قبل غروب الشمس، يتجمع لاجئو مخيم جنين في ساحة محطة القطار العثماني، يومياً منذ 67 عاماً. ثمة علاقة عجيبة بين اللاجئين ومحطة القطار، ربما في ساحتها يشعرون أنهم سيسافرون من المخيم عائدين إلى بيوتهم الأصلية، وربما ينتظرون قطاراً لم يقلع بعد، أو هم لا يعرفون سر ارتباطهم بهذا المكان على وجه الحقيقة.
حتى اللاجئ الفلسطيني فضل الجدعون (50 عاماً)، من سكان مخيم جنين، يقول "لا أدري لماذا أجلس قبالتها دائماً، هنا أتنفس فقط، صدقاً لا أدري لماذا".
عام 1948 شاءت الصدفة أن يبنى مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين بجوار ما تبقى من المحطة، فوجود محطة قطار في مخيم لاجئين كسر ظهرهم الترحيل القسري عن محطاتهم الأولى، يشبه تماماً رسم فراشة على جدار زنزانة أسير.
أحمد غول، لاجئ فلسطيني يعيش في مخيم جنين، عمره 45 عاماً، يقول لـ "العربي الجديد": "ليس فقط كبار السن يعرفون المحطة، أنا أيضاً أتذكر حديد سكة القطار، لقد طُمر الحديد المتبقي من السكة في نهاية الثمانينيات تحت إسفلت الشوارع، أتذكر أيضاً سقف المحطة القرميدي الذي انهار مع الوقت تدريجياً بفعل الطقس، شاهدت كل هذا لأنني دائماً أجلس قبالتها".
من ساحة المحطة التي كان القطار يطلق صفارته فيها، صَفَّر أحمد غول لواحد من الفتية في المكان، وطلب منه إحضار الصورة المعلقة في بيته، وقال "انظر، هذه صورة المحطة في عزها، يقف فيها القطار وقائده مع عدد من الجنود العثمانيين في تلك الفترة، حصلت على الصورة من أستوديو تصوير في جنين، يقتني صوراً تاريخية للمنطقة".
وأكد اللاجئ أسامة فرحات (38 عاماً) "عندما كنت صغيراً مشيت على قضبان حديدها في طريقي إلى مدرسة وكالة الغوث، بالفعل لو حفرت الشارع ستجد جزءاً من السكة التي اختفت في بداية التسعينيات مع تعبيد الشوارع".
صحيح أن جزءاً صغيراً جداً من سكة حديد الحجاز طُمر في شوارع فلسطين، لكن الجزء الأعظم سرقته إسرائيل، وبنت به "خط بارليف" على طول الساحل الشرقي لقناة السويس، بعد احتلالها سيناء في حرب حزيران عام 1967، لمنع عبور القوات المصرية.
حافظ لاجئو مخيم جنين على محطة القطار العثماني، لم يعبث بها الناس، ولم يستغلها اللاجئون رغم الزحمة الهائلة في المخيم، فكيف نفذت محطة القطار، من صواريخ طائرات الاحتلال الإسرائيلي وقذائف دباباته التي دكت مخيم جنين، في المعركة الطاحنة التي دارت في زقاقه بين المقاومين الفلسطينيين وجيش الاحتلال عام 2002.
يقول الجدعون (50 عاماً) من مخيم جنين "شباب المقاومة حيدوها عن وعي وليست صدفة، لم يحتموا بها، ولم يستخدموها في معركتهم ضد الاحتلال كي لا تقصفها الطائرات الإسرائيلية".
وثمة مفارقة مؤلمة في حديث الجدعون الواقف في ظل المحطة، والذي سرق الاحتلال أملاك عائلته وطرده من أرضه بسفك الدم "لدينا فكرة في المخيم أنها أملاك غائبين، لا يمكن أن نسيطر أو نعتدي عليها رغم الزحام، نحن لاجئون ذقنا مرارة ضياع بيوتنا التي اعتبرتها إسرائيل أملاك غائبين، هي التي غيبتهم ودمرت بيوتهم، لا نستطيع أن نسكن في بناء بناه غيرنا".
اقرأ أيضاً: الذكرى 67 للنكبة: عائدون .. عائدون
حتى اللاجئ الفلسطيني فضل الجدعون (50 عاماً)، من سكان مخيم جنين، يقول "لا أدري لماذا أجلس قبالتها دائماً، هنا أتنفس فقط، صدقاً لا أدري لماذا".
عام 1948 شاءت الصدفة أن يبنى مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين بجوار ما تبقى من المحطة، فوجود محطة قطار في مخيم لاجئين كسر ظهرهم الترحيل القسري عن محطاتهم الأولى، يشبه تماماً رسم فراشة على جدار زنزانة أسير.
أحمد غول، لاجئ فلسطيني يعيش في مخيم جنين، عمره 45 عاماً، يقول لـ "العربي الجديد": "ليس فقط كبار السن يعرفون المحطة، أنا أيضاً أتذكر حديد سكة القطار، لقد طُمر الحديد المتبقي من السكة في نهاية الثمانينيات تحت إسفلت الشوارع، أتذكر أيضاً سقف المحطة القرميدي الذي انهار مع الوقت تدريجياً بفعل الطقس، شاهدت كل هذا لأنني دائماً أجلس قبالتها".
من ساحة المحطة التي كان القطار يطلق صفارته فيها، صَفَّر أحمد غول لواحد من الفتية في المكان، وطلب منه إحضار الصورة المعلقة في بيته، وقال "انظر، هذه صورة المحطة في عزها، يقف فيها القطار وقائده مع عدد من الجنود العثمانيين في تلك الفترة، حصلت على الصورة من أستوديو تصوير في جنين، يقتني صوراً تاريخية للمنطقة".
وأكد اللاجئ أسامة فرحات (38 عاماً) "عندما كنت صغيراً مشيت على قضبان حديدها في طريقي إلى مدرسة وكالة الغوث، بالفعل لو حفرت الشارع ستجد جزءاً من السكة التي اختفت في بداية التسعينيات مع تعبيد الشوارع".
صحيح أن جزءاً صغيراً جداً من سكة حديد الحجاز طُمر في شوارع فلسطين، لكن الجزء الأعظم سرقته إسرائيل، وبنت به "خط بارليف" على طول الساحل الشرقي لقناة السويس، بعد احتلالها سيناء في حرب حزيران عام 1967، لمنع عبور القوات المصرية.
حافظ لاجئو مخيم جنين على محطة القطار العثماني، لم يعبث بها الناس، ولم يستغلها اللاجئون رغم الزحمة الهائلة في المخيم، فكيف نفذت محطة القطار، من صواريخ طائرات الاحتلال الإسرائيلي وقذائف دباباته التي دكت مخيم جنين، في المعركة الطاحنة التي دارت في زقاقه بين المقاومين الفلسطينيين وجيش الاحتلال عام 2002.
يقول الجدعون (50 عاماً) من مخيم جنين "شباب المقاومة حيدوها عن وعي وليست صدفة، لم يحتموا بها، ولم يستخدموها في معركتهم ضد الاحتلال كي لا تقصفها الطائرات الإسرائيلية".
وثمة مفارقة مؤلمة في حديث الجدعون الواقف في ظل المحطة، والذي سرق الاحتلال أملاك عائلته وطرده من أرضه بسفك الدم "لدينا فكرة في المخيم أنها أملاك غائبين، لا يمكن أن نسيطر أو نعتدي عليها رغم الزحام، نحن لاجئون ذقنا مرارة ضياع بيوتنا التي اعتبرتها إسرائيل أملاك غائبين، هي التي غيبتهم ودمرت بيوتهم، لا نستطيع أن نسكن في بناء بناه غيرنا".
اقرأ أيضاً: الذكرى 67 للنكبة: عائدون .. عائدون