كيف يتلقى الإعلام الروسي هجمات نظامه على حلب؟

01 نوفمبر 2016
تنفي مسؤولية روسيا عن جرائمها بحلب (أمير الحلبي/فرانس برس)
+ الخط -
يفرض النظام السوري والقوات الروسية الحليفة له حصاراً على الأحياء الشرقية لمدينة حلب منذ أكثر من ثلاثة أشهر، حيث تخضع لسيطرة مقاتلي المعارضة، ويقطنها نحو 300 ألف شخص، تعرضوا خلال الأسابيع الماضية لحملة من القصف الجوي العنيف من الطيران السوري وحليفه الروسي، حصدت مئات القتلى.

وعلى الرغم من توارد أخبار أخيرة عن نية موسكو في التعاون مع النظام السوري على شنّ هجوم ضخم ضد المعارضة في حلب، للسيطرة على المدينة بشكل كامل، بالتزامن مع موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، الأسبوع المقبل، يصرّ الإعلام الروسي على نفي الأخبار حول وحشية النظام الروسي في المدينة، معتبراً أن "الإرهابيين" مسؤولون عن جرائم القتل هناك، وما يحصل يعتبر جزءاً من "الحملة الإعلامية" الغربية ضدّ روسيا.

يردّ الإعلام الروسي على "الاتهامات" و"الحملة الإعلامية" من خلال نشرات الأخبار في قنوات التلفزيون الثلاث الرئيسية؛ التلفزيون الروسي الرسمي "روسيا 1"، "أن تي في"، و"القناة الأولى"، وفقاً لخدمة "بي بي سي مونيتورينغ" لرصد الإعلام العالمي.

"المعارضة المعتدلة تقتل الأطفال"

تشدّد القنوات الروسية على نفي مسؤولية نظامها عن قتل المدنيين في حلب، وتوجّه التهمة إلى القوى المعارضة والتلميح إلى دعمها من الولايات المتحدة الأميركية. بعد الهجوم على مدرسة ابتدائية في درعا المحطة، جنوب سورية، وهي تخضع لسيطرة النظام السوري في 11 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال المذيع في قناة "روسيا 1": "المليشيات التي تصرّ الولايات المتحدة الأميركية على تسميتهم بالمعارضة المعتدلة شنت هجوماً ضد مدرسة ابتدائية في الجزء الغربي من المدينة. قتل 7 تلاميذ وأصيب أكثر من 10 بجروح"، في 13 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وفي اليوم نفسه، وصفت قناة "أن تي في" الفاعلين بـ"المتشددين"، ووصفتهم "القناة الأولى" بـ"الإرهابيين"، من دون الإشارة إلى دعم الولايات المتحدة مثل "روسيا 1".

كما ظهر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في مقابلة مع قناة "تي أف 1" الفرنسية، واعتبر أن "واشنطن هي المسؤولة في المقام الأول"، مضيفاً أنها "فشلت في فصل المعارضة عن الإرهابيين ورفضت التعاون لتنظيم ممر إنساني في حلب".

ونقلت القنوات الروسية كلها تصريح وزير الدفاع بأن الطائرات الروسية لا يمكن أن تضرب المناطق المدنية في المدينة. وجاء في نشرة أخبار "أن تي في": "تشدد وزارة الدفاع على أن القوات الجوية الروسية تطلق غارات فردية ومحددة على أهداف خارج الأماكن السكنية. تُشن الغارات الجوية بعد تحليل دقيق للبيانات الاستخبارية لاستبعاد أي خطر يمكن أن يهدد المدنيين".

"حملة إعلامية ضد روسيا"

تروّج القنوات الثلاث لتعرض روسيا لهجوم إعلامي عليها من قبل الدول الغربية. إذ ذكرت قناتا "القناة الأولى" و"روسيا 1" أن "وسائل الإعلام الغربية شنّت حرباً إعلامية، واتهمت روسيا زوراً بقصف المدنيين". وأعلنت "روسيا 1" عن "انضمام وسائل إعلامية غربية رائدة إلى الحملة ضدّ روسيا"، وفقاً لـ"بي بي سي مونيتورينغ".

وأضافت: "مادتهم الإعلامية متشابهة بشكل ملفت في المحتوى والتقنيات الدعائية، وتذّكر بمقالات الصحف الصفراء: نشر الحد الأقصى من الصور والحد الأدنى من الوقائع، استعمال عناوين صارخة، وطبعاً توجيه الاتهامات لروسيا".

"ضحايا المعتدلين المدعومين من الولايات المتحدة"

قال المذيع في إحدى نشرات أخبار "روسيا 1" بعد الهجوم على المدرسة في درعا: "ما يحدث في حلب مأساة فعلاً، الأطفال يموتون هناك، لكنهم يموتون جرّاء الضربات التي توجهها الجماعات التي تصفها الولايات المتحدة بالمعتدلة، والمثال الأخير هو الغارة التي شنتها اليوم ضد مدرسة ابتدائية، لكن الغرب يفضل تجاهلها بالطبع".

وأضاف: "لكن مراسل روسيا 1، يفجيني بودابني، كان هناك وسجّل كل شيء". خلال التقرير، قال بودابني إنّ "15 مليشيا في المنطقة كانت تنسق بينها تحت إشراف الفرع السابق لتنظيم القاعدة في سورية، وهم يطلقون النار على الأحياء المدنية ويستخدمون المدنيين كدروع بشرية".

وتابع: "المليشيات نفسها تنتج لقطات مفتعلة ومقاطع فيديو تنشرها وسائل الإعلام الغربية، علماً أن المراسلين لا يمكنهم الوصول إلى المناطق التي يسيطر عليها الجهاديون كي يتأكدوا من صحة المعلومات".

(العربي الجديد)

المساهمون