أكد المدير العام لدائرة الهجرة في تركيا، المعنية بأمور الهجرة واللجوء، عبد الله آياز، أنّ تركيا لم يعد فيها أي مكان للاجئين الجدد، موضحاً أن عدد اللاجئين ارتفع من 4.2 ملايين عام 2017، إلى 4.9 ملايين لاجئ في العام الجاري.
تصريحات آياز جاءت على هامش اجتماع الهيئة العامة لبرلمانات البحر المتوسط، أمس الخميس، إذ خصصت الجلسة للحديث عن التطورات الجارية في سورية من خروقات النظام وروسيا في منطقة خفض التصعيد بإدلب، والمخاوف من موجات نزوح جديدة، مشدداً على أنه "يجب عدم السماح بحصول موجة لجوء جديدة من هذه المنطقة".
وأوضح أن تركيا "لم يعد فيها أي مكان من أجل اللاجئين الجدد، ويجب إيجاد حل سياسي لخفض العنف في إدلب، وتسيير الانتقال السياسي"، وأقر المتحدث بأن "تأمين ذلك أمر بالغ الضرورة، وإن لم يتم تناول مواضيع اللجوء بشكل جيد في المناقشات، فإنه لا يمكن تنفيذ الخطط الكافية من أجل دمج اللاجئين في الحياة، وإذا لم يتم اتخاذ ما هو مطلوب ومناسب، فإن الأيام القادمة ستكون أسوأ من الوضع الحالي".
وأوضح المسؤول التركي أيضاً أن تحول تركيا لقاعدة عبور اللاجئين، وحصول الاستقرار السياسي والاقتصادي فيها، حوّلاها إلى هدف اللاجئين من حول العالم، مشيراً إلى أن بلاده تسعى إلى بذل الجهد في ما يخص اللاجئين، ولكن المجتمع الدولي لم يقدم الدعم المطلوب الكافي لرعاية المهاجرين.
ولفت إلى أن "اعتبار إبعاد المهاجرين عن الحدود، وتشديد تأمين الحدود، وبناء الجدران، ووضع الأسلاك الشائكة، حلولاً لمنع مشكلة اللجوء، هو تصور خاطئ جداً، فرفع الإجراءات الأمنية لا يؤدي إلا إلى فقدان المهاجرين لحياتهم"، داعياً المجتمع الدولي إلى "تبني حلول طويلة الأمد من أجل اللاجئين".
وأكد آياز أنه منذ بدء الأزمة في سورية، تم منع دخول 74 ألف أجنبي إلى تركيا، وخاصة من جرى تقييمهم على أنهم يريدون الانتقال إلى مناطق الاشتباكات، وفق تقييمات المخابرات الوطنية، والمعلومات القادمة من الخارج، كما جرى ترحيل 7300 مقاتل إرهابي أجنبي من تركيا، موجهاً انتقادات لجميع دول العالم، بعدم التعاون الكافي في منع سفر المقاتلين الأجانب الإرهابيين، وعدم تقديم الدعم الكافي لتركيا.
من جانب آخر، بيّن المسؤول التركي أن السوريين الموجودين في تركيا تشكل نسبة كبيرة منهم الجيل الجديد، فمن بين 3.6 ملايين سوري، مئة ألف هم فوق 60 عاماً، فيما ولد في تركيا 415 ألف طفل سوري، وحفاظاً عليهم فإن وزارة التعليم التركية تبذل الجهود الكبيرة للحفاظ عليهم بعيدين عن مشاكل اللجوء وأزماته النفسية.
وختم كلامه بالتأكيد أن هناك مرضاً اجتماعياً بدأ بالظهور هو معاداة المهاجرين والهجرة، وأنه سينتقل لباقي الدول قريباً لأنه يشبه الداء المعدي.
ورغم أن الأرقام الرسمية التركية تشير لوجود نحو 3.5 ملايين لاجئ سوري في تركيا، إلا أن وجود شريحة لم تسجل قيودها بعد يزيد التوقعات، ليكون عدد اللاجئين السوريين قرابة 4 ملايين، في حين أن الأفغان والإيرانيين والباكستانيين والأفارقة أيضاً يسعون للّجوء إلى أوروبا عبر تركيا، براً وبحراً.