كييف تحشد للمشاركة بانتخابات الأحد وبوتين يرفض الحرب الباردة

25 مايو 2014
صلاة في كييف من أجل انتخابات رئاسية سلمية(دان كيتود/Getty)
+ الخط -

رفض الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يوم السبت، الحديث عن حرب باردة جديدة نتيجة الخلاف مع الدول الغربية بشأن أوكرانيا، وأكد استحالة عزل بلاده عن الاقتصاد العالمي.
يأتي ذلك فيما أنهت السلطات الأوكرانية استعداداتها لإجراء انتخابات الرئاسة يوم غد الأحد، التي يعكرها الانفصاليون الموالون لروسيا في المناطق الشرقية، إذ يواجه نحو مليوني ناخب صعوبات في الإدلاء بأصواتهم.

وفي نداء إلى الأوكرانيين عشية الانتخابات، دعا الرئيس الأوكراني بالوكالة، أولكسندر تيرتشينوف، الناخبين للتوجه إلى مكاتب الاقتراع لإعطاء البلاد "سلطة شرعية"، و"عدم السماح بأن تصبح أوكرانيا قطعة من امبراطورية ما بعد الامبراطورية السوفياتية".

من جهته، حث رئيس الوزراء الأوكراني، أرسيني ياتسينيوك، الأوكرانيين على المشاركة في الانتخابات التي وصفها بأنها "ستكون انتخابات حرة ونزيهة، وانتصاراً على العدوان الروسي أمام العالم".

وقال ياتسينيوك إن على "الأوكرانيين مسؤولية الاقتراع من أجل مستقبل أطفالهم، وليؤكدوا للمناطق التي يهيمن عليها انفصاليون في شرق أوكرانيا أن قطّاع الطرق لن يرهبوا مناطقكم بعد ذلك".

وشارك تيرتشينوف وياتسينيوك، يوم السبت، في صلاة مشتركة من أجل السلام في أوكرانيا، عشية الانتخابات الرئاسية.

ويأمل زعماء كييف، الموالون للغرب، في أن تجلب الانتخابات الاستقرار للجمهورية السوفياتية السابقة بعدما أطاحت احتجاجات الشوارع بالرئيس المدعوم من موسكو، فيكتور يانوكوفيتش، ورد انفصاليون مؤيدون لموسكو بالاستيلاء على شبه جزيرة القرم، وعلى أجزاء من شرق أوكرانيا.

وكانت المخاوف من عرقلة الانتخابات، ومواجهة المزيد من أعمال العنف، قد تجددت إثر مقتل سبعة أشخاص، يوم أمس الجمعة، في مواجهات بين متمردين وقوات مرتبطة مع الجيش قرب قرية كارليفكا على الطريق المؤدي إلى شمال غرب دونيتسك.

وقد توعّد الانفصاليون الموالون لروسيا بمنع إجراء الانتخابات في الشرق، إذ يواجه نحو مليوني ناخب صعوبات في الادلاء بأصواتهم.

ويسيطر الانفصاليون على عشرين لجنة انتخابية محلية من أصل 34 في منطقتي دونيتسك ولوغانسك.

ويُنظر إلى الاستحقاق الرئاسي على أنه الأكثر أهمية لمستقبل أوكرانيا منذ استقلالها في 1991، ولا سيما أن البلاد تواجه خطر الانقسام وتقف على شفير الانهيار الاقتصادي.

وأنهت كييف كافة الاستعدادت لتأمين إجراء الانتخابات، إذ قامت السلطات بنشر 55 ألف شرطي و20 ألف متطوع لتأمين الانتخابات.

ويتنافس على منصب الرئاسة 21 مرشحاً. وإذا لم يحصل أي منهم على أكثر من 50 في المئة من أصوات الناخبين، فإن لجنة الانتخابات المركزية ستعلن عن دورة ثانية من الاقتراع، حيث سيتنافس صاحبا المركزين الأول والثاني.

ويبدو الملياردير المؤيد للغرب، بيترو بوروشينكو، الأوفر حظاً في الوصول إلى سدة الرئاسة، إذ حصل على 30 نقطة أكثر من رئيسة الحكومة السابقة يوليا تيموشينكو، وفق آخر استطلاعات الرأي.

بوتين: الحرب الباردة ليست في مصلحة أحد

في هذه الأثناء، دافع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يوم السبت، عن موقف بلاده من الأزمة الأوكرانية، رافضاً الحديث عن حرب باردة جديدة نتيجة الخلاف مع الدول الغربية بشأن أوكرانيا.

وانتقد الرئيس الروسي، خلال حديثه أمام مراسلي وكالات الأنباء العالمية في سان بطرسبورغ، الدول الغربية، معتبراً أن "تأييد "انقلاب غير دستوري" تسبّب في قطع حوار بنّاء كان يجري بشأن أوكرانيا، داعياً "الذين قاموا بالانقلاب في أوكرانيا للتفكير بعمق في عواقب أعمالهم".

وكان بوتين قد وعد، يوم أمس الجمعة، باحترام نتائج الانتخابات الرئاسية الأوكرانية، وأكد أنه سيتعامل مع الرئيس المنتخب.

من جهةٍ ثانية، نفى بوتين أن تكون موسكو تسعى لإعادة إحياء الاتحاد السوفياتي، وأوضح أن "هذا أمراً غير صحيح على الاطلاق".


كما رفض بوتين التطرق إلى حرب باردة جديدة إثر تدهور العلاقات بين روسيا والدول الغربية على خلفية الأزمة الأوكرانية. وقال بوتين: "لا أريد أن أعتقد أن هذا الأمر يشكل بداية لحرب باردة جديدة. هذا ليس في مصلحة أحد، ولا أعتقد أنه سيحصل". وأكد أنه من "المستحيل" عزل روسيا عن الاقتصاد العالمي على الرغم من الضغوط التي يمارسها الغرب بسبب الأزمة الأوكرانية.

ورداً على سؤال حول فرض عقوبات اقتصادية جديدة ضد روسيا، أشار بوتين إلى أن "فرض تلك العقوبات سيكون سلبياً للجميع، ويمكن أن يقود اقتصادات أوروبا وروسيا والعالم إلى اضطرابات من الواضح أن لا مصلحة لأحد فيها".

وأبدى بوتين استعداده لإجراء محادثات ثنائية مع نظرائه الغربيين على هامش الاحتفالات بذكرى الإنزال في النورماندي في السادس من يونيو/ حزيران، في شمال فرنسا.

وأضاف أنه "بحسب ما فهمت، فإن الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، يرغب في إجراء لقاء على انفراد، ومناقشة مسائل متعلقة بالعلاقات الثنائية وأخرى على جدول الأعمال الدولي". وقال: "أنا بالطبع منفتح على كل المناقشات، وإذا سمح جدول أعمال الرئيس الفرنسي بذلك، فسألتقيه بسرور لمناقشة مسائل ذات اهتمام مشترك".

واعتبر الرئيس الروسي أن التصريحات التي نُسبت إلى ولي العهد البريطاني، الأمير تشارلز، التي قارن فيها سياسة بوتين بسلوك هتلر في ما يخص الأزمة الاوكرانية، "غير مقبولة". وقال: "لم أسمع هذه العبارة، لكن إذا صح الأمر فسيكون بالتأكيد غير مقبول. وهذا ليس تصرفاً ملكياً".

المساهمون