لا اتفاق بشأن توحيد قبرص... وجدل حول الوجود التركي

13 يناير 2017
غوتيريس وسط أناستاسياديس وأكينجي عقب المحادثات (لورينت غيليريون/فرانس برس)
+ الخط -



لم يتم التوصّل إلى اتفاق بشأن توحيد قبرص، خلال المحادثات التي بدأت الاثنين الماضي، ورعتها الأمم المتحدة في جنيف، إلا أنّه تم الاتفاق على استئنافها الأربعاء المقبل، وسط جدل حول وجود القوات التركية.

وانتهت المحادثات الرامية لحل أزمة انقسام قبرص المستمرة منذ عشرات السنين، أمس الخميس، بدون التوصّل إلى اتفاق، لكن مع وجود خطة لاجتماع المسؤولين في 18 يناير/ كانون الثاني الحالي، للتعامل مع مسألة الأمن الشائكة، قبل محاولة جديدة لإبرام اتفاق سياسي.

بدوره، اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، الجانب اليوناني بأنّه "يتفادى مرة أخرى التوصّل إلى حلّ لمشكلة قبرص"، محذراً من توقيع حلّ من دون تركيا.

وقال للصحافيين في إسطنبول، بعد صلاة الجمعة، وفق ما أوردت وكالة "رويترز": "أبلغنا قبرص واليونان بشكلٍ واضح أنّه ينبغي ألا يتوقعوا التوصّل لحل بدون تركيا كضامن. سنبقى هناك للأبد".

وأكد بعد يوم من محادثات جنيف، أنّه "من غير الوارد أن ينسحب الجنود الأتراك من قبرص ما لم ينسحب الجانبان".

في المقابل، شدّد الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس، على ضرورة انسحاب القوات التركية من قبرص، والتي يبلغ عددها نحو 30 ألفاً، للتوصّل إلى حلّ.

وقال أناستاسياديس للصحافيين، في جنيف، وفق ما نقلت عنه وكالة "فرانس برس"، إنّه "علينا الاتفاق على انسحاب الجيش التركي" من قبرص، وهي الخطوة التي اعتبرها أردوغان في تعليقات متلفزة بثت في الوقت نفسه تقريباً "غير قابلة النقاش".

وفي وقت سابق، اليوم الجمعة، قال الرئيس القبرصي إنّ المفاوضات "أحيت الأمل" في التوصّل إلى حلّ قد يمهّد الطريق لإعادة توحيد الجزيرة المتوسطية.

وقال أناستاسياديس للصحافيين، بعد محادثات أجراها مع الزعيم القبرصي التركي مصطفى أكينجي، ووزراء خارجية اليونان وتركيا وبريطانيا، "نحن على المسار الذي يحيي الأمل".

من ناحيته، بدا أردوغان أقل تفاؤلاً، موضحاً أنّ القبارصة اليونانيين وأثينا "لا تزال لديهم توقعات مختلفة"، عن تلك التي لدى نظرائهم الأتراك الذين قال إنّهم "يعملون بكثافة وحسن نية".

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، قد قال، أمس الخميس، إنّ المحادثات الرامية لإعادة توحيد قبرص، "بدأت تحقق نتائج مشجعة"، لكنّه حذّر من توقّع حلّ سريع.

وقال إنّ "هناك حاجة إلى أدوات لتنفيذ تسوية"، من أجل إنهاء الصراع الذي استعصى على جهود الوساطة لعقود.

وأعرب عن اعتقاده أنّ قبرص يمكن أن تكون "رمزاً للأمل، في وقت يواجه فيه العالم الكثير من الكوارث". وأضاف "لا يمكنكم توقّع معجزات بحلول فورية، فنحن لا نتطلّع إلى حل سريع... نتطلّع إلى حلّ يصمد، ويمكن الحفاظ عليه".

أما وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، فأعرب، اليوم الجمعة، عن إيمانه بإمكانية التوصل إلى اتفاق تاريخي بشأن القضية القبرصية من خلال "الإصرار والإرادة السياسية".

ورحّب في بيان بعد مشاركته في محادثات جنيف، على مستوى وزراء خارجية الدول الضامنة (تركيا، اليونان، بريطانيا)، بالتقدّم الذي أُحرز خلال الأيام الأخيرة بشأن المستقبل الأمني لجزيرة قبرص موحدة، قائلاً "إنني أؤمن بإمكانية التوصّل إلى اتفاق تاريخي من خلال الإصرار والإرادة السياسية".



(وكالات)