رغم السمعة الإيجابية التي تحظى بها السينما الإيرانية، على مستوى الأفكار والتقنيات والتجديد الفني، إلا أنها تظلّ محكومة بنفس الظروف التي تضيّق على المبدعين في مختلف المجالات، آخر هؤلاء المخرج الشاب كيوان كريمي.
في تصريح له نشرته جريدة "لوموند" الفرنسية، قال كريمي "لا أفهم ما يحدث، هناك حكم صادر ضدي بالسجن والجلد، بسبب آخر أفلامي، ولكني إلى الآن طليق". وتتوقع الجريدة أن يحدث حراك دولي مساند للمخرج الإيراني.
كان كريمي قد صدر ضدّه، في 14 من الشهر الجاري، حكم بالسجن لمدة ست سنوات و223 جلدة على خلفية "المساس بالمقدسات والدعاية ضد النظام". ففيلم "الكتابة على المدينة"، الذي أنتجه هذا العام، متّهم بكونه يحرّض ضد النظام حين نقل وجهات نظر لمعارضين، كما أنه متهم بتصويره قبلة (لم تظهر في الفيلم)، فيما ينكر كريمي حصول ذلك.
"الكتابة على المدينة" عمل وثائقي يرصد ظاهرة رسوم الغرافيتي في شوارع طهران، وكون عدد منها يمس محرمات دينية وسياسية، اعتبر العمل في حد ذاته متهجّماً على النظام.
يضع كريمي نقطتي بداية ونهاية حسّاستين لعمله؛ ثورة 1979 وحراك 2009. تظهر رسومات شعارات كثيرة كانت مضادة للدولة الإسلامية زمن الثورة، وفي 2009 تظهر كتابات منتقدة للنظام مثل "دكتاتور" أمام صورة الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد.
في أعمال سابقة مثل "الحدود المكسورة" (2012) أو "مغامرة زوجين (2013) برز المخرج صاحب الثلاثين عاماً كواحد من أبرز الباحثين عن لغة سينمائية جديدة وقريبة في الآن نفسه من إيران.
ينضاف كريمي إلى عدد من المخرجين الآخرين الذين يتعرضون إلى تضييق النظام، مثل جعفر باناهي الذي جرى إيقافه في 2010 بينما كان يصوّر فيلماً يتحدث عن مظاهرات 2009، ومُنع من التصوير لمدة 20 عاماً، رغم ذلك حصل فيلمه، المصور بكاميرا خفية في تاكسي، على جائزة "الدب الذهبي" في مهرجان برلين.
اقرأ أيضاً: بانكسي ناشطاً على اليوتيوب السوري