في ألمانيا، تحمل الأخبار توجه الأمن لمحاربة التحريض على اللاجئين/المهاجرين، حتى في وسائل التواصل، لما يحمله المدّ المتطرف من مخاطر استقطابات حادة في المجتمع.
الحديث مع أقطاب اليمين الغربي يكشف الرغبة في استغلال الصحافة العربية لبث رسائل التهويل والتخويف، وللتحذير من "القدوم إلى بلادنا". مفارقة مدهشة أن بعض ساسة هذا اليمين باتوا يجيبون على أسئلة غياب الوجه الإنساني لسياسة التشديدات الصارمة، متسلحين بصور وأخبار عما يجري للاجئين في الدول المجاورة. ويخلط هؤلاء عن قصد بين مكونات مجتمعاتهم المهاجرة وتدفق اللاجئين، لتبرير تلك الصرامة.
يرفع هؤلاء سقف النقاش لتبدو مواقفهم مغلفة بـ "مسحة إنسانية"، من خلال حوارات علنية متلفزة، وندوات متخصصة، وهم يرفعون ترجمات لنقاشات بالعربية، وغير العربية، في وسائل الإعلام والتواصل عبر مختصين، وبعضهم بلسان عربي، في حركاتهم وأحزابهم.
ويخلص هؤلاء في النهاية إلى مقارنات تبتغي إفحام أي نقد موجه للتطرف. الأمر في هذه الحالة أخطر في عمقه مما يظن مروجي سياسات ومواقف مخجلة بحق عرب آخرين. فاستدلال اليمين، وسطي وقومي متطرف في القارة الأوروبية، يأخذ بعض المهاجرين، مماحكة وإسقاطا، وبمواقف نخبوية سلبية من الربيع العربي، إلى حافة التوافق مع نقاش يميني عن الهجرة واللجوء.