برعاية هيئة قطر للمتاحف، عرضت فرقة "ليتل انجلز" الإنكليزية، على خشبة مسرح قطر الوطني، مسرحية "مفاجأة هاندا"، يوم الجمعة 28 فبراير/ شباط، مقدمةً ثلاثة عروض، تخلّلتها ورش صناعة دمى من الورق، وتدريب على تحريك دمى مختلفة الأنواع، من دمى اليد ودمى الخيوط والدمى الورقية.
المسرحية مقتبسة من قصّة معروفة للكاتبة الإنكليزية إيلين براون، بالعنوان نفسه، تدور أحداثها في كينيا، حيث تقوم هاندا، الفتاة الودودة، بتحضير مفاجأة لصديقتها أكيو، وتعدّ لها طبقاً يحتوي سبعة أنواع مختلفة من الفاكهة الأفريقية بينها الموز والمانغا والأفوكادو... في الطريق إلى منزل أكيو في القرية المجاورة، تتساءل هاندا بين خطوة وأخرى عن فاكهة صديقتها المفضّلة، وتصادف هاندا 7 حيوانات هي تباعاً القرد والنعامة والفيل وحمار الوحش والببغاء والزرافة، يختار كلّ حيوان قطعة فاكهة من الطبق الذي تحمله هاندا على رأسها من دون أن تنتبه للأمر. قبل الوصول إلى قرية أكيو، وبينما تمرّ هاندا تحت شجرة مندرين، تصطدم عنزة مسرعة بشجرة المندرين، فتقع الفاكهة البرتقالية في سلة هاندا، من دون أن تنتبه للأمر أيضاً. حين تلتقي الصديقتان تقدّم هاندا السلة لاكيو وتصرخان معاً من المفاجأة، ولكن كلّ منهما لسبب: هاندا متفاجئة لأنّ الثمار السبع اختفت وظهرت مكانها ثمار المندرين، وأكيو تصرخ لأنّ ثمار المندرين هي فاكهتها المفضّلة.
حوّلت المخرجة، مارلين فيرمولان، القصة إلى نصّ مسرحي تفاعلي، معتمدة على براعة الممثلتين ولياقتهما البدنية، وبراعتهما في أداء الأغاني الأفريقية وتحريك الدمى المصنوعة من الخشب والقماش وغيرهما، كما جعلت من الجمهور شريكاً في العرض، إذ تمّ إجلاس الأطفال وأهلهم على خشبة المسرح وليس على مقاعد الجمهور، وقامت الممثلتان بإشراكهم في العرض عبر ملامسة الدمى والفاكهة واستكشافها وحتى شمّ روائحها...
استفادت المخرجة من توجّه القصة لأطفال بين 3 و5 سنوات، مستثمرة ما تتمتع به هذه الفئة العمرية من الخيال الخصب إلى التفاعل مع الدمى المتحركة والنصوص المغنّاة، فجعلت إحدى الممثلتين تلعب العديد من الأدوار مع تعديلات بسيطة في الملابس والإكسسوارات، ولم تلجأ إلى تبديل الديكور أو استخدام تقنيات خاصّة للإضاءة والموسيقى، فكانت الممثلتان تعزفان بأدوات موسيقية أفريقية مصنّعة يدوياً.
ولكنّ الأمر سبّب بعض الارتباك عند الأطفال في المشهد الأخير، حين تحوّلت الممثّـلة، التي لعبت دور والدة هاندا وتنكّرت في شكل بعض الحيوانات مثل الفيل والعنزة، إلى أكيو.
قد تكون دواعي التقشّف المالي وراء اختزال عدد الممثلين وعدم تغيير الديكور، حيث لم تتمّ أي إضافة تشير إلى أنّ هاندا تتّجه من قرية إلى أخرى ومن كوخ إلى آخر أو أي مؤثرات بصرية وتعديلات في الإضاءة، وإن أثّر هذا قليلاً في مستوى العرض، الا أنه لم يلغِ الانطباع الجيّد الذي تركه عند الأطفال، الذين استكشفوا قصّة ممتعة عن بلاد يجهلونها ويجهلون طبيعتها وموسيقاها وأغانيها.
مسرحية "مفاجأة هاندا"، الانكليزية، لا تفاجئ الأطفال في الهدية التي تعدّها الفتاة الكينية لصديقتها فقط، بل في الصورة الغنيّة والملوّنة التي تقدّمها للأطفال والكبار عن قارة طالما سُمّيت ظلماً بالسوداء.