وكانت وكالات أنباء روسية قد نقلت عن لافروف قوله إنه سيجري اتصالا هاتفيا مع نظيره الأميركي، جون كيري، اليوم الجمعة، مضيفا أن "الاتفاق الروسي الأميركي لوقف إطلاق النار في سورية ما زال قائما"، وذلك بعد ساعات من حديث كيري عن توجّه واشنطن لتعليق المحادثات مع موسكو.
وبيّن لافروف، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز"، أن روسيا لا تستخدم أسلحة محظورة في سورية، وطلب دليلا "ممن يتهمون موسكو بقصف أهداف مدنية"، مشيرا إلى أن تصريح وزارة الخارجية الأميركية بأن المصالح والمدن الروسية قد تتعرض للهجوم من متشددين إذا واصلت موسكو ضرباتها الجوية في سورية "غير مقبول".
وفي مقابلة مع قناة "بي بي سي ورلد"، اليوم أيضا، قال المسؤول الروسي إن عددا متزايدا من الدلائل يدفع روسيا للاعتقاد بأن واشنطن خططت منذ البداية لتجنيب "النصرة" الضربة، بهدف استخدامها لاحقا لإسقاط حكومة بشار الأسد.
وأوضح: "في إطار مجموعة دعم سورية، أخذت واشنطن على عاتقها التزام فصل المعارضة (عن الإرهابيين)، لكنها لم تقدر على القيام بذلك حتى الآن. وهناك عدد متزايد من الدلائل يدفع بنا للاعتقاد بأن خطتهم (الأميركيين) منذ البداية كانت تكمن في تجنيب النصرة الضربة، والحفاظ عليها احتياطا لاستخدامها في خطة ب عندما سيحين الوقت لتغيير النظام"، بحسب ما نقلت وسائل إعلام روسية.
وشدد المتحدث على أنه "لا نريد أن نخدع مجددا، وندعو واشنطن إلى تنسيق خريطة مواقع النصرة لمواصلة التعاون".
وتأتي تصريحات لافروف بعد ساعات من إعلان وزير الخارجية الأميركي أن الولايات المتحدة على وشك تجميد محادثاتها مع روسيا بشأن النزاع في سورية، بسبب عدم توقف القصف في حلب.
وقال كيري، رداً على أسئلة خلال مؤتمر لمراكز الأبحاث في واشنطن: "نحن على وشك تعليق المحادثات، لأنه بات من غير المنطقي وسط هذا القصف الذي يجري أن نجلس ونحاول أن نأخذ الأمور بجدية".
وتابع مهاجماً روسيا المتحالفة مع النظام السوري، من دون أن يسميها بالاسم: "مع كل ما يحصل حالياً، لا توجد أي إشارة إلى مسعى جدي".
وأضاف: "وصلنا إلى مرحلة بات يجب علينا في إطارها أن نبحث عن بدائل، ما لم يعلن أطراف النزاع بشكل واضح عن استعدادهم للنظر في مقاربة أكثر فعالية"، ولم يوضح كيري ما يمكن أن تكون عليه هذه "البدائل".
وكان كيري قد هدّد، أمس الأربعاء، بشكل مباشر لافروف بوقف أي تعاون مع روسيا في حال تواصل القصف على حلب.
وبعد عشرة أيام من انهيار وقف إطلاق النار، اتّصل كيري هاتفياً بلافروف ليقول له إن "الولايات المتحدة تستعد لتعليق التزاماتها الثنائية مع روسيا حول سورية، خصوصاً في ما يتعلق بإقامة مركز مشترك" للتنسيق العسكري، الذي كان ورد في اتفاق بين الاثنين تم التوصل إليه في جنيف في التاسع من سبتمبر/أيلول الجاري.