "كوميرسانت" الروسية إن موسكو قد تقترح خفض إنتاجها 300 ألف برميل يومياً العام المقبل، وأن موسكو تتوقع أن تخفض أوبك إنتاجها 1.4 مليون برميل يومياً.

وحسب خبراء نفط فإن موافقة روسيا على خفض الإنتاج تعني مساندتها للصقور في أوبك، مثل فنزويلا، الذين يضغطون بشدة على السعودية لخفض الإنتاج، إلا أن بعض المحللين بالقطاع يتشككون في أن تتخذ روسيا أي خطوة كبيرة هذه المرة، وخاصة مع اتجاه معظم دول أوبك وعلى رأسهم السعودية لعدم خفض الإنتاج.

المساهمون