لا أحب الشوكولا

30 نوفمبر 2014
لم تسحرني الأشكال ولم يجذبني طعم السّكر (Getty)
+ الخط -
اكتشفت في صغري أنّي لست من عُشّاق الشوكولا. لم تسحرني الأشكال، ولم يجذبني طعم السّكر الذي طالما أشعرني بالغثيان فور مبالغتي بتناوله. المبالغة يعني تذوق قطعة أو قطعتين. شكّل كرهي للشوكولا معضلةً أزلية. فخلال أعياد الحبّ التي تتالت على مراهقتي، كان مستقبل العلاقة يُختصر بالهدية التي سيُتحفني بها الحبيب، على ألاّ تتضمن الشوكولا. وإن تضمنتها، انتهت قصة حبنا الهوليودية بسبب قطعة سكاكر بنيّة. مشكلتي مع السكاكر قديمة حديثة. أعشق أشكالها وألوانها، لا شيء يمتّعني أكثر من التحديق بمرطبان نوتيلا أو قالب غاتو.

أكرّر، التحديق فقط. أتذوق قطعًا صغيرة أحياناً قبل أن أعود للاختباء في قوقعتي "اللاسكاكرية". قرأت خلال السنوات المنصرمة دراسات تشجع على تناول الشوكولا الداكنة لما تمثله من فوائد. حاولت مراراً تناولها، فأصبت بغثيانٍ وضجر وصرخت: أنا لا أحب الشوكولا. أمّا في أيام الشتاء البارد فغالباً ما تفاخرت صديقاتي بصورهنّ على فيسبوك وانستغرام مع لوح الشوكولا. كيف يتصوّرن مع لوح الشرّ المُطلق؟؟

أمّا سخرية القدر فتمثلت بخبر نقله لي الطبيب منذ فترة عن مواجهتي لخطر ارتفاع نسبة السكر في جسدي قائلاً: "بدنا نخفف سكريات". فنظرت إليه نظرة استغراب قائلةً: أي سكريات يا دكتور، بالله عليك!!

بالعودة إلى مُعضلتي، في برادي الصغير، لوح شوكولا داكن فاجأتني به صديقتي مفسرةً مجدداً فوائد الشوكولا الداكنة. عدت منذ ليالٍ قليلة إلى المنزل ونزعت منه قضمة واحدة قبل أن أنهال بكم من الشتائم على مخترع هذا الشيء الغريب. لا أعرف لماذا أجد يوميّاً حاجةً لتبرير نفسي. قد يظن البعض أن هناك قصة مثيرةً وراء كرهي للشوكولا أو سرّا عميقاً دفيناً. والحقيقة أنني ببساطة لا أحب الشوكولا. لا أعرف السبب اليقين ولا أفهم كيف يتحمّل الجميع هذا الطعم السكري القوي. ما أعرفه أنّ كرهي للشوكولا، إمّا يميّزني عن الآخرين أو يجعل مني فتاةً غريبة الأطوار.
دلالات
المساهمون