قال الزبير (20 عاماً) الذي فر من مدينة دير الزور السورية قبل ثلاثة أعوام، ويريد الآن التوجه إلى أوروبا، قبل أن تضع زوجته حملها الذي بدأته منذ ثمانية أشهر: "هذا وقت الرحيل والباب إلى أوروبا مفتوح... أنا خائف لكني مستعد".
وقد جمع الزبير 8000 يورو (9000 دولار) من أجل الرحلة التي تبدأ من إسطنبول، حيث يتم الاتفاق مع "وسيط" يساعد المهاجرين على الوصول لساحل بحر إيجة. لكن الرحلة تزداد صعوبة وستتوقف تماماً قريباً، مع حلول فصل الخريف، واشتداد سرعة الرياح وارتفاع الأمواج في بحر إيجة، الذي عادة ما يكون هادئاً في شهور الصيف.
وأوضح جوزيف، وهو فلسطيني (37 عاماً) يعمل كوسيط منذ أربع سنوات: "هذا هو الأسبوع الأخير، وبعده سيكون الموج عالياً جداً"، مشيراً إلى أن غيره من الوسطاء يمكن أن ينظموا رحلات بعد ذلك، رغم الأحوال الجوية غير المواتية. وجوزيف يدير فريقاً من سبعة أفراد، يستدل عليه المهاجرون القادمون من سورية والعراق وأفغانستان وأفريقيا.
ويتولى جوزيف مهمة تحديد الوسيط التالي الذي سيرسلهم إليه، والذي يتولى بدوره مقابل رسم بسيط مهمة الاحتفاظ بأموالهم، ودفع مبالغ للمهربين فور أن يتلقوا من أوروبا اتصالاً هاتفياً يتضمن كلمة السر. بعدها ينتقلون للوسيط التالي الذي يرتب لانتقالهم إلى الساحل على شاحنات فان. ويقول جوزيف إنه يعمل ثلاثة أشهر في السنة يتحصل خلالها على 100 دولار من الثمانمائة دولار التي يدفعها كل عميل من عملائه الذين يتكدسون في زورق مطاطي أو قارب صغير للوصول لجزر اليونان.
اقرأ أيضاً: المهرّب المجري الذي أعاد المال للمهاجرين
وذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من 70 شخصاً غرقوا أثناء محاولتهم الوصول لليونان في النصف الأول من سبتمبر/أيلول الجاري، والذي شهد ما يقرب من نصف حالات الوفاة في عام 2015. وقال إمرا جولر المسؤول في المنظمة في تركيا: "الزيادة المفاجئة في أعداد الوفيات ترجع إلى أن أعداداً أكبر من الناس تقوم بمحاولة أخيرة، والطقس لا يزال مؤاتياً والمياه دافئة".
الخوف من غرق القوارب دفع الآلاف للتوجه إلى الحدود البرية مع اليونان بالحافلات هذا الأسبوع. ومن لم يتمكن من اقتناص تذكرة فإنه يقطع الرحلة سيراً من إسطنبول. ويجري التنظيم عبر فيسبوك لجذب الانتباه لحجم المأساة.
اقرأ أيضاً: الطريق البرّي أكثر أماناً لعبور المهاجرين
وقال متين كوراباتير الذي يرأس مركز أبحاث اللجوء والهجرة في تركيا إن قيام ألمانيا ودول أخرى من الاتحاد الأوروبي بزيادة حصصها من اللاجئين، ربما يكون قد أسهم بشكل غير مقصود في تشجيع مزيد من اليائسين على محاولة الوصول لأوروبا. وتابع "مع موت آمال السلام في سورية ودفنها... يحتشد المزيد على أبواب أوروبا".
وأشار كوراباتير إلى أن الموجودين في تركيا التي تستضيف حوالي مليوني لاجئ سوري "يواجهون أوضاعاً اقتصادية واجتماعية متفاقمة، ما يجعل أوروبا تبدو وكأنها جنة". ومع هذا فإن الطريق إلى "الجنة" يبدو في عيون البعض محفوفاً بالمخاطر الشديدة في الوقت الحالي.
اقرأ أيضاً: لاجئون سوريون بـ أدرنة التركية ينتظرون العبور لليونان